أحدث الأخبار
الخميس 18 نيسان/أبريل 2024
لندن..بريطانيا : صحيفة "الغارديان": كوباني .. مدينة تدفع بالدم فاتورة "حلم مؤجل"!!

بقلم :  ... 12.10.2014

تحمل المعارك الدائرة حاليا في مدينة كوباني الكردية السورية جانبا مهما لا يحظى باهتمام واسع، وهو سعي الأكراد لتأسيس دولة تمثلهم مستغلين الاضطرابات التي تشهدها كل من سوريا والعراق حاليا، فالأكراد هم أكبر قومية عرقية في العالم ليس لها دولة حتى الآن، وهذا الأمر يثير قلق أطراف إقليمية عدة.وتقول صحيفة (الغارديان) البريطانية في تحليل لها، يوم امس السبت، إن أطراف عديدة لا ترغب في انتصار الأكراد على (داعش) فهي تعتقد أن الدولة الكردية هي التهديد الأشد خطورة عليها.وظهر اسم مدينة "عين العرب" أو "كوباني" في وسائل الإعلام في خضم الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".ويفرض التنظيم المتشدد حصارا على الاكراد السوريين داخل المدينة، الامر الذي ادى الى فرار نحو 180 الف من سكانها الاكراد الى الحدود التركية.ورغم الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع داعش قرب المدينة، إلا أن ذلك لم يوقف تقدم التنظيم المتطرف داخل المدينة، إذ إنه بات يسيطر على نحو 40% من إجمالي مساحة المدينة.فعندما اندلعت ثورة الشعب السوري بشار الاسد عام 2011، سيطر الاكراد السوريين على قراهم وبلداتهم في سوريا الواقعة شمال البلاد، حيث نشر مقاتلو حزب العمال الكردساتي العديد من الحواجز ونقاط التفتيش في مدنهم وقراهم، وطردوا بقايا قوات الأسد ورفعوا أعلام الحزب في تلك المناطق.وتشير الصحيفة إلى أن السبب وراء تساهل الأسد مع الأكراد لإنشاء حكم ذاتي لهم في سوريا هو رغبة الأخير (اي الاسد) في معاقبة تركيا ورئيسها رجب طيب اردوغان الذي دعم معارضي بشار الأسد.وتضيف الصحيفة أن تركيا هي الدولة الوحيدة في حلف "الناتو" التي ما تزال غير متحمسة لضرب تنظيم الدول الإسلامية "داعش"، كما رفضت في السابق السماح لطائرات التحالف باستخدام مجالها الجوي لضرب مواقع التنظيم في سوريا والعراق، حيث تشترط تركيا أن تشمل أهداف التحالف الدولي إسقاط نظام بشار الأسد من أجل المشاركة في قوات التحالف.ويجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين "داعش" وحزب العمال الكردستاني في سلة واحدة، ويقول إنهما "تنظيمان إرهابيان"، مذكرا أن تركيا تخوض حربا ضد الحزب منذ أكثر من 30 عاما.وتعد مدينة كوباني رمزا سياسيا للاكراد ، حيث كانت اول مدينة سورية سيطرت عليها القوات الكردية في تموز 2011 بعيد اندلاع الثورة السورية، لكن في هذه الأيام هم محاصرين من قبل داعش من ثلاث جهات، فيما تحاصرهم تركيا بشكل جزئي من الجهة الرابعة، حيث سمحت لهم بالفرار إلى أراضيها، لكنها ترفض دخول الاكراد الاتراك والسوريين وتمنع وصول الإمدادات العسكرية الى المدينة المحاصرة.وفي العراق المجاور، يسعى رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني بشكل حثيث من أجل تأسيس دولة كردية مستغلا التقدم العسكري الكبير الذي حققته قوات البشمركة الكردية في الحرب ضد "داعش"، حيث سيطرت هذه القوات على مدينة كركوك الغنية بالنفط، اضافة الى مناطق أخرى أخلتها القوات الحكومية، وهذا الأمر يثير قلق الحكومة المركزية في بغداد، التي تعتبر كركوك مدينة عراقية تابعة لها.ويسعى برزاني الى ضم مدينة كركوك للأقليم الكردي بعد ان فرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها بشكل كامل عليها في 12 حزيران الماضي تحت ذريعة حماية سكان المدينة من قوات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"!!