أحدث الأخبار
الثلاثاء 23 نيسان/أبريل 2024
الرقه..سوريا : في أول مشاركة أمريكية برية في سوريا: جنود من المارينز لتحرير الرقة «عاصمة الخلافة»!!
29.05.2016

تباينت تصريحات القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية حول معركة «تحرير ريف الرقة الشمالي» وأهداف الحملة، فقد ذكرت الصفحة الرسمية لهذه القوات أن الهدف من العملية العسكرية هو مدينة الرقة، بينما قال الناطق الرسمي باسمها، العقيد طلال سلو، إن الهدف من العملية هو «تحرير الريف الشمالي لمدينة الرقة فقط» نافياً أن تكون الرقة هي الهدف، ومعتبراً أن « أي منطقة تسيطر عليها داعش هي هدف لنا».وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت انطلاق عملية عسكرية واسعة في محيط بلدة عين عيسى (شمال الرقة) لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من المنطقة. وسيطرت القوات على عدة قرى ومزارع خالية من المدنيين تقريباً، مدعومة بتغطية جوية من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.من جانبه، عزز تنظيم «الدولة الإسلامية» خطوطه الدفاعية جنوب عين عيسى، وتعتبر القرى والمزارع التي سيطر عليها مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية خارج نطاق الخط الدفاعي الأول باتجاه مدينة الرقة، عملياً، ولهذا لم تجر اشتباكات حقيقية بين الطرفين حتى اللحظة، رغم مرور خمسة أيام على بدء العملية.وتقتصر العمليات على القصف المركز من الطيران الأمريكي على خطوط الإمداد بين الرقة وعين عيسى، والتمهيد بقذائف المدفعية والصواريخ. ويؤشر سقوط قتيل واحد من جانب قوات سوريا الديمقراطية، حسب مصدر قيادي فيها، إلى عدم وقوع الاشتباك المباشر حتى الآن.وتشير مصادر متاقطعة إلى أن أبو محمد العدناني (طه صبحي فلاحة) الناطق الرسمي باسم «الدولة الإسلامية» هو من يقود المعركة عسكرياً من جانب تنظيم «الدولة». ويعتبر هذا أول دور عسكري مباشر للناطق الرسمي، ويأتي بعد أنباء عن توليه قيادة قطاع «الشام» في «دولة الخلافة»، مما يدلل أن التنظيم يتعامل بجدية كبيرة للدفاع عن عاصمة «دولته» أولاً، وتحجيماً لدور «والي» الرقة، أبو لقمان (على موسى الشواخ) ثانياً، إضافة إلى انشغال أغلب القادة العسكريين في معارك العراق المشتعلة.من ناحية أخرى، نشرت عدة مواقع صوراً لجنود من القوات الخاصة الأمريكية، «المارينز»، بصحبة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وقد ثبتوا شارات القوات الكردية على بدلاتهم العسكرية وهم يقفون داخل سيارة «بيك آب» ثبت في صندوقها مدفع رشاش أمريكي الصنع. وأثارت الصور غضب وزير الخارجية التركي جاوش أوغلو، فعبّر بسخرية لاذعة مخاطباً الجنود الأمريكيين: «نوصيهم أن يضعوا شارات داعش وجبهة النصرة في مناطق أخرى من سوريا، وبوكو حرام في أفريقيا».وتأتي هذه الصور بعد انكار وزارة الدفاع الأمريكية إرسالها أي جنود إلى سوريا لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى جانب القوات الكردية، وأنها حصرت الدور العسكري للجنود الأمريكيين في مهمة «المشورة والإسناد»، نافية وجود مهمات قتالية لهم. ويبدو أن اللقاء الذي جمع نائب رئيس أركان الجيش التركي، الجنرال يشار غولر، مع قائد القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فاتيل، لم يكن إيجابيا. فقد أوضح فاتيل الخطة الأمريكية للسيطرة على الرقة، معقل تنظيم «الدولة»، من خلال تقدم بري لقوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي يخيف تركيا ويهدد أمنها القومي لجهة استبدال سيطرة «الدولة» بسيطرة أسوأ بالنسبة إليها. ونُسب إلى غولر أنه حذر الأمريكيين من أن «الأكراد سيتخلون عنكم إذا اشتدت المعركة مع داعش».وأكد مصدر مقرب من قيادة قوات سوريا الديمقراطية، في حديث لـ«القدس العربي»، أن الأمريكيين في طور تسليم القوات دبابات GRT الأمريكية، وأضاف أن «الدبابات ستشارك بطواقم أمريكية كاملة في العمليات البرية، ولن تسلم بشكل مباشر لمقاتلي سوريا الديمقراطية». كذلك أشار المصدر إلى أن العملية تمت بعد طلب القيادة العليا من القوات الأمريكية إرسال آليات مدرعة ودبابات تفتقدها القوات في الهجوم البري على الرقة، معقل التنظيم وعاصمته. وتوقع المصدر أن المعارك ستكون عنيفة وستتكبد القوات خسائر كبيرة حتى تستطيع السيطرة على الرقة».ويواصل تنظيم «الدولة»، رغم بدء معركة الرقة، التقدم في عدة مناطق في دير الزور بهدف السيطرة على المطار العسكري وما تبقى من أجزاء هي تحت سيطرة قوات النظام. كذلك تقدم مقاتلو «الدولة» ليطبقوا الحصار على مدينة مارع شمال حلب، بعد أن سيطر التنظيم على عدة بلدات وقرى على المحور الواصل بين مارع جنوباً واعزاز شمالاً. وأشار المقدم عبد المنعم نعسان، القيادي في الفرقة الشمالية، أن التنظيم شن هجوما عنيفاً من ثلاثة محاور، معللاً «الخسارة الكبيرة بضعف نقاط الرباط الأمامية، حيث أدى انهيارها إلى تقدم سريع لداعش».وخسرت فصائل الجيش الحر سيطرتها على كلجبرين وكفر كلبين ونيارة وبريشة فيما استعاد مقاتلو مارع قرية صندف الواقعة شمال مارع في محاولة منهم لاستعادة الطريق الواصل إلى اعزاز.والتقدم الكبير لتنظيم «الدولة» سوف يحرج المحور الداعم للمعارضة السورية وخصوصاً تركيا، التي وُضعت في مأزق كبير لا تتمنى ان يستمر، وترغب أن تستعيد فصائل الجيش الحر السيطرة على القرى من التنظيم. فتركيا تخشى من أن يأتي الوقت الذي تخبرها أمريكا فيه أن حلفاءك خسروا أمام تنظيم «الدولة»، وعلينا تجريب حلفائنا الأكراد هذه المرة!!


1