أحدث الأخبار
السبت 27 نيسان/أبريل 2024
صقور بن قْيماص في الوطن العربي!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 10.4.06

من حكاياتنا الشعبيه في جنوب الوطن المنسي واللتي حاله حال كامل الوطن العربي المنسي واالمُلقى سياسيا وإقتصاديا خارج الخارطه العالميه , ولربما البشريه, حكايه مازالت مُتداوله بين الناس وتحمل في طياتها البسيطه معالم و فحوى ينطبق على حالنا في العالم والوطن العربي, والحكايه هي ان بدوي [إعرابي] يُدعى بن قيماص كان فقيرا ولا يمتلك إلاقليلا من الدجاج والدواجن اللتي لا تكفي لإعالة عائلته, فقرر ان يقتني صقرا صغيرا ويُربيه ويعتني به حتى يصبح صقرا كبيرا وكاسرا املا ان يُساعده الصقر في توفير اللحوم لعائلته من خلال صيد الطيور البريه في البراري والصحراء من جهه وان يوفر الصقر حماية لدجاج بن قيماص من الصقور البريه اللتي تحاول مهاجمة وخطف الدجاج عندما يكون طليقا امام البيت من جهه ثانيه وبالتالي وما جرى هو ان بن قيماص قد أقام للصقر مكانا وبيتا بجانب قن الدجاج وكان يعتني به ويُطعمه احيانا من لحم الدجاج القليل اللذي كان يملكه على امل ان يشتد عُود وعضد الصقر ويكبر ويَدُر عليه بالصيد الكثير والخير, وما جرى ان الصقر صار بالغا وجاهزا للصيد!!, ولكن ماجرى ايضا ان الصقر[ صقر بن قيماص] بدلا من ان يُدافع عن الدجاج من هجمات الصقور البريه صار يهرب او يختبئ مع وبين الدجاج عندما تُهاجم الصقور البريه الدجاج!!, ومع هذا وبالرغم من جُبن الصقر ظن بن قيماص انه سيُفلح في المهمه الثانيه وهي الصيد وجلب اللحوم والطعام لعائلة بن قيماص, ولكن وبالرغم من محاولات بن قيماص الكثيره ومرافقته للصقر في جولات الصيد لم يفلح الصقر في صيد اي طير بري او حتى عصفور!! وفي يوم من الايام إكتشف بن قيماص ان عدد الدجاج القليل الذي يملكه ويدُر عليه بالبيض وبعض من اللحم, قد بدأ ينقُص ويتناقص من يوم لاخر وفي المقابل يبدو الصقر مُتخم وشبعانا ولا يتناول ما يُقدمه له بن قيماص من طعام!!! ولهذا بدأت ظنون وشكوك بن قيماص تدور حول الصقر وعلاقته بتناقُص عدد الدجاج,, فقرر ان يُراقب الصقر, ليكتشف ان الصقر يقوم مع بزوغ الفجربخطف احدى الدجاجات ويطير بها نوعا ما بعيدا عن البيت ليفترسها ومن ثُم يعود الى مربضه وكأن شئ لم يحدُث!! وحينها عرف بن قيماص السر, وبقي المثل البدوي الشعبي مُتداول حتى يومنا هذا وهو::" زَي [مثل] صقر بن قيماص اللذي لا يصطاد ولا يأكل إلا من دجاج اهله!!"....
هكذا وعلى هذا النحو تنطبق وينطبق قصة ومثل صقر بن قيماص على حال " الحكام" العرب و"صقور بن قيماص" اللتي تحكم العالم العربي ولا تُدافع عنه من جهه ولا تنهش ولا تصطاد إلا في لحم العرب ومن العرب لابل تختبئ " صقور بن قيماص" ايضا في ازمان العدوان على العرب بين العرب وفي نفس الوقت يمهدون ويسهلون الطريق لكل اشكال العدوان الامريكي والغربي على الوطن العربي ... تماما كما جرى ويجري في العراق وفلسطين مع الاخذ بالحسبان ان الفرق في الوقت الراهن بين العراق وفلسطين هو ان امريكا و" صقور بن قيماص" قد مهدوا الطريق لاجراء انتخابات عراقيه للعراقيين في المهجر[حتى تبدو ديمواقراطية راعي بقر واشنطن حقيقيه وليست إحتلاليه يفرضها البسطار والجزمه الامريكيه] بينما جعلت هذا مُستحيلا بالنسبة للفلسطينيين وحصرت الانتخابات الفلسطينيه في جزءمن جغرافيا الضفه والقطاع,,, وما هو جاري الان ان " الصقور" العربيه تُشكك حتى في ديموقراطية إنتخابات فلسطينيه كانت اصلا ناقصه وغير كامة النصاب والشروط في ظل غياب وعدم تصويت ثلثي الشعب الفلسطيني!!... ألان "صقر" القاهره يدعو اليه " صقر" رام الله والاثنان معا يتبغبغوا[ببغاء] بنفس الكلام والشروط المذله اللتي تريد امريكا والغرب واسرائيل فرضها على حماس والفلسطينيين في الضفه والقطاع.... يبدو ان" صقور بن قيماص" وكعادتها عادت لتنهش مع امريكا في اللحم والحقوق الفلسطينيه واخرها التشكيك في حق الانتخاب والتقرير الى حد تصريح النظام المصري بان عباس لن يُكلف حماس بتشكيل الحكومه الفلسطينيه في حال لم تلبي شروط اسرائيل و" صقور بن قيماص" من عرب الرده والرذيله!!!... ويبدو لي ان ال حماس نفسها واقعه في ورطه سياسيه كبيره وهي تناقضها وتذبذبها بين المشاركه والقبول بالانتخابات على ارضية اوسلو من جهه ورفضها لمشروع" اوسلو" من جهه ثانيه وبالتالي تبدو هنا بوضوح مفارقه سياسيه من العيار الثقيل تكمن في فوز حماس في الانتخابات " التشريعيه" الفلسطينيه المبنيه بالاساس على إتفاقية" اوسلو"... والمفارقه ان حماس تريد تشكيل حكومه على ارضية" اوسلو" وفي المقابل ترفض اوسلو,, وهنا هو بالفعل المطب والمأزق الحقيقي اللتي وقعت او أُوُقعت فيه حماس!!... الان وكما هو واضح من تصريحات امريكا و" صقور بن قيماص" في العالم العربي لايوجد امام ال حماس سوى خيارين لا ثالث لهم وهما : إما ان تأخذ نتيجة الانتخابات كجزء من اوسلو والقبول باوسلو ككل او ان ترفُض الكل في الكل:: نتيجة الانتخابات واوسلو معا!!,,, ومن الواضح انه بدون هذا لن يكلفها " الصقر" العباسي ومعه "صقور بن قيماص "بتشكيل الحكومه الفلسطينيه لمناطق الضفه والقطاع!!!... الواقع الأن في ورطه هم عرب " الحمامسه" وليست " صقور بن قيماص" من العرب اللذين ينهشون منذ امد في لحم الوطن العربي وفلسطين بمؤازره امريكيه كان اساسها هو القبول ب " اوسلو" و"صقورها" في الضفه والقطاع!!... مربط الفرس بالنسبه لحماس هو خطأ جوهري اوقعت فيه حركه سياسيه دينيه نفسها فيه!, وهذا الخطأ يطرح سؤال جوهري وهو :هل تقبل حماس ان تصبح جزء من منظومة "صقور بن قيماص" في العالم العربي و" صقور" اوسلو في مناطق الضفه والقطاع؟؟ ام لا؟؟..... إما ان تتجرع الكأس كاملا ا وتتركه كاملا ل" صقور بن قيماص" وامريكا!!!! ... السياسه لعبه ذكيه وقذره في نفس الوقت!! والدعاء والتمني والتذبذب لا ينفع ولايشفع لاحد في اخطاءه السياسيه!! ...إما ان تكون من نَهًّاشين " صقور بن قيماص" وامريكا اولا تكون في هذه المرحله!!.... الطين و التطيين السياسي خطير والاخطر ان تبدو ملبط ومُتخبط في الطين ومُفلس سياسيا الى حد ان تكون كارثيا اكثر من" صقور بن قيماص"!!!!!... المربط والمدور والمفتاح ايضا تقبُض عليه امريكا و" صقورها" اللذين يعتبرون العالم العربي مجرد دجاجا يفترسون لحمه ومن يريد المشا ركه في الوليمه الجاريه منذ قرن , فعليه ان يلتزم بقوانين المعازيب وصاحب المضافه!!!