أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 45234
أنطاكيا‭: ‬ سوريون في أنطاكيا‭ ‬التركية‭ ‬ينضمون‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬عصابات‭ ‬مافيا‮»‬‭ ‬ويمارسون‭ ‬‮«‬س
19.10.2018

‬منذ‭ ‬وصولهم‭ ‬قبل‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬التركية‭ ‬وإقامتهم‭ ‬فيها‭ ‬لدى‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬أصبحت‭ ‬مسألة‭ ‬تأمين‭ ‬طريقة‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬شغل‭ ‬السوريين‭ ‬الشاغل‭ ‬والأمر‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬به‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬فالقانون‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فيها‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬من‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬لا‭ ‬يأكل‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬حياة‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬مرتبطة‭ ‬ارتباطاً‭ ‬كلياً‭ ‬بعملهم‭ ‬والأجور‭ ‬التي‭ ‬يتقاضونها‭.‬ربما‭ ‬موجات‭ ‬الغلاء‭ ‬والتدهور‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬الليرة‭ ‬التركية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬دفع‭ ‬السوريين‭ ‬للبحث‭ ‬الدائم‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬أفضل‭ ‬بهدف‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أجور‭ ‬أفضل‭ ‬وتحسين‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬السوريين‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬وطريق‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬لكسب‭ ‬الأموال‭ ‬عبر‭ ‬العمل‭ ‬في‭ (‬التهريب‭ ‬وتجارة‭ ‬المخدرات‭ ‬وتعاطيها‭) ‬وبمبرر‭ ‬ثابت‭ ‬دائماً‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ (‬الحاجة‭ ‬للمال‭ ‬والأمان‭).‬في‭ ‬مدينة‭ ‬أنطاكيا‭ ‬الحدودية‭ ‬وعلى‭ ‬بعد‭ ‬60‭ ‬كيلومتراً‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬السورية،‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬سيئ‭ ‬إلى‭ ‬أسوأ،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يظهر‭ ‬شخص‭ ‬جديد‭ ‬سوري‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬تركياً‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬سلاحاً‭ ‬حربياً‭ (‬مسدس‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭) ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ (‬منطقة‭ ‬الجبل‭ ‬القديمة‭) ‬المتمثلة‭ ‬بثلاثة‭ ‬أحياء‭ ‬رئيسية‭ ‬هي‭ (‬حبيب‭ ‬نجار‭ ‬وحجي‭ ‬عمر‭ ‬وأحياء‭ ‬القرباط‭)‬،‭ ‬هناك‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬ربما‭ ‬تنعدم‭ ‬جميع‭ ‬القوانين‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تكاد‭ ‬لا‭ ‬تفارق‭ ‬الشوارع‭ ‬في‭ ‬النهار‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬ساعات‭ ‬الليل‭ ‬الأولى‭.‬يقول‭ ‬‮«‬سامر‭. ‬ع‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للضرب‭ ‬المبرح‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬السوريين‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬أنطاكيا‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬لذلك‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬المشكلة‭ ‬حدثت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬حجي‭ ‬عمر‮»‬‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬أنطاكيا‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أسير‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الشوارع‭ ‬أثناء‭ ‬توجهي‭ ‬إلى‭ ‬منزلي‭ ‬حيث‭ ‬صادفت‭ ‬مجموعة‭ ‬شبان‭ ‬سوريين‭ ‬يتعاطون‭ ‬الحشيش‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأزقة‭ ‬وكنت‭ ‬مضطراً‭ ‬للمرور‭ ‬من‭ ‬أمامهم‭ ‬لأن‭ ‬طريقي‭ ‬من‭ ‬هناك‭ ‬وعندما‭ ‬اقتربت‭ ‬منهم‭ ‬بدأوا‭ ‬ينادونني‭ ‬ويطلبون‭ ‬مني‭ ‬الاقتراب‭ ‬منهم‭ ‬وعندما‭ ‬تجاهلتهم‭ ‬بدأوا‭ ‬بشتمي‭ ‬وقام‭ ‬أحدهم‭ ‬باللحاق‭ ‬بي،‭ ‬ثم‭ ‬أمسك‭ ‬بي‭ ‬وأشهر‭ ‬مسدساً‭ ‬حربياً‭ ‬ووضعه‭ ‬في‭ ‬رأسي‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ (‬لما‭ ‬نصحلك‭ ‬بتجي‭ ‬متل‭ ‬الحيوان‭ ‬وبتقول‭ ‬حاضر‭) ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بشدي‭ ‬إليهم‭ ‬وأنا‭ ‬لم‭ ‬أحرك‭ ‬ساكناً‭ ‬مخافة‭ ‬أن‭ ‬يلحقوا‭ ‬ضرراً‭ ‬بي‮»‬‭.‬يضيف‭: ‬‮«‬تم‭ ‬ضربي‭ ‬وشتمي‭ ‬وإهانتي‭ ‬ثم‭ ‬أجبروني‭ ‬على‭ ‬تذوق‭ ‬سيجارة‭ ‬الحشيش‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قاموا‭ ‬بسرقة‭ ‬هاتفي‭ ‬النقال‭ ‬وما‭ ‬أحمله‭ ‬من‭ ‬نقود‭ ‬تحت‭ ‬تهديد‭ ‬السكاكين‭ ‬والمسدسات‭ ‬ثم‭ ‬تركوني‭ ‬أذهب،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬رويت‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لرب‭ ‬عملي‭ ‬التركي‭ ‬وأخبرته‭ ‬بتفاصيل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬فأخبرني‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يتبعون‭ ‬لزعيم‭ ‬مافيا‭ ‬يدعى‭ ‬‮«‬س‭.‬خ‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬تركي‭ ‬يتحدر‭ ‬من‭ ‬ريف‭ ‬أنطاكيا‭ ‬ولديه‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الأتراك‭ ‬والسوريين‭ ‬يعمل‭ ‬غالبيتهم‭ ‬في‭ ‬البارات‭ ‬والملاهي‭ ‬الليلية‭ ‬كحراس‭ ‬شخصيين‭ ‬أو‭ ‬حراس‭ ‬للملاهي‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬ملهى‭ ‬يملكه‭ ‬ذاته‭ (‬س‭.‬خ‭).‬رغم‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬امتهنها‭ ‬بعض‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬أنطاكيا،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬برروا‭ ‬ذلك‭ ‬بحاجتهم‭ ‬للمال‭ ‬بالدرجة‭ ‬الاولى‭ ‬معتبرين‭ ‬أن‭ ‬الأجور‭ ‬القليلة‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬دفعهم‭ ‬للعمل‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬للأمان‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬توفر‭ ‬لهم‭ ‬حصانة‭ ‬بل‭ ‬وحماية‭ ‬من‭ ‬عصابات‭ ‬مماثلة‭ ‬قد‭ ‬تعترضهم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬وتلحق‭ ‬بهم‭ ‬الأذى‭ ‬وفي‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬يتم‭ ‬ترحيلهم‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬بسبب‭ ‬دخولهم‭ ‬في‭ ‬مشاجرة‭ ‬وفق‭ ‬تعبيرهم‭.‬ ‮«‬رامز‭ ‬المصطفى،‭ ‬شاب‭ ‬سوري‭ ‬انتسب‭ ‬لإحدى‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬قال‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عمله‭ ‬ليس‭ ‬مشيناً‭ ‬قياساً‭ ‬بالأعمال‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬وسوريا‭ ‬وفق‭ ‬تعبيره،‭ ‬وأن‭ ‬عمله‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬بعض‭ ‬الزبائن‭ ‬الذين‭ ‬يرتادون‭ ‬أحد‭ ‬الملاهي‭ ‬الليلية‭ ‬لقاء‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬معينة‭ ‬يتقاضاها،‭ ‬وذلك‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬حمله‭ ‬للسلاح‭ ‬وتواجده‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬حول‭ ‬المطلوب‭ ‬منه‭ ‬حمايته‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عمله‭ ‬ليس‭ ‬حراً‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شخصاً‭ ‬يسمى‭ (‬الزعيم‭) ‬هو‭ ‬من‭ ‬يديره‭ ‬ويدير‭ ‬أمثاله‭ ‬ممن‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬رفض‭ ‬أي‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬تعاطيه‭ ‬لمادة‭ ‬الحشيش‭ ‬أو‭ ‬حبوب‭ ‬الهلوسة‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ (‬الحريات‭ ‬الشخصية‭).‬وتعد‭ ‬مدينة‭ ‬أنطاكيا‭ ‬التركية‭ ‬المحاذية‭ ‬للحدود‭ ‬السورية‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬معاقل‭ ‬المهربين‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬سواء‭ ‬أكانوا‭ ‬سوريين‭ ‬أم‭ ‬أتراكاً،‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السوريين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬تهريب‭ ‬البشر‭ ‬ومواد‭ ‬أخرى‭ ‬كالأغذية‭ ‬والسجائر‭ ‬إضافة‭ ‬للحشيش‭ ‬تحت‭ ‬إمرة‭ ‬أشخاص‭ ‬أتراك‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬يجلسون‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬ويديرون‭ ‬العمل‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف،‭ ‬حيث‭ ‬تُقسّم‭ ‬الحدود‭ ‬السورية‭ ‬التركية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬قطاعات‭ ‬يشرف‭ ‬كل‭ ‬قطاع‭ ‬منها‭ (‬ريس‭/‬باشا‭) ‬تركي‭ ‬يدير‭ ‬العمليات،‭ ‬فيما‭ ‬يتقاضى‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬سيستخدم‭ ‬قاطع‭ ‬التهريب‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يمتهن‭ ‬فيه‭ ‬الريس‭ ‬أية‭ ‬مهنة‭ ‬للتغطية‭ ‬كـ»البيع‭ ‬في‭ ‬بقالة،‭ ‬افتتاح‭ ‬ورشة‭ ‬صغيرة،‭ ‬ملهى‭ ‬ليلي‮»‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬الأخرى‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬التمويه‭ ‬والتغطية،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحكومة‭ ‬التركية‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ (‬شرطة‭ ‬وجيش‭ ‬وحرس‭ ‬حدود‭ /‬جندرما‭) ‬فيبقى‭ ‬السؤال‭ ‬‮«‬أين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجري؟‭!‬‮»‬‭.‬<br />
*المصدر : القدس العربي

1