أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
باريس..فرنسا : مؤرخ فرنسي: الحراك الشعبي الجزائري أحدث تغييرات جذرية في أقل من عام!!
09.02.2020

اعتبر المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا أن الحراك الشعبي في الجزائر الذي انطلق قبل سنة، أحدث تغييرات اجتماعية جذرية، وقطيعة مع الماضي، معتبراً أن الجزائر هي “مجتمع رفض”.وأكد الكاتب في مقابلة مع صحيفة “لاكروا” أنه لأول مرة منذ استقلال الجزائر وجد رئيس الدولة نفسه مجبرا على التخلي عن الحكم بسبب حراك شعبي، كما تم توقيف وسجن شخصيات محورية في النظام، بينها رئيسان سابقان للحكومة، وثلة من الأثرياء، واثنان من قادة الأمن السابقين، هما الجنرال توفيق، والجنرال بشير طرطاق.ويضيف بنيامين ستورا أنه لا “أحد كان يتخيل بحكم هيبة الشخصيات المذكورة والخشية من بطشها أن ينتهي بها المطاف خلف القضبان، وخاصة الجنرال توفيق الذي لم يكن أحد يجرؤ على نطق اسمه”. ويؤكد: “مع ذلك سقط النظام بسرعة وبشكل مفاجئ للمتظاهرين”.ويعتقد ستورا أن الحراك لم يستطع على مدى عام كامل أن يقدم نفسه بشكل منظم كسلطة بديلة وذات مصداقية، لكنه حقق نجاحا باهرا فيما يتعلق بتغيير المجتمع. وفي مقابل غموض النظام القائم، شكّل الحراك مطلبا واضحا من أجل الشفافية ولعب دوراً بارزاً في تعرية الفاعلين في المشهد السياسي المتوارين خلف الستار.ويتابع الكاتب: “لقد سئم الجزائريون من وضع رئيسهم المختفي والذي تظهر صوره مكانه وقرروا تحقيق شيء يجعلهم يفتخرون بانتمائهم للجزائر. لقد كسروا الحاجز ومن الصعب العودة للوراء”.كما اعتبر المؤرخ المولود في الجزائر أن هناك عاملين أساسيين كانا وراء نجاح الحراك في الحفاظ على تماسكه، أحدهما الخوف من تفكيك السلطة للحراك عبر زرع الخطاب الشرائحي الذي دفع بالمتظاهرين للاحتماء بالعلم الوطني، والثاني هو إحساس الشباب الأقل من 30 سنة والذين يمثلون نصف الشعب بالتهميش والبطالة، في وقت يستشري الفساد ويتم تبديد ثروات البلاد من طرف مجموعة صغيرة.وحول تقييم القيادة الجديدة في الجزائر، يرى الكاتب أن هناك تغيرات حصلت بالفعل، والسلطة الحالية ليست نسخة مطابقة لسلطة بوتفليقة، لكن السيناريو المصري الذي يكون فيه الجيش الحاكم الفعلي لا يستبعد، خاصة عند الأخذ في الحسبان التوتر الحاصل في الدول المجاورة مثل ليبيا ومالي والنيجر.!!


1