أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1 2 3 41120
أبطال غير متوقعين يتجنّدون لمحاربة الوباء!!
15.05.2021

نيودلهي- في الوقت الذي تكافح فيه الهند موجة مدمرة من وباء كورونا تسببت في أسوأ حالة طوارئ طبية على الإطلاق في البلاد، يتكاتف الأفراد والجماعات والمشاهير للمساعدة حتى مع فشل جهود الحكومة بشكل مؤسف.
وشهدت الهند ظهور أبطال غير متوقعين وسط أسوأ حالة طوارئ طبية على الإطلاق، مع موجة جديدة مدمرة من الإصابات بفايروس كورونا في جميع أنحاء البلاد. فبدءا من سائقي عربات الركشة وربات البيوت إلى المتطوعين والشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، يكسب هؤلاء المحاربون لكوفيد – 19، القلوب في جميع أنحاء البلاد.
وتتحول عربات الركشة إلى خدمات إسعاف لمساعدة ضحايا فايروس كورونا. ومع تناقص خدمات الإسعاف أو تكالب الطلب عليها، تعاونت منظمة غير ربحية مع سائقي عربات الركشة في دلهي لإنشاء سيارات إسعاف بتلك العربات التي تقدم خدمات مجانية للمرضى.
ممثل بوليوود سونو سود يساعد المرضى في الحصول على أسرة في المستشفيات ويتبرع بأسطوانات الأكسجين، كما يعمل على ترتيب التعليم المجاني لأبناء ضحايا كوفيد – 19.
وتعد عربات التوك توك أو الركشة وسيلة النقل المثالية للمسافات الصغيرة في نيودلهي العاصمة الهندية، حتى أصبحت الأكثر شعبية.
ويستخدم نحو 60 مليون شخص تلك السيارة، خاصة عند محطات مترو الأنفاق، من أجل قطع المسافة المتبقية للوصول إلى مقار أعمالهم، التي تتراوح ما بين 2 و3 كيلومترات مقابل مبلغ زهيد.
وتم تجهيز أسطول من 10 من تلك المركبات ذات الثلاث عجلات بأسطوانات الأكسجين وأجهزة قياس نسب الأكسجين في الدم وغيرها من الإمدادات الطبية، في حين يرتدي السائقون سترات شخصية واقية وتم تدريبهم بشكل خاص.
وقال موهيت راج، مؤسس مبادرة “حوّل قلقك إلى عمل”، “يعاني المرضى من ضائقة لأن الأكسجين الطبي يتم تسويقه في السوق السوداء، في حين أنهم ليسوا قادرين على تحمل تكلفة سيارات الإسعاف الخاصة التي تصل رسومها إلى 20 ألف روبية (273 دولارا) لمسافة 5 كيلومترات”.
وأضاف، “كما أننا نوفر سبل العيش لسائقي تلك العربات الذين لا يعملون أثناء الإغلاق. ومن خلال تحويل عربات الركشة إلى سيارات إسعاف مؤقتة، فإننا نحل ثلاث قضايا في وقت واحد”.
وأوضح أن المكالمات انهالت على هذه الخدمة في أيامها الأولى وسيتم إدخال 20 عربة إسعاف أخرى من عربات الركشة إلى الخدمة قريبا.
وتظهر مثل هذه المبادرات أيضا على المستوى الفردي. وفي مدينتي مومباي وبوبال، يقوم المُدرس داتاتريا ساوانت والسائق محمد جاويد بتوفير رحلات مجانية للمرضى في مثل هذه المركبات المعاد استخدامها.
الهيئات الدينية الهندوسية، فضلا عن العشرات من الأشخاص والمهنيين وربات البيوت يكثفون من جهودهم لتقديم وجبات مغذية للمرضى الذين يُعزلون في منازلهم
الهيئات الدينية الهندوسية، فضلا عن العشرات من الأشخاص والمهنيين وربات البيوت يكثفون من جهودهم لتقديم وجبات مغذية للمرضى الذين يُعزلون في منازلهم
ومع تسبب الزيادة الهائلة في عدد الحالات في نقص الأكسجين الطبى، كثفت الجماعات والجمعيات الخيرية الدينية، وخاصة من طائفة السيخ، جهود الإغاثة.
ويتجمع المرضى اليائسون في مواقع في دلهي وحولها التي تعطي الأكسجين المنقذ للحياة مجانا. وبنت معابد السيخ إلى جانب جماعات أخرى شبكة من هذه الخدمات في نيودلهي وحولها.
وفي ضاحية غازي آباد في دلهي، يشتري بارامجيت سينغ معدات الأكسجين والإمدادات الطبية ويعمل لمدة 17 إلى 18 ساعة في اليوم في مثل هذه المخيمات. وأصبح هذا الأمر بمثابة مهمة يؤديها بشكل يومي بعد أن فقد حوالي 30 من أقاربه وأصدقائه ومعارفه بسبب الفايروس.
ويقول سينغ، الذي يرعى المرضى في مثل هذا المخيم “قدمت مجموعاتنا الأكسجين المجاني إلى 15 ألف مريض خلال الأسبوعين الماضيين. نحن نقدم الأكسجين للمرضى حتى يجدوا سريرا بالمستشفى أو نساعدهم في العثور على سرير. كما نوفر الأكسجين للمرضى العزل في المنازل”.
وأضاف، “إذا جلس الجميع في المنازل، فمن سيساعد من هم في محنة؟ نحن نتبع المفهوم المركزي لديننا بشأن رعاية الجميع”.
كما تكثف الهيئات الدينية الهندوسية، فضلا عن العشرات من الأشخاص والمهنيين وربات البيوت من جهودهم لتقديم وجبات مغذية للمرضى الذين يُعزلون في منازلهم.
ويحصل رجل الأعمال راجيف سنجال المقيم في مومباي، على الطعام الذي يتم توصيله إلى 200 مريض من مطبخ محلي.
تم تجهيز أسطول من 10 من تلك المركبات ذات الثلاث عجلات بأسطوانات الأكسجين وأجهزة قياس نسب الأكسجين في الدم وغيرها من الإمدادات الطبية
إلى جانب ذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا، حيث أطلق تطبيق المواعدة الهندي “ترولي مادلي” خاصية للتوفيق بين المحتاجين لبلازما الدم والمتبرعين على أساس فصيلة الدم وتاريخ التشخيص والموقع.
ومنذ أسابيع، يستجيب المتطوعون من المواطنين في جميع أنحاء البلاد، بدءا من الطلاب إلى الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لطلبات إغاثة على تويتر من المرضى الذين يسعون للحصول على الأكسجين وأجهزة التنفس الاصطناعي وأسرّة المستشفيات والأدوية، والمساعدة في نشر الرسائل والمساعدة في ربط الأشخاص ببعضهم.
كما يشارك نجوم السينما في تلك الجهود، حيث يعمل ممثل بوليوود سونو سود، الذي ساعد الآلاف من العمال المهاجرين في الوصول إلى منازلهم في القرى خلال الإغلاق الوطني للهند العام الماضي، بلا كلل، ويبذل جهودا خيرية متزايدة خلال الأزمة الحالية أيضا. وهو يساعد المرضى في الحصول على أسرة في المستشفيات ويتبرع بأسطوانات الأكسجين، كما يعمل على ترتيب التعليم المجاني لأبناء ضحايا كوفيد – 19.
كما أعلن النجم الشهير سلمان خان، الذي يقدم تعويضات مالية لنحو 25 ألف موظف في صناعة السينما الهندية، بمن فيهم فنيون وفنانو مكياج وغيرهم، أن جزءا من عائدات فيلمه القادم “رادهي” سيخصص للتبرعات بالمعدات الطبية والأدوية لمحاربة وباء كورونا.

1