أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 45234
" حميدتي".. الجنرال القوي الذي يعول عليه السودانيون بعد عزل البشير !!
11.04.2019

هو تاجر إبل كبير، وعرف عنه الكرم وقوة العلاقات مع القبائل، والمشاركة في أنشطتها، والسيطرة على فوضى السلاح في دارفور، وذاع صيته خلال هجوم قوى الأمن على المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للجيش، إنه محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع في السودان.وبرز اسم قوات الدعم السريع في الأيام القليلة التي سبقت انقلاب الفريق أول عوض بن عوف على الرئيس عمر البشير، وإنهاء حكمه الذي استمر 30 عاماً، خلال تدخلها لحماية المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للجيش وتأمينهم.وتردد اسم قائد قوات الدعم السريع "حميدتي" بقوة في صباح هذا اليوم، بين الشخصيات التي ستعمل على رسم وقيادة المرحلة الانتقالية للبلاد، بعد اقتلاع حكم البشير.وعملت قوات الدعم السريع على تأمين الطرق الرئيسية والجسور، والأحياء السكنية والمقار الحكومية في العاصمة الخرطوم، بالشراكة مع قوات الجيش، وهو ما يوحي بوجود توافق بينهما على قيادة البلاد.ويعول السودانيون بقوة على أن يكون لقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي دور كبير في تحقيق الأمن الداخلي، بعد أن ساءت سمعة جهاز الأمن والمخابرات الوطني عقب ثورة ديسمبر 2018، التي لا تزال تداعياتها ماثلة إلى الآن.وكسب "حميدتي" وقواته ود السودانيين عندما أطلق تصريحاً قبل 3 أيام أعلن فيه أن قواته لا شأن لها بالاحتجاجات، ولكنها ستعمل على حماية المواطنين وممتلكاتهم.من هو حميدتي؟::::عمل "حميدتي" بالتجارة في مدينة "مليط" عام 1989، وهو نفس العام الذي انقلب فيه العميد (آنذاك) عمر البشير على ثاني نظام ديمقراطي بالسودان.وظل "حميدتي" يعمل في التجارة المنقولة بين مدينتي "مليط" و"نيالا" ثلاث سنوات، حتى حققت تجارته وأعماله نجاحاً بين السودان وتشاد ودارفور وجنوب ليبيا.
بعد انقلاب الأوضاع في دارفور، أكبر إقليم بالسودان، وحدوث تمرد من حركات مسلحة، حمل "حميدتي" وبعض أقرانه من قبيلة "الرزيقات" السلاح ضد حركات التمرد لحماية قطعان الإبل التي يملكها.سعى "حميدتي" لتقنين وضعهم كـ "جنود" للحصول على وضع قانوني خاص، ونجح في ذلك بعد زيارة إلى الخرطوم، حيث تلقف الجيش باستحسان فكرة وجود قوات مساندة له لمحاربة حركات دارفور، التي تمكنت عام 2003 من الهجوم على مدينتي "الفاشر" و"الجنينة".ينتمي "حميدتي" إلى عشيرة الماهرية أحد بطون قبيلة الرزيقات، وهو ابن عم موسى هلال، الزعيم الأهلي لعشيرة المحاميد، أحد فروع قبيلة الرزيقات.عرف عنه قربه من جنوده، وبساطته في التحدث والتعامل مع الناس، مع إكرامه للضيوف ومشاركته لجميع القبائل في أنشطتها، وعلاقات جيدة مع قبيلة الزغاوة، التي يشكل بعض أبنائها عماد "حركة العدل والمساواة".وعين "حميدتي" قائداً لقوات الدعم السريع (ق د س) برتبة "فريق أول"، وهي قوات خاصة يغلب عليها أبناء قبيلة "الرزيقات"، وشكلت على مبدأ نسق حركات دارفور المسلحة.وفي البدء عُهد لقوات الدعم السريع مصاحبة وحماية "الأطواف التجارية"، وهي القوافل التي تنقل المؤن والوقود إلى ولايات دارفور ثم توسع دورها لاحقاً.وتعمل قوات الدعم السريع على منهج سريع وخفيف، لكنه حاسم، باستخدام عربات الدفع الرباعي من صنع شركة تويوتا اليابانية، التي يطلق السودانيون عليها اسم "تاتشر"، نسبة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر.افتتح نظام التجنيد لقوات الدعم السريع لكل مواطني السودان، وهو ما منحها صفة القومية، وخضعت حسب قانونها الذي أجيز بالبرلمان قبل عامين لإشراف الجيش.استمدت قوات الدعم السريع قوتها من شجاعة جنودها الشباب ومهارتهم في استخدام الأسلحة، وتروى قصص عن احترافية جنودها في إطلاق النار من بنادقهم الآلية على متن مركباتهم المسرعة بدقة القناصة. ذاع صيت حميدتي بعد معركة " قوز دنقو" التي دحر فيها حركة "العدل والمساواة" في 2015 عندما دمر أكثر من 400 مركبة حربية لها وأسر كثيراً من قادتها.قضى "حميدتي" على رحلة الحركات المسلحة الدارفورية السنوية بين جنوب السودان وليبيا، والتي كانت تتزود فيها "العدل والمساواة" بالسلاح من ليبيا، وتجند أعضاء جدداً في جنوب السودان.في غضون عامين من معركة " قوز دنقو" ألحق "حميدتي" الهزيمة بحركات "تحرير السودان" أجنحة "مني أركو مناوي" و"عبدالواحد محمد نور"، وتمكن من السيطرة على "جبل مرة" الذي يعتبر القاعدة الحصينة لحركات دارفور المسلحة.بعد هزائم ساحقة لحركات دارفور، انتقل حميدتي إلى ولاية النيل الأزرق حيث قضى على قوات تابعة لـ"الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال"، التي كانت متحصنة قرب مدينة "الدمازين" في ولاية النيل الأزرق منذ 2011.عهد لحميدتي أدوار جديدة، من بينها محاربة مهربي البشر على الحدود بين السودان وليبيا، وكلف بضبط عمليات التهريب بين السودان وإرتيريا.وكانت آخر المهمات الناجحة التي حققها "حميدتي" عملية جمع السلاح بدارفور، المعروفة بعملية "جمع السلاح"، حيث قضت تلك العملية على منازعات القبائل في دارفور!!

1