أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
غزه ..فلسطين : العيد يحيي جراح العائلات المكلومة في غزة.."كل عام وانت بخير يا بابا”!!

بقلم :  ... 04.10.2014

جلس الطفل مجد ابن التسعة أعوام في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، أول أيام عيد الاضحى، بجانب قبر ابيه الذي استشهد في الحرب الإسرائيلية على غزة وقال "كل عام وانت بخير يا بابا".جاء مجد الدحدوح برفقة والدته وشقيقه الأصغر إلى مقبرة "شهداء الشيخ رضوان" في شمال مدينة غزة بعد الصلاة للترحم على والده شعبان الذي اغتالته إسرائيل في غارة جوية خلال الحرب الاخيرة التي استمرت خمسين يوما بين تموز (يوليو) وآب (أغسطس).وامتلأت المقبرة بالعشرات الذين وصلوا منذ الصباح الباكر للصلاة ووضع الزهور على قبور "الشهداء".وكان الدحدوح، القيادي العسكري في حركة الجهاد الإسلامي، في شقة في برج "النور" المكون من ثماني طبقات والذي دمرته الغارة الإسرائيلية بالكامل. وضع مجد زهورا على قبر والده وقال وهو يبكي "كان أبي يحضر لنا الهدايا والعيدية. كنا نصلي معه صلاة العيد (...) كل الناس تفرح في العيد إلا نحن، أبي في الجنة".وقالت أم مجد: "كان شعبان كل شيء في حياتنا، وحق لنا ان نفخر به. جئنا لقراءة الفاتحة لروحه في أول عيد بعد استشهاده (...) نريد أن نفرح لكن الفرح في هذا العيد صعب، كيف ننسى أنه مات شهيدا".ودمرت طائرة حربية بصاروخين منزل الدحدوح المكون من ثلاث طبقات في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة حيث باتت عائلته وعائلات اشقائه ووالديه بلا مأوى.واستشهد خلال الحرب حوالي 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين، ودمرت إسرائيل 60 ألف منزل كليا أو جزئيا.وفي حي الزيتون في مدينة غزة، أقام ثابت الحمامي خيمة بجانب منزله المدمر وراح يقدم الحلوى والسكاكر وهو يتقبل التهاني من جيرانه وأقاربه بالعيد. وقال ابنه الأكبر نعيم: "سنحتفل بالعيد، رغم أنف اليهود".وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة جلس محمد سكر على كرسي خشبي فوق انقاض منزله المدمر يتقبل التهاني من عشرات المواطنين الذين جاءوا من أحياء مختلفة ليعبروا عن تضامنهم معه في حين كان يقدم لهم القهوة والتمور.وقال الشاب ذو اللحية الطويلة: "لا نشعر أننا في عيد، العيد للعبادة والفرح ونحن نحاول أن ندخل الفرح إلى قلوب أطفالنا وأبناء الشهداء".وفي شارع النزاز الذي أصيب بدمار هائل في هذا الحي ذبح الجزار يونس بقرة كبيرة وخروفين قدمتها جمعية "مهجة القدس" الخيرية التي تعنى بشؤون الأسرى كاضحية العيد لتوزيعها على فقراء الحي.ووقف العشرات من أطفال الحي يتفرجون على عملية الذبح وقد بدا على وجوههم الفرح.ولم يتسن لكثير من الغزيين ذبح الأضاحي هذا العيد بسبب الفقر أو تدمير بيوتهم، لكن جمعيات خيرية قدمت أكثر من ألفي أضحية لتوزيعها على العوائل المحتاجة.وقال كرم البطش، المسؤول في جمعية خيرية في جباليا: "الوضع الاقتصادي والمعيشي للناس صعب جدا، لذا يقوم أهل الخير في غزة أو الخارج بشراء الأضاحي". وأوضح أن الفصائل الفلسطينية وزعت أيضا لحوم الأضاحي لعوائل الشهداء وأصحاب البيوت المهدمة.وشارك المئات في إقامة صلاة العيد فوق ركام مسجد "القبة" المدمر شرق الشجاعية. وقال خضر حبيب القيادي في الجهاد الإسلامي في خطبته أمام المصلين: "سنفرح في العيد رغم الدمار والجراح، ولن يهنأ العدو بقتل فرحتنا".ولكن أكبر تجمع شهده ستاد اليرموك في مدينة غزة حيث لبى الآلاف دعوة حماس للمشاركة في صلاة العيد. وأكد اسماعيل هنية نائب رئيس حركة حماس في خطبة العيد على "مواصلة العمل من أجل إعمار غزة وتسكين الذين فقدوا بيوتهم وباتوا بدون مأوى"!!