أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 45232
لبنان.. الحريري رداً على جعجع: “يا صاير البخار مغطّى معراب أو أنك بعدك ما بتعرف مين سعد” !!
11.06.2020

في موقف سياسي مفاجئ يؤشّر إلى اهتزاز العلاقة فعلياً بين “تيار المستقبل” وحزب القوات اللبنانية، ردّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعنف على حديث صحافي لرئيس القوات سمير جعجع سئل فيه حول ما إذا كانت العلاقة عادت طبيعية مع الحريري بعد تخلّيه عن دعمه لرئاسة الحكومة فقال: “أنا لم أتخلَ عن دعم سعد الحريري، ولكن الظروف كانت غير مناسبة على الإطلاق لتولي الحريري رئاسة الحكومة. وكان من الممكن أن تكون نهاية له. هذا اعتقادنا وحساباتنا”.وسئل هل فعلت هذا بدافع الحرص عليه؟ فأجاب جعجع: “من جهة، ولكن ليس الأمر بهذه الصورة وإنما كنّا وما زلنا بحاجة إلى تغيير كبير في لبنان، حيث لا يمكننا أن نستكمل المسيرة بنفس الطريقة ونفس الأشخاص في السنوات العشر الأخيرة، مجموعة عوامل أدت إلى ذلك”.وهل تجاوز الحريري يعتبر ظلماً للطائفة السنية بشكل أو بآخر؟أجاب: “صراحة، كان متيّسراً أن يقوم تيار المستقبل باختيار شخصية على غرار الرئيس حسان دياب لترؤس الحكومة. وكان الوزير وليد جنبلاط مع هذا الرأي أيضاً، لكنه لم يرشح اسماً لرئاسة الحكومة ولم ير الأمر مناسباً”.وجاء في ردّ الحريري على جعجع: “بونجور حكيم، ما كنت عارف انو حساباتك هالقد دقيقة. كان لازم أشكرك لأنو لولاك كان من الممكن انو تكون نهايتي. معقول حكيم؟ انت شايف مصيري السياسي كان مرهون بقرار منك؟ يعني الحقيقة هزلت. يا صاير البخار مغطّى معراب أو أنك بعدك ما بتعرف مين سعد الحريري”.هذا التطور المستجد في العلاقة بين الحريري وجعجع يؤشّر إلى أن “القصة مش رمّانة إنما قلوب مليانة”، ولعلّها تعود إلى ما بعد انطلاق ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر حيث قدّم وزراء القوات اللبنانية الأربعة استقالاتهم من حكومة سعد الحريري، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ذهب “تكتل الجمهورية القوية” إلى حد عدم تسمية الحريري كمرشح لتولّي رئاسة الحكومة مجدداً، ما سمح باختيار حسّان دياب للرئاسة الثالثة في وقت لاحق.وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها العلاقة بين القوات والمستقبل لهزّة سياسية، فخلال إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط قبل سنوات وغداة توقيع تفاهم معراب الذي أطاح بحظوظ رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية للرئاسة لصالح رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون، وجّه سعد الحريري انتقاداً لاذعاً لجعجع تمنى فيه لو تمّت مصالحة القوات والتيار منذ زمن لكانت وفّرت الكثير على المسيحيين، وقد سارع الحريري إلى احتواء ذيول كلامه بالتوجّه إلى معراب ولقاء رئيس القوات.ومن المحطات التي شكّلت تباعداً بين الطرفين، هو تأييد جعجع استقالة الحريري التي أعلنها من المملكة العربية السعودية حيث أفيد بأنه كان محتجزاً، وفور عودة الحريري إلى لبنان عن طريق فرنسا ألمح مراراً إلى أنه يريد “بق البحصة”. ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل تمّ في خلالها الاتفاق على العديد من السياسات وتقاسم التعيينات والمشاريع، لتُتوّج بتشديد الحريري على التصويت لصديقه جبران في الانتخابات النيابية في دائرة البترون والتحالف في دوائر أخرى على حساب القوات التي خاضت الانتخابات منفردة إلى حد كبير في الكثير من الدوائر، وفازت بـ 15 نائباً مقابل 20 لتيار المستقبل، بعدما كانت تشكو في السابق من أن تحالفها مع الحريري كان يتم على حساب حجمها وتمثيلها الشعبي، ومحاولة الحريري وضع اليد على بعض المقاعد المسيحية بحجة أن تياره عابر للطوائف.وقبل أشهر جرى التداول بتشكيل جبهة معارضة للعهد لكنها لم تبصر النور، وكانت أوساط القوات ترى أن هذه الجبهة يجب ألا تقتصر أهدافها على معارضة العهد واستقالته بل أن تشمل حزب الله، ما حال دون التوافق بين كل من القوات من جهة وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة أخرى.وجاء تمايز جعجع أخيراً من خلال تلبيته دعوة رئيس الجمهورية إلى قصر بعبدا لمناقشة خطة الحكومة الإصلاحية لتبرز القراءات المتباينة للموقف من العهد الذي يهاجمه الحريري بقسوة، فيما فاجأ وليد جنبلاط الجميع بزيارة القصر قبل طاولة الحوار واعتذاره عن عدم المشاركة شخصياً.وآخر فصول التباين هو تظاهرة 6 حزيران/يونيو حيث نأى كل من المستقبل والحزب الاشتراكي عن المشاركة فيها، في وقت شاركت القوات بقرار غير رسمي إلى جانب مناصري بهاء الحريري، وتمّ رفع شعارات تطالب بنزع السلاح غير الشرعي ومن ضمنه سلاح حزب الله على الرغم من مناشدة جعجع لإنجاح التحرّك والتأكيد على المطالب المعيشية.وعلى مواقع التواصل، تبادل مناصرو “المستقبل” والقوات الانتقادات، وسأل قواتيون عن سبب “العدائية المفرطة والمجانية للقوات”، ورأى بعضهم أن “الحريري يبعث بإشارات إيجابية إلى العهد من بينها عدم مشاركته في تظاهرة 6 حزيران بالتزامن مع حركة وليد جنبلاط بين بري والحريري”.

1