أحدث الأخبار
الخميس 25 نيسان/أبريل 2024
جاكرتا ..اندونيسيا : مذبحة وحشية بالفؤوس والسواطير على مركب مهاجرين آسيويين!!
20.05.2015

بعيداً في أعالي البحار تستمر مأساة المهاجرين من الروهينغا، الذين تركوا بلادهم في ميانمار هرباً من أعمال الإبادة الدينية والعرقية التي ارتكبت ضدهم على يد ميليشيات بوذية.وقضى المهاجرون شهوراً في المراكب بعد أن رفضت دول عدة استقبالهم، مع نفاد الماء والغذاء، وتسبب ذلك في عراكات دامية بينهم راح ضحيتها العشرات.وفي واحدة من صور المعاناة الإنسانية لهؤلاء المهاجرين في عرض البحر، اندلع أمس شجار عنيف بين مهاجرين من الروهينغا والبنغلادشيين على متن مركب متهالك مقابل سواحل اندونيسيا استخدموا فيه الفؤوس والسكاكين والقضبان الحديدية وأدى الى مقتل 100 منهم على الاقل، على ما روى ناجون من المجزرة.ووصف أفراد المجموعتين مشاهد دامية مرعبة لما وقع بعد تخلي الطاقم عن المركب في الأسبوع الفائت، تاركين مهاجرين يائسين «يقطعون» بعضهم البعض في مواجهات طاحنة للاستيلاء على المؤن المتناقصة.وروى ناجون منهكون أصيب الكثيرون منهم بجروح وكدمات نقلوا إلى مخيمات في اتشيه أن حوالى 100 إلى 200 شخص قتلوا في العراك الذي اندلع الخميس الماضي على المركب وعلى متنه مئات المهاجرين.وهؤلاء الناجون من بين حوالى 3000 شخص من الروهينغا والبنغلادشيين الذين وصلوا إلى سواحل جنوب شرق آسيا في الاسبوع الفائت، بعد حملة لتايلاند ادت الى قطع الطرقات البحرية التي يسلكها مهربو البشر بالعادة.وفيما كان الكثيرون يقطعون إربا قفز البعض إلى البحر هربا من المجزرة، حيث أنقذ صيادون الناجين ونقلوهم إلى الشاطئ. واتهم كل من الطرفين الآخر ببدء القتال.وصرح مهاجر من الروهينغا اسينا بيغون البالغ 22 عاما «فجأة صعد البنغلادشيون من الطبقة الأدنى للمركب وهاجمونا، كل من كان على السطح»، متحدثا من بلدة لانغسا في منطقة اتشيه التي نقل إليها القسم الأكبر من المهاجرين.واضاف «من أراد أن ينفد بجلده قفز في البحر، لكن شقيقي لم يتمكن من ذلك. عندما وجدوه ضربوه ثم ذبحوه، قبل أن يلقوه في البحر».لكن البنغلادشيين أكدوا ان الروهينغا، الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما، تلقوا معاملة تفضيلية من ربان المركب الذي تكلم باحدى لغات بورما ومنحهم كل المياه والطعام. وأكدوا تعرضهم للهجوم عندما رجوا الروهينغا اعطاءهم بعض الطعام.وروى البنغلادشي محمد مراد حسين كيف كان الروهينغا على سطح المركب ومجموعته التي شكلت اكثرية الركاب في طبقة أدنى.وبعد اندلاع الشجار عمل الروهينغا على منع البنغلادشيين من الصعود الى السطح عبر مهاجمتهم بالفؤوس ورشهم بمياه ممزوجة بالفلفل، بحسبه.وقال الرجل الذي يبلغ الثلاثين وغطت جسمه جروح كثيرة «من السطح رشوا علينا المياه الساخنة، مياه الفلفل، وكل من صعد إلى هناك قطعوه بساطور جزار».وتابع «في النهاية أدركنا اننا سنموت، فقررنا قتالهم، علينا وعليهم».وبدأت المياه تتسرب الى المركب الغارق مع تفاقم العنف، ما دفع بالكثيرين الى القفز الى المياه بحسبه.لكن محمد اميه من الروهينغا أكد ان البنغلادشيين هاجموا جماعته بعد اصرارها على الاحتفاظ بما تبقى من مياه الشرب للاطفال.وروى اميه انه قال للبنغلادشيين «يجب ان نحفظ (الماء) للأطفال، فلا يمكنهم النجاة من دونه».وفيما هاجمهم البنغلادشيون، الذين فر أغلبهم من فقر مدقع في بلادهم، قال اميه إنه حاول الاختباء بين النساء، لكنهم سرعان ما عثروا عليه.وأكد «ضربوني على الرأس ورموني في البحر. لكني سبحت باتجاه مراكب الصيادين المحليين».مع تعافي المهاجرين من محنتهم بدأت افكارهم تتجه الى عائلاتهم في ديارهم. فالكثيرون فقدوا الاتصال بالأقارب منذ أكثر من شهرين، عندما ركبوا البحر!!


1