أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
اليرموك..سوريا : اليرموك وموسم الزيتون وجذور فلسطين الراسخة!!

بقلم :  ... 24.10.2014

في موسم الزيتون، تنتصب هامات الفلسطينيين في الداخل أمام حصاد وفير، على إمتداد أرض فلسطين التاريخية، من رأس الناقورة حتى رفح، ومن النهر الى البحر. تنتصب الهامات لتقطف ثمار الشجر الضارب في عمق تراب فلسطين، الشجر الذي يواجه كل يوم عصابات المستعمرين الذين يحاولون جرف تلك الأشجار وإقتلاعها لرمزيتها وعنوانها، وفي سياق مشاريع تهويد الأرض الفلسطينية.من مخيم اليرموك، تَهِلُ على مواطنيه وسكانه رائحة زيتون فلسطين، وأوراقه شجره الخضراء، وهم من كانوا قبل النكبة ومازالوا، أصحاب الأرض الشرعيين، زيتون الجليل في عكا والناصرة وصفد وقراها والمثلث وقرى القدس نابلس وطولكرم وجنين وعموم أرض فلسطين.يَهِلُ موسم جني الزيتون، ومخيم اليرموك يتوجه بأهله الى شعبه الفلسطيني في الداخل. الى الأقارب والأرحام الذين بقوا هناك على أرض فلسطين، صامدين صمود الزعتر والزيتون. فعائلتنا من أعمامي وأحفادهم وأنسبائهم وذريتهم ... والتي توزعت على عموم أرجاء أرض فلسطين تقطف تلك الثمار المباركة في أكثر من مكان من قرى المثلث وبعض قرى القدس ونابلس وطولكرم. في الصورة المرفقة : أختنا الكريمة مجدولين بدوان (التي تشبه شبهاً كبيراً عمتي فاطمة وعمتي آمنه) تُسهِمُ بجني محصول الزيتون في أراضي عائلة (بدوان) في بلدة (عزون) قرب قلقيلية والتابعة لقضاء نابلس، وفي الصورة الثانية عاهد إبن عمي المرحوم أبو مصطفى وهو يتوجه لجني ثمار الزيتون من أرض عمي أبو مصطفى وعمي أبو جودت رحمهما الله في بلدة (عتيل) قضاء طولكرم. وفي الصورة الثالثة إبنة خالتي أم سمير وهي تعمل على جني ثمار الزيتون من أرضهما في قرية (معاوية) الواقعة جوار أم الفحم في منطقة المثلث داخل عمق فلسطين المحتلة عام 1948. وفي الصورة الرابعة (الكبيرة) خالتي أم سمير وابنائها أثناء إستراحة جني ثمار الزيتون من أرضهما الواقعة في أرض (الروحة) قرب أم الفحم في منطقة المثلث، وقد إستعانت بعدد من الأحباب والأقارب من أخوالي وابنائهم في مدينة حيفا وادي النسناس، ومنهم خالي العزيز الفنان التشكيلي عبد عابدي الموجود بالصورة.حن الآن في مخيم اليرموك وعموم دياسبورا المنافي والشتات، في هجرة قسرية لن تطول حتى لو طال الزمن، فالزمن يبقى قصيراً جداً في عمر الشعوب مهما طالت لياليه وأيامه الحالكة. نحن في مخيم اليرموك، وجذورنا هناك، راسخة، وعميقة، كعمق جذور وشروش الزيتون على ارض فلسطين من اقصاها الى اقصاها. فنحن فلسطينيي سوريا من (أرمية) فلسطينية مازالت مُتجذرة، لن يستطيع أحد، كائن من يكون، أن يمحوها أو يفنيها أو يقتلعها. كتب.. علي بدوان!!