أحدث الأخبار
الخميس 02 أيار/مايو 2024
ساحة حربهُم في غزة هاشم ومرابط خيلهُم في "اوسلو وواشنطن" !!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 10.2.07

لابد ان الاكثريه الصامته من الشعب الفلسطيني تتساءل اليوم عن اسباب ماهوحاصل و جاري من حرب فصائليه و" طوشه عموميه" في شوارع غزة هاشم وبعض مناطق الضفه الفلسطينيه, ولا بد ان الشعب الفلسطيني غاضبا وغير راضيا عن ماهو جاري بين الفصائل اللتي تتقاتل على جثة سلطة اوسلو ان لم تكن بالاصل جيفة " اوسلو" اللتي لا تساوي في الحقيقه على الارض والبحر وفي السماء والاجواء الفلسطينيه اي قطرة دم تنزف من شبل او طفل من اطفال وشباب فلسطين اللتي يُزَج بهم كحطب لنار حرب فصائليه بين فصيلين فلسطينيين يتعارَكان على ارث كارثة " اوسلو" ليزيدوا الكارثه تكريثا والطين بله والدم دما بحجة الصراع بين حكومة "سلطة اوسلو " ورئاسة "سلطة اوسلو" وبالتالي يبدو واضحا ان استعمال القضيه والحقوق الفلسطينيه في هذه الحاله كقميص عثمان لم يعُد يكفي لغطاء او تبرير جريمه سياسيه وحرب فصائليه راح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين بين قتيلا وجريحا, وكما يبدو وللاسف ان الحبل ما زال على الجرار في ظل الدعم الامريكي والاسرائيلي لاستمرارية الحرب الفصائليه الفلسطينيه!!
ان ما هو جاري في غزه وعلى جزءمن الاراضي الفلسطينيه لا يمت لتحرير فلسطين او معركة فلسطين بأي صله لا من قريب ولا من بعيد, ولا من قديم ولا من جديد لابل تبدو لي هنا ان السفينه الفلسطينيه قد خُطفَت او اصبحت بالفعل مخطوفه وتائهه في بحر غزه.. ..[ بحر غزه هنا يذكرني بمقوله لمُكسر عظام الفلسطينين و"حمامة سلام الاستسلام العربي والفلسطيني" يتسحاق رابين " شريكنا" اللذي تمنى ان ينام ويقوم ليجد ان البحر قد ابتلع غزه!!], وما نتمناه ان لا يُغرق العَدمِيين والمُفصلين باشكال فصائلهُم غزه في بحر من الدماء ويغرقون كامل القضيه الفلسطينيه في بحر غزه , ويجرون القضيه الفلسطينيه الى ماهو اكثر سوءا من ما تمناه اعداء القضيه والحقوق الفلسطينيه!!
ايها " الفرسان" التائهون عن دروب الوطن ترجلوا وتمهلوا و ولا تضغطوا على زنادا يرتد رصاصه الى قلوبكم,, ولا بحد السيف تُدَك وتُدق مرابض الاخوان واعناقهم, ولا بكعوب الخيل تُداس ميادين وساحات ومساحات العار والويلات التي تجرونها على شعبكم من اجل جثة حيه وميت لا يستاهل حتى الجنازه!, ولا تُخدعن ب" اوسلو" والكراسي’ ولا برسن جواد تقوده امريكا واسرائيل ومن لف لفهما من عرب الرده ومن فلسطينيون صارت ساحة حربهُم غزة هاشم وفتات الاوطان ومرابط خيلهُم في "اوسلو وواشنطن"!!!.... لن يصمد سرج حصانكم وسروج خيلكُم امام رياح وعواصف التاريخ العاتيه اللتي ستهب عليكم وتلعنكُم الى ابد الابدين ان لم يكن عمليا وفعليا قد لعنكم التاريخ وحسم امره في امركم بأنكم جميعا كُنتُم اول من نبش وغَذَّى الفتنه والحرب الداخليه على وليمة " اوسلو" النافقه والفاطسه..,,, وانتُم انتُم ايها الحمامسه و الفتاتحه اول من فتح النار على ابناء شعبهُم القابع تحت الاحتلال والاذلال الاسرائيلي!!.. يا غِربان الاوطان لا تنعقوا عليها اكثر!!,, ويكفيها ما فيها فلسطين من ظلم وجوع وفقر وقهر وبؤس زاده تُجار اوسلو بؤسا وكربا.,, وما زال شعبنا المعطاه والصامد ينتظر الفرج رغم طول الكرب!!... ساقط ومُهلهَل هذا اللذي يؤمن بوهم ديموقراطية " اوسلو" حتى يُبرر قتل ابناء شعبه ويُشرعِن شرعية حُكم حَكَمتهُ بالاصل قوانين الغابه الاسرائيليه والامريكيه التي فرضت الجوع على الفلسطيني باسم " الديموقراطيه".!!... وراء شجرة " ديموقراطيتهُم" تختبئ الغابة الامريكيه والاسرائيليه التي تُغذي الحرب " الاهليه" الفصائليه الفلسطينيه وكأنها هدية مَنينَا نحن الفلسطينيون بها عليهُم!! وجاءنا الغيث بشاحنات السلاح اللتي وعدت بها امريكا " ميليشياتها" في وقت شحت فيه برغيف الخبز عن اطفالنا الجوعى وكأنها تستعمل سلاح الجوع الشامل بدلا من سلاح الدمار الشامل!!,.. وحتى الدواء صار سلاحا ومنع الدواء عن مرضانا ونساءنا اللتي تموت مرضا او " تنتحر" قسرا على معابر الوطن السليب وحواجز " اوسلو",,,. والان جاء دور قتلنا وذبحُنا ب" ديموقراطية اوسلو" ,,,, والحق يُقال وكما يبدو: يحق للفلسطيني فقط انتخاب الموت او حافتِه من خلال " انتخابات " تختبئ وراءها اسراب من الغربان واسراب من فرق الموت العالميه التي تتفنن في اختراع طرق حصار وتجويع الفلسطيني,,, وبالتالي قتل الفلسطيني معنويا او جسديا او انسانيا او سياسيا او كلاهما معا,,, والان جاء دور غرباننا الاشاوس في قتل حلم النورس الفلسطيني!!
في فلسطين عرف الفلسطيني ومعه العرب النشاما قمة التحدي, وعلى ارض فلسطين تكالب الاستعمار والاستكبار العالمي والصهيوني على ارض ووجود الشعب الفلسطيني, والتئمت كل مخالب الدنيا نهشا في اللحم والجسد الفلسطيني الى ان جاء " الاوسلويون" وابناء عمومتهم " المعارضه" واتفقوا ان يتفقوا على مقومات ومعطيات " اوسلو" وان لا يتفقوا ضمنيا على نتائج " ديموقراطية" اوسلو اللتي تُحدََّد اطرها ومفاهيمها في واشنطن وتل ابيب , ولذا صارت السلطه في غزه ورام الله ذات رأسين ودولتين وعاصمتين وَهْمِيتين تماما كما ههو حال وهم " اتفاقية اوسلو":::: الدبابات الاسرائيليه تركت الباب وعادت من الشباك!!... لا شئ تغير في فلسطين ولا جديد تحت الشمس الفلسطينيه سوى كلمة " سيادة" الرئيس او الوزير او الحكومه او الرئاسه في اطار دولة وهم واسراب من الميليشيات اللتي تعقد المؤتمرات الصحافيه وتتوعد بعضها البعض بالويلات وبؤس المصير اولا ومن ثم في النهايه يكحلونها بكلمة الاحتلال الاسرائيلي!!...تكتيك ضمن نظرية التفكيك والتفتيت وليست فك الاشتباك الفلسطيني الفلسطيني!!!
من هنا يبدو بوضوح ان الحرب الفصائليه " الاوسلويه" قد ادخلت الخطاب السياسي والوضع الوطني الفلسطيني في ازمه حقيقيه وخانقه وتتجلى ليس في نهج العجز والفساد الفلسطيني ومحاولة توظيفه لرموز ومعطيات فلسطينيه تاريخيه ووطنيه مثل منظمة التحرير الفلسطينيه وشرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني او توظيفه لحالة الفقر والجوع اللتي تسود في المناطق الفلسطينيه لابل تتجلى في جاهزية هذا النهج ان يفتح معركة الفصائل مع حماس على مصراعيها في ظل ا الدعم الامريكي والاسرائيلي لما يسمى ب" مؤسسة الرئاسه الفلسطينيه" من جهه وفي ظل الحصار الامريكي والاسرائيلي المفروض على ما يسمى بحكومة حماس من جهه ثانيه وبالتالي ما هو جاري هو محاوله واضحه لجر كامل الشعب الفلسطيني الى اتون حرب فصائليه لا تخدم بالمحصله سوى اسرائيل وامريكا والخاسر الاكبر هو الشعب الفلسطيني!!
واخطأ من ظن بين صفوف حماس او فتح ان الحرب الفصائليه ستكون لصالحه في النهايه.. العكس هو الصحيح وهو ان الذين شاركوا او ساهموا من الفلسطينيين في اشعال نار الفتنه الداخليه,, ستحترق اصابعهم ومراكزهم الوهميه اجلا ام عاجلا في اتون نار هذه الفتنه!!...... احذروا المغامرات والمقامرات الوطنيه!!
واخيرا وليس اخرا نتمنى ان يقف الفلسطيني " الفصائلي" ويتأمل بماهو فاعل بساحة حرب مربط خيلها في واشنطن واوسلو وليست القدس!!! اما ان تُناضل من اجل قضيه وهذا هو مربط الفرس واما ان تقاتل من اجل فصائل وسلطة وهِم,, وهذا هو مربض الهزيمه الوطنيه!!!

باحث علم إجتماع ورئيس تحرير موقع ديار النقب!!