أحدث الأخبار
الخميس 25 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41122
كورونا يحول دون حماية الأنواع المهددة بالانقراض!!
10.06.2020

*علماء الأحياء يعبرون عن قلقهم من فقدان الفرصة لإنقاذ سلالة قرد الأسد الذهبي بالغابة الأطلسية البرازيلية بسبب الإجراءات الاحترازية المفروضة.
واشنطن - أمضى عالم الأحياء، كارلوس رويز، ربع قرن في العمل على إنقاذ قرد الأسد الذهبي، وهو نوع من القرود طويلة العمر التي تعيش بموطنها الأصلي بالغابة الأطلسية بالبرازيل.
وبفضل جهود إعادة تشجير الغابات، نمت أعداد هذه القرود التي كانت مهددة بالانقراض باطّراد حتى تفشّي الحمى الصفراء في البرازيل في عام 2018، والتي أدت إلى القضاء على ثلث هذه السلالة. ولذلك ابتكر فريق رويز تجربة جديدة؛ وهي القيام بتطعيم العديد من القرود البرية المتبقية هذا الربيع.
ثم جاء فايروس كورونا، الذي يعوق الآن حماية الأنواع والسلالات المهددة في جميع أنحاء العالم.
أولاً، كان يجب عزل أعضاء فريق رويز المعرضين للإصابة بالفايروس. ثم أغلقت الحكومة المتنزّهات الوطنية والمناطق المحمية أمام كل من الجمهور والباحثين في منتصف أبريل، مما منع العلماء فعليًا من دخول المحميات التي يعيش فيها قرد طمارين الأسد الذهبي.
وقال رويز، رئيس جمعية طمارين الأسد الذهبي غير الربحية “نحن قلقون من فقدان الفرصة لإنقاذ هذه السلالات. نأمل أن نتمكن من القيام بعملنا قبل اندلاع موجة ثانية من الحمى الصفراء”.
وبينما يتبع العلماء الإرشادات الحكومية، فإنهم يعرفون أن الأشخاص الذين ينوون استغلال الغابات المطيرة بشكل غير قانوني لا يزالون يدخلون الحدائق بعد أن تم تحطيم العديد من كاميرات البحث.
وفي جميع أنحاء العالم، فتحت الموارد الحكومية التي تحولت إلى محاربة كورونا الفرص أمام تطهير الأراضي غير المشروعة والصيد غير المشروع. كما أدت عمليات الإغلاق إلى عرقلة السياحة البيئية التي تمول العديد من المشاريع البيئية، من الغابات المطيرة في أميركا الجنوبية إلى السافانا الأفريقية.
وقال عالِم البيئة بجامعة ديوك، ستيوارت بيم، مؤسس منظمة إنقاذ الطبيعة غير الربحية “واجه العلماء وعلماء الحفاظ على البيئة انقطاعات بسبب الكوارث العالمية الكبيرة من قبل، مثل حدوث الزلازل أو الانقلابات في دول بعينها. ولكن لا يمكنني الآن التفكير في وقت تواجه فيه كل دولة تقريبًا على كوكب الأرض آثار الكارثة نفسها في وقت واحد”.
وفي غواتيمالا، تكافح المجتمعات الأصلية التي تراقب الغابات المطيرة لاحتواء أحد أسوأ مواسم الحرائق منذ عقدين، حيث تم تخصيص موارد مكافحة الحرائق الحكومية لمواجهة انتشار وباء كورونا.
وقال إريك كويلار، نائب مدير تحالف المنظمات المجتمعية في محمية “مايا بيوسفير” في غواتيمالا “تسعة وتسعون في المئة من هذه الحرائق يشعلها الناس، ويتم ذلك في الغالب عن عمد لفتح مساحة لتربية الماشية غير القانونية”.
يعمل السكان الأصليون كرجال إطفاء متطوعين، لكنهم الآن يعانون من ضغوط مضاعفة، لاسيما بعد أن أدت الحدود المغلقة إلى تقليص دخلهم من صادرات الغابات التي يتم حصادها بشكل مستدام، مثل سعف النخيل الذي يتم بيعه لعمل باقات الزهور.
وقال جيريمي راداشوفسكي، مدير منطقة أميركا الوسطى في جمعية الحفاظ على الحياة البرية غير الربحية “الغابات الاستوائية غنية بالتنوع البيولوجي، لذلك نحن نفقد النباتات والحيوانات النادرة. إن الوضع مختلف في كل دولة، ولكن التقاعس عن تطبيق القوانين البيئية هو مصدر قلق مشترك”.
وفي نيبال، زادت الجرائم المتعلقة بالغابات مثل قطع الأشجار غير القانوني بأكثر من الضعف منذ بدء عمليات الإغلاق، بما في
ذلك في خمسة متنزهات تعيش بها نمور البنغال المهددة بالانقراض، وفقًا للحكومة والصندوق العالمي للحياة البرية.
وفي العديد من الدول الأفريقية، توفر سياحة الحياة البرية دخلًا كبيرًا للحفاظ على الحدائق حيث تعيش الأنواع الضعيفة مثل الفيلة والأسود ووحيد القرن والزرافة.
وقال بيتر فيرنهيد، الرئيس التنفيذي للمنتزهات الأفريقية غير الربحية، التي تدير 17 متنزهًا وطنيًا ومناطق محمية في 11 دولة، إنه بعد انتشار فايروس كورونا “تم إغلاق قطاع السياحة الدولية بالكامل بين عشية وضحاها في مارس”.
وقال “رأينا أن 7.5 مليون دولار تم محوها فجأة من بيان الدخل للعام”، مضيفًا أن السياحة البيئية العام المقبل قد تتعافى إلى حوالي نصف المستويات السابقة فقط.
ومع الحفاظ على أعمال الصيانة الأساسية ودوريات الحراس لردع الصيادين المحتملين، يعمل فريق فيرنهيد على تقليل تكاليف السفر من خلال عقد اجتماعات على تطبيق “زوم” والتواصل أيضًا مع المانحين الدوليين المحتملين.
وقال “سنفقد منطقة محمية لا تتم إدارتها بكفاءة”.
وقالت جينيفر جويتز، المؤسِّسة المشارِكة لموقع على شبكة الإنترنت يوفر معلومات حول رحلات السفر، إن العديد من مشغلي رحلات السفاري في أفريقيا يأملون في الحفاظ على بعض الإيرادات ويحثون الزبائن على إعادة جدولة حجوزاتهم.
وفي استطلاع أجراه المشغلون على موقع “يور أفريكان سفاري”، قال ما يقرب من الثلثين إن غالبية حجوزاتهم قد تم تأجيلها، ولم يتم إلغاؤها.
كما لاحظت عالمة الأحياء الاستوائية، باتريشيا رايت، أن الحفاظ على البيئة هو عمل لا يمكن ببساطة إهماله لفترة من الوقت ثم معاودة العمل به مرة أخرى “لأنه يعتمد كثيرًا على العلاقات مع الناس والمجتمعات المحلية”.
وتتخصص رايت في علم الأوليات في جامعة ستوني بروك، وأمضت ثلاثة عقود في بناء برنامج لدراسة وحماية سلالة ليمور مدغشقر وهي قرود كبيرة تعيش في البرية فقط في الجزيرة.
ولا يتوقع فريقها أي إيرادات سياحية جزء كبير من ميزانيتها التشغيلية حتى نهاية العام على الأقل، على الرغم من أنها حريصة على إبقائها أكثر من 100 موظف في الأوقات الصعبة.
وفي الوقت الحالي، تتمثل الخطة في إنتاج مقاطع فيديو سفاري وسفر عن مدغشقر افتراضية لبيعها لشركات السياحة والمدارس التي تبحث عن محتوى علمي عبر الإنترنت. وقالت رايت “علينا أن نجتاز هذا العام”.

1