أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
1 2 3 41305
الصابون يخلّص شابة فلسطينية من طابور البطالة الطويل !!
30.09.2019

الحصول على شهادة جامعية لم يعد يعني الحصول على وظيفة في فلسطين، فطابور بطالة الشباب يزداد طولا ويضطر الشاب للانتظار سنوات ثم قد لا يفوز بشغل، لذلك يختار البعض ربح الوقت والمغامرة ببعث مشروع صغير يبدأ عادة بتمويل ذاتي أو بمساعدة إحدى الجمعيات. فدوى الشابة الفلسطينية قاربت بين شهادتها الجامعية وفكرة مشروعها الذي يتلخص في صناعة الصابون والزيوت الطبيعية.خان يونس (فلسطين) – دشنت الفلسطينية العشرينية فدوى أبويوسف مشروعا منزليا صغيرا لإنتاج الصابون من الأعشاب والزيوت الطبيعية وتسويقه محليا، بعدما فقدت الأمل في الحصول على فرصة عمل بسبب الظروف الصعبة في قطاع غزة.وبدأ الشباب الفلسطيني يلجأ إلى بعث مشاريع صغيرة بدلا من الوقوف في طابور البطالة الذي يزداد طولا من سنة إلى أخرى خاصة في صفوف حملة الشهائد الجامعية.فدوى التي أنهت دراستها عام 2016، تخصص “علوم طبية ومخبرية” من جامعة الأقصى بغزة، لم تجد أي فرصة عمل في تخصصها منذ تخرجها، فحاولت الاستفادة من دورات تدريبية في صناعة الصابون الكيميائي، مستعينة بخبرتها العلمية والعملية الجامعية في إنشاء مشروع قريب لتخصصها.من هنا توجهت فدوى الأم لطفلة تبلغ من العمر عام تقريبا، التي تقطن بلدة بني سهيلا الريفية شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، للتقدُم لمشروع ريادي صغير، لمؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي/غير حكومية، كي تحصل على تمويلٍ له، فتمت الموافقة والتمويل للمشروع.وتركز هذه المؤسسة على شؤون الشباب والنساء والأطفال، في محاولة منهم لتحسين الظروف ومعالجة مشكلاتهم، وتوفير فرص العمل في ظل أزمة التوظيف التي كانت تعاني منها السلطة الفلسطينية نظرا لتكدس الخريجين وارتفاع نسبة البطالة مع كل عام جديد.ويقول مديرها عماد درويش إن الهدف الأساسي الذي تسعى إليه المؤسسة هو تحسين فرص الشباب وتمكينهم وتدريبهم لخلق مستقبل أفضل، مشيرا إلى أن الفئة المستهدفة بشكل أساسي هي الشباب والشابات، إضافة إلى تقديم بعض البرامج لخدمة العائلات والأطفال.“ريما للصابون الطبيعي”، هكذا أسمت مشروعها الذي أقامته في غرفة صغيرة في منزلها، والتي اكتظت بأنواع مختلفة من الأعشاب والزيوت الطبيعية، منها “نعناع، كركم، كركدية، قهوة، مرمية، زيت الزيتون، جوز الهند، أرز، حليب..” وقوالب مطاطية وخشبية صنعتها بيدها وماكينة كهربائية للتحضير. وتقول فدوى “أحببت أن أخرج من طور فكرة صناعة الصابون الكيميائي الذي له بعض المضار، لصناعة الصابون الطبيعي الخالي من أي مكونات كيميائية، ويحتوي على مكونات طبيعية ذات قيمة كبيرة للبشرة، تتناسب مع كافة أنواعها: الدهنية، العادية، المختلطة والحساسة”.وتستخدم في عملها فقط الزيوت والأعشاب الطبيعية، مع وضعها في خليط من الصودا الكاوية، وتقول “قمت بإنتاج المئات من قطع الصابون، منها، بالقهوة التي تنظف البشرة وتجددها، الأرز بالحليب للبشرة الحساسة، بالمرمية والنعناع للبشرة الدهنية والكركم للبشرة التي بها حبوب ونمش وكلف”.وتوضح فدوى أثناء انشغالها في تحضير كمية من صابون القهوة، وهي ترتدي معطفا طبيا وكمامة وقفازات في يديها، أن عملية تحضير الخليط تبدأ بوضع الزيوت على درجة حرارة 45 درجة مئوية، وتضاف إليها الصودا الكاوية بحذر شديد ودقة عالية.وبعد ذلك تحرك جيدا في وعاء يدوي أو في ماكينة الكهرباء المتخصصة، حال توفرت الطاقة، حتى ظهور أثرها بشكل يتيح وضع الأعشاب المخصصة معها في خليط واحد، ومن ثم يُسكب الخليط في قوالب خشبية أو مطاطية، ويتم وضع غطاء عليه حتى مدة 24 ساعة، ويتم بعد ذلك تقطيعه وتغليفه وتسويقه.وتلفت فدوى وهي تجلس بين العشرات من القطع الجاهزة وأخرى انتهت للتو من تحضيرها، إلى أنها تقوم بتسويق منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحة أسمتها “ريما للصابون الطبيعي”، عبر موقعي فيسبوك وإنستغرام، بالإضافة إلى المشاركة في معارض وطنية ومؤسساتية وتراثية بشكل دائم، وبعض مراكز التجميل.وحسب حديثها، يبلغ ثمن قطعة الصابون الواحدة من 3.5 إلى 7 دولارات أميركية، حسب حجمها ونوعها، مشيرة إلى أنها نجحت في تسويق كمية من المُنتج، وعاد لها زبائن للشراء بعد أن شعروا بالنتيجة المطلوبة، وعزفوا عن استخدام الصابون الكيميائي الذي يتسبب في جفاف البشرة.ولم يخل عمل فدوى من المشقة والمكوث ساعات في التحضير والتقطيع والتغليف، كما أنها لم تستطع التغلب على مشكلة التيار الكهربائي، التي أجبرتها على العمل يدويا أحيانا.كما أنها تشتكي من ارتفاع أسعار الزيوت وقلتها محليا، بسبب الحصار الإسرائيلي؛ لكنها رغم ذلك تطمح إلى أن يكبر مشروعها ويتحول إلى مصنع مرخص يعمل به ذوو الاختصاص في مجالها والقريبون منه.!!


1