أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
1 2 3 41120
خريف صلالة بين الجبل والبحر!!
14.09.2014

المدينة العُمانية تزخر بالعيون المائية والمناظر الطبيعية الساحرة إلى جانب تميزها بالمواقع الأثرية العديدة التي يعود تاريخها إلى قرون ما قبل الميلاد.
صلالة (عُمان) -جوّ صلالة نادر في منطقة الخليج ومغاير لما عرفت به.. ففي الصّيف يكون الطقس هو الأجمل في هذه المنطقة (المطر والجبال الخضراء) لكنه ساخن جدًّا في بلدان الخليج الأخرى مقارنة بالطقس الممتاز في أرض صلالة خاصة عندما يسقط المطر وتلبس الجبال اللون الأخضر.يبدأ موسم الخريف فلكيا في 21 يونيو/ حزيران ليتواصل إلى 21 سبتمبر/ ايلول من كل عام، وله خصوصيته المناخية على مستوى المنطقة والتي جعلت الطقس استثنائيا وظاهرة متفردة ترسل نسمات الهواء العليل والغيوم المعبّقة بالرذاذ والتي يستمتع بها مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين والزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم ودول الخليج خاصة.وهناك العديد من المواقع السياحية في صلالة، عيون مائية تختزن في جعبتها مناظر طبيعية وتضاريس جميلة، إذ تبهج “عين جرزيز″ بجمالها كل من تطأ قدماه أرض صلالة، وهي عبارة عن عين مائية طبيعية تقع في محيط مجموعة من الكهوف الطبيعية والمظلات التي خصصت لاستراحة الزوار. كذلك عين رزات، والتي هي عبارة عن ينابيع طبيعية تتدفق من وسط الصخور وتتجمع بعدها في بركة، ومن ثمّة تنساب في مجرى يتفرع وسط بساتين خضراء قبل أن تصب في البحر، وعلى بعد خمسة عشر كيلومتراً من شرق مدينة السعادة تقع عين صحلنوت، والتي تطل بمنصتها المفتوحة لمشاهدة مجراها من الأعلى.
وادي “دربات”، هو الآخر من المناطق الجميلة التي لا تكتمل جولة الزائر إلا بها، فهو عبارة عن حديقة طبيعية ذات مناظر ساحرة تتخللها الشلالات التي تبدأ في الجريان عند هطول الأمطار في فصل الخريف، بالإضافة إلى البحيرات والجبال والكهوف والسهول الخضراء وأنواع مختلفة من الحياة البرية، وعند هطول الأمطار بغزارة حيث تتجمع في مجرى واحد لتصب في شلال يزيد طوله على 100 متر.
تضم مدينة صلالة إلى جانب المناظر الطبيعية العديد من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى قرون ما قبل الميلاد، ومن أبرزها “البليد” التي تقع على شاطئ صلالة والتي اشتهرت في السابق بتجارتها الناشطة في اللبان والخيول العربية، وتم تأسيسها في القرن الرابع الهجري. وأظهرت الاكتشافات الأثرية بقايا جامع ضخم مستطيل الشكل ومحاط بشرفات من جميع الجوانب، كما كشفت أعمال التنقيب عن فخاريات إسلامية وخزف صيني ومجموعة من العملات البرونزية يعود بعضها للعهد الإسلامي وبعضها للحضارة الصينية، وقد أدرج هذا الموقع ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، ويحتوى الموقع اليوم على متحف توجد فيه العديد من الآثار التي تحكي عن قرون ماضية.
ويروي موقع خور روري "سمهرم" بآثاره التي اكتشفت في أعمال التنقيب عن مدينة حجرية مسورة مستطيلة الشكل نقش على جدرانها بخمس كتابات عربية أبجدية تصف تأسيس المدينة، التي شيدت لإحكام السيطرة على تجارة اللبان، كما جاء في ذكر هذه الكتابات اسم الملك إيلاذ ملك حضرموت، وقد أدرج هذا الموقع كذلك ضمن قائمة التراث العالمي.
وفي مدينة ثمريت التي تبعد نحو 170 كليومترا عن مدينة صلالة يبرز موقع شصر الأثري، والذي ازدهر في السابق بتجارة اللبان والبخور، ويعتقد العلماء أن ملكة سبأ قامت بزيارته للتزود باللبان، إذ أشارت المسوحات الأثرية التي تمت في بداية التسعينات أن المدينة في السابق شكلت حضارة عريقة وكانت ملتقى التجارة والطرق البرية ما بين الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين والعالم القديم وكشفت التنقيبات عن العديد من الأعمدة الضخمة والأبراج والقطع الأثرية. وتبعد مدينة سدح 135 كليومترا عن مدينة صلالة، ويقصدها العديد من الزوار لممارسة بعض هواياتهم، مثل التخييم وركوب الزوارق، فالأرض فيها محمية من الرياح الموسمية بفضل المنحدرات الصخرية، كما تتميز هذه المدينة بشواطئها الخلابة وسواحلها الرائعة، وتشتهر بتجارة الأسماك والصفيلح والذي يعتبر المورد الأساسي لاقتصاد سكانها. ويتمتع الزوار بأجواء جميلة طيلة النهار، وما أن يسدل الليل ستاره يقصد العديد منهم الأسواق والمراكز الترفيهية، إذ يوجد في صلالة العديد من الأسواق الحرفية التقليدية التي تشتهر بالصناعات والمنتجات اليدوية، ومنها سوق الحافة الذي يبعد 3 كليومترات عن مدينة صلالة، وتحيط به العديد من أشجار جوز الهند الباسقة، ويعتبر المكان الأمثل لشراء أجود أنواع اللبان والبخور، ليس في ظفار فحسب بل في السلطنة أيضاً.
ويزخر السوق بالعديد من المنتجات سواء المنسوجات التقليدية المتنوعة، أو الملابس التراثية، أو المصوغات الذهبية والفضية، وغيرها الكثير من المصنوعات التقليدية، وعلى بعد بضع كيلومترات يطل سوق الحصن بموقعه في وسط أحد الأحياء القديمة لمدينة صلالة، ويمتاز بطابعه التقليدي من خلال معروضاته والتي تتسم معظمها بطابع تراثي، سواء من حيث المضمون أو الشكل أو حتى الاستعمال!!

1