أحدث الأخبار
الثلاثاء 23 نيسان/أبريل 2024
كوباني..سوريا :واشنطن تعزز تعاونها مع أكراد سوريا في مواجهة الدولة الإسلامية !!
27.11.2015

أكدت تقارير إخبارية وميدانية وصول العشرات من العسكريين الأميركيين إلى مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا خلال الأيام القليلة الماضية عبر تركيا.وقالت مصادر إن نحو 50 عسكريا أميركيا، وصلوا إلى داخل الأراضي السورية بهدف تدريب مقاتلين أكراد لمواجهة داعش.وأضافت المصادر أن “ذلك يأتي ضمن الخطة الأميركية لإرسال جنود إلى الشمال السوري بهدف تدريب مقاتلي الوحدات الكردية” وأنه كان قد سبقهم قبل فترة قصيرة عدد أقل من الجنود إلى مدينة القامشلي التي تسيطر عليها وحدات مقاتلة من حزب العمال الكردستاني فرع سوريا في شمال شرق سوريا.وكانت تقارير عسكرية أميركية قد أشارت الشهر الماضي إلى أن عناصر القوات الخاصة الأميركية ستصل إلى شمال سوريا خلال شهر نوفمبر، في مهمة استشارية لا تشمل مرافقة المقاتلين في عمليات ضد تنظيم داعش.وتأمل واشنطن في أن يعزز هذا التدريب المعارضة السورية الضعيفة والمنقسمة في حربها ضد الرئيس بشار الأسد. برز المقاتلون الأكراد في سوريا والعراق كإحدى أكثر القوى فاعلية في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.واستفاد الأكراد من الدعم المكثف لطيران التحالف الدولي، والذي يشن غارات ضد الجهاديين في سوريا والعراق. ويقول محللون إن التدريب الأميركي للأكراد قد يصطدم برفض تركي كبير خاصة مع اتساع مخاوف تركيا من أن تعزز مكاسب أكراد سوريا أطماع الأقلية الكردية داخل الأراضي التركية.ولا تخفي أنقرة عداءها للأكراد وخشيتها من نجاحهم في تشكيل حكم ذاتي شمال سوريا، الأمر الذي يعتبره رجب طيب أردوغان خطا أحمر باعتباره يوقظ حلم الدولة الكردية في نفوس أكراد تركيا.من جهتهم دأب أكراد سوريا في الفترة الأخيرة على اتهام أنقرة بالوقوف خلف بعض الهزائم التي يتلقاها مقاتلوهم بسبب الدعم التركي للمقاتلين الإسلاميين وخاصة على حدودها.ويرى محللون أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لا يمكن أن تتم إلا بدعم من السوريين العرب السنة الذين يشعر كثيرون منهم بالامتعاض جراء الأفضلية التي يحظى بها المقاتلون الأكراد لدى الأميركيين.ويضيف هؤلاء أن واشنطن تمنح الأكراد أفضلية، وتهمّش دوائر عربية هامة ما من شأنه أن يخلق تململا كبيرا لدى المعارضة المعتدلة بوصف الأكراد المدللين لدى الغرب إذ يحظون بالدعم الاستخباراتي والعسكري، ويستقطبون اهتمام وسائل الإعلام، في حين يعتبر العرب أن معاناتهم أكبر وهم يقاتلون تنظيم داعش ونظام الأسد في آن واحد.وتعود جذور التوتر وعدم الثقة بين العرب والأكراد في مناطق عدة في شمال سوريا إلى سنوات طويلة، إذ عمل النظام السوري بدءا من السبعينات على توطين عرب سنة في المناطق الكردية في محاولة للحد من تنامي الشعور القومي الكردي .وساهمت المنافسة الشديدة على الموارد في خلق التوتر بين المجموعات الإثنية، خصوصا خلال سنوات الجفاف التي سبقت اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد في منتصف شهر مارس 2011.وأثار رفض الأكراد الانضمام إلى هذه الاحتجاجات غضب المعارضة السورية. واستشف العرب وجود ما يشبه الاتفاق الضمني بين الأكراد والنظام عندما بادر هذا الأخير إلى الانسحاب من المناطق ذات الغالبية الكردية، ما فتح الطريق أمام الأكراد لإقامة “الإدارة الذاتية”. ويمكن لهذا الاستياء أن يقوض جهود الائتلاف الدولي في الحرب ضد داعش لا سيما أن القوات الكردية لن تقاتل وحدها الجهاديين من أجل السيطرة على مناطق غير كردية، على غرار محافظة الرقة التي تعد معقل التنظيم في شمال سوريا، وبالتالي فإن مشاركة المقاتلين السنة العرب باتت حاجة ملحة.وتتزامن هذه التطورات مع محاولات النظام السوري مدعوما بالغارات الروسية قلب الموازين على الأرض من خلال هجوماته الأخيرة على أكثر من جبهة.وعلاوة على التململ الذي تبديه أنقرة والمقاتلون السنة والعرب للدعم الأميركي اللامحدود للأكراد يؤكد مراقبون أن الخطوة الأميركية من شأنها أن تثير غضب موسكو ونظام بشار الأسد بدرجة أقل.!!


1