أحدث الأخبار
الخميس 18 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 45230
جعجع يردّ على نصرالله: لا نريد حمايتك للبنان وما نعانيه من إذلال بسبب مقاومتك!! ”!!
05.01.2021

في وقت تنزايد الدعوات لإعادة تسلّح القوات اللبنانية لكسر هيمنة حزب الله على لبنان، ومواجهة ما تتعرّض له المناطق المسيحية من استفزازات وممارسات، خرج رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن التزامه بعدم الدخول في سجالات مع الحزب في المرحلة الماضية نظراً لما يعانيه البلد من مصائب وبهدف إخراج الوطن والمواطن من المآسي، فردّ على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعدما تخطّى كما قال في كلمته الأخيرة “كل الحدود والسقوف”، معتبراً: “كأن اللبنانيين من دون ذاكرة ولا تاريخ ولا حضور ولا دور”.وفي لقاء حزبي من أجل التسليم والتسلّم بين منسّقي منطقة بعبدا، فنّد جعجع كلام نصرالله، قائلاً: “سأل السيد نصرالله اللبنانيين من وقف إلى جانبهم ودافع عنهم؟ فهو بسؤاله هذا عدا عن أنه يمنّنهم كما يفعل دائماً بأشياء قليلة فعلها وأشياء كثيرة لم يفعلها، وأساء بأفعاله إلى لبنان ودوره، فإننا نسأله بدورنا أين كان السيد نصرالله في حصار المئة يوم للأشرفية التي تقع على تخوم الضاحية حيث تعرّضت للقصف السوري الشديد والمتواصل لمئة يوم في العام 1978؟ وأين كان السيّد حسن عندما كانت تُقصَف زحلة وقنات وعين الرمانة؟ وأين كان السيد حسن عندما حاصر الجيش السوري طرابلس وأمطرها بوابل من الصواريخ والمدفعية والدبابات، وارتكب بحقها أشنع المجازر والفظائع؟ والجواب بكل بساطة أن السيد حسن كان إلى جانب من يقصف الشعب اللبناني، ومتحالفاً مع من كان يدمّر المدن والقرى اللبنانية، إلا في حال يعتبر أن هذه المناطق غير لبنانية، وهو غير معني سوى بتلك التي يعتبرها مناطقه”.وأضاف رئيس القوات: “قال السيّد حسن إن مقاومته تحمي لبنان وتحافظ على حقوقه. فبالله عليك يا سيد حسن، فنحن لا نريد منك أن تحافظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه. جلّ ما نريده منك هو عدم التعدي على لبنان واللبنانيين، إذ لم يسبق أن انتهكت سيادة لبنان كما هي منتهكة اليوم، ولم يسبق أن ذُلّ الشعب اللبناني كما هو مذلول اليوم، ولم يسبق أن شهد البلد انهياراً كما هي الحال اليوم، ولم يسبق أن خسر لبنان صداقاته العربية والغربية كما هو حاصل اليوم، ولم يسبق أن تحوّل جواز سفر اللبناني إلى مهزلة على غرار ما هو عليه اليوم، وذلك كله بسبب مقاومتك”.وتابع: “قال السيد حسن: اليوم إذا كان لبنان قوياً وإن كان أحد يسأل عنه ويشعر بوجوده في الكرة الأرضية، فذلك بفضل المقاومة ونقطة على السطر، أرأيت يا سيد حسن بأنك خارج الواقع تماماً، لأن لبنان اليوم في أتعس أيامه وأضعف أوضاعه على مرّ تاريخه. من جهة ثانية، يظهر أنك نسيت تاريخ لبنان الضاربة جذوره في الأعماق، فأنت لم تقرأ بالتأكيد عن فينيقيا وقرطاجة التي نقلت الحضارة إلى البرابرة، والارز المذكور في الكتاب المقدس أكثر من 72 مرة، وبعلبك التي حملت مجد روما وبيزنطيا. فليرسل لك أهالي بعلبك الفسيفساء التي وجدوها مؤخراً لعلّك تستذكر قليلاً تاريخ لبنان، وتتأكد من وجوده الراسخ في التاريخ قبل حزب الله، وطبعاً المستمر بعده”.وتوجّه إلى أمين عام حزب الله بالقول: “أتذكر عندما أتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الثانية للبنان في عام 2020، لم يزر هذه الصواريخ الإيرانية بل زار منزل الفنانة فيروز. لا يا سيد حسن، لقد ارتكبت ليس مجرد خطأ بل خطيئة في حق لبنان وشعبه وتاريخه، وإذا كان العالم يتداول باسم لبنان اليوم، فهو يتداول به إما كدولة فاشلة، أو كبؤرة توتر دائمة وبيئة حاضنة للإرهاب، فيما كان يتداوله سابقاً كسويسرا الشرق. وعندما تقول إن المقاومة هي الوحيدة القادرة على حماية الثروات النفطية للبنان، فهذه الثروات هي عطيّة طبيعية من الله، ونعرف كيف نحافظ عليها، والمهم ألا تقحم نفسك في هذا الأمر لكي لا يصيبه ما أصاب الوضع اللبناني ككل من كوارث بسبب جهود المقاومة التي بذلتها بين عامي 2000 واليوم. فتذكّر يا سيد حسن أن هناك أكثرية من اللبنانيين تعتبر أن ما يقوم به حزب الله هو الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه اليوم. وإذا كنت تريد الوقوف على خاطر الشعب اللبناني فإتركه وشأنه يبني حاضره ومستقبله كما بناه في الماضي وقبل حروب المقاومات غير اللبنانية ، حيث كان بالفعل وعن حق سويسرا الشرق ومنارته. ماذا وإلا… لبنان وطننا وفيه باقون، والمجد الذي حملناه والذي لا تدرك قيمته لن نتخلى عنه مهما طال الزمن”.وكان جعجع لفت إلى أن “القوات اللبنانية لن تحمل السلاح مجدداً إلا إذا إنهار الجيش وقوى الأمن الداخلي”، لكنه عاهد “أن يبقى الحزب المدافع الأول عن أهالي بعبدا كما هو المدافع الأول عن الشعب اللبناني ومستقبل أبنائه”.

1