أحدث الأخبار
السبت 27 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41122
مغارة كفرحيم: ثقب في قلب الطبيعة يعيد الزائر آلاف السنين !!
27.07.2015

بدأت القصة في الـ30 من مارس 1974، عندما كانت مجموعة من الفتية يلعبون كرة القدم، انحرفت الكرة عن مسارها الطبيعي، واستقرت في فجوة بين الصخور، فدخل الفتية الفجوة، وصدموا بروعة المشهد.. يومها تم اكتشاف المغارة.
كفرحيم (لبنان) - يروي غسان أبوخزام أحد القاطنين قرب مغارة "كفرحيم"، قصة اكتشاف هذا المعلم الطبيعي اللبناني الواقع في البلدة التي تحمل الاسم ذاته، بقضاء الشوف، بمحافظة جبل لبنان. ويقول أبوخزام "في ذلك الحين، استعنت وإخوتي، بخبراء جيولوجيين، بعد أن حصلنا على موافقة من وزارة السياحة بالترميم على حسابنا الخاص لأن الأرض التي تقع عليها المغارة على ملكنا، فأخذنا ننقب في الصخر، ونشق الأرض، حتى تمكنا من إحداث فتحات، أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن".
ويذهب المؤرخون، إلى أن كلمة كفرحيم عبارة عن لفظين سريانيين: "كفر" ويعني القرية، و"حيم" ويعني الحما (أي أبو الزوجة)، ليصبح معنى البلدة "قرية أبو الزوجة أو قرية الحما".
دهاليز المغارة، وأحجارها، وألوانها التي تسطع بلطف على جدران نحتتها الطبيعة بأنامل فنية، لا تكف عن اجتذاب السياح، سنويا وبشكل كثيف. وفور دخول المغارة التي تبعد عن العاصمة بيروت نحو 30 كلم، تنتقل إلى عالم من الخيال، فالمكان يعمه الهدوء والسكينة وبرود الطقس، ولا يوجد أي صخب، سوى ذلك الذي يندلع في ذهن الزائر والذي سببه المناظر الجذابة التي رسمتها الطبيعة، من شلالات، ودهاليز حجرية، وطبقات متداخلة، وأحجار كلسية بأحجام متنوعة تشكلت على مدى 4 ملايين عام.
ويقول أبوخزام، إن "المغارة مكونة من سبع طبقات، وتنحدر من 10 إلى 30 مترا تحت سطح الأرض، وما يميزها هو شكلها اللولبي، وصغر حجمها، واعتدال الحرارة فيها صيفا وشتاء، حيث تحافظ على معدل حرارة يتراوح ما بين 18 و20 درجة مئوية على مدار العام".
داخل المغارة، طبقات متدلية من السقف، وصاعدة من الأرض، ومنبثقة من الجدران، تكونت بفعل الترسبات الكلسية التي تكونت بفضل الماء، وتعرف باسم "النوازل والصواعد". وحسب أبوخزام فإن "كل سنتيمتر مكعب من الصواعد والنوازل يستغرق تشكّله مئات السنين".
وقد تحولت المغارة إلى معلم سياحي بارز يقصده زوار من أبناء البلد، وعرب وأجانب، وذلك بجهد كبير بذله أبوخزام وإخوته، حيث قال إنهم “اضطروا إلى بيع قطع من الأراضي التي يمتلكونها، وصرف أموال طائلة، من أجل تطوير هذا المرفق".
وتستقبل المغارة سنويا عددا هاما من السياح رغم الأزمات التي تمر بها المنطقة، وفق أبوخزام، الذي أعرب عن أمله في أن تستقر الأوضاع في كافة البلدان، ويسودها الأمن والأمان.
أما عن آراء بعض الزوار في المكان، فتحدث طارق بغدادي من مصر، والذي يزور المغارة للمرة الأولى مع عائلته "ما يميز هذا المكان هو المناظر الطبيعية الخلابة". أما فراس طه، من سلطنة عمان، فقد لفت إلى أن الزيارة كانت "رائعة"، قائلا "تمكنا من الاطلاع عن قرب على تكونها الطبيعي على مدى ملايين السنين”، مضيفا “كما أنها سهلة الاستكشاف، لصغر حجمها".
من جهته، قال فادي الحاج، من فلسطين، إن "الأطفال استمتعوا بالجولة في دهاليز مغارة كفرحيم، والمرشد السياحي لم يبخل علينا بأي معلومة أو سؤال طرحناه عليه حول تفاصيل استكشاف هذا المكان".
ويختم أبوخزام حديثه عن الزيارة داخل المغارة قائلا “تستغرق حوالي نصف ساعة، لكن انطباعات الزوار عن هذا المرفق ستطبع في ذاكرتهم لشدة روعة هذا المكان”، داعيا الجميع إلى زيارتها والتعرف عن قرب على أسرارها، وحكاياتها.
وتعتبر بلدة كفرحيم من البلدات التي لا تشهد حركية كبيرة أو نزوحا أو حتى أحداثا سياسية وأمنية، إذ لا تشهد نزوحا في فصل الشتاء، نظرا لموقعها الجغرافي، وقربها من العاصمة، ما جعلها موقعا ماليا وتجاريا وصناعيا هاما، بفضل كثرة أبنائها المتعلمين من مختلف الاختصاصات. فهناك أكثر من 40 مهندسا في ميادين شتى و30 طبيبا وعددا كبيرا من المحامين والضباط وهيئات تعليمية، ناهيك عن عدد من رجال الأدب والفكر.

1