أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41122
الآبار الجافة تبتلع البحر الميت وتلتهم مزارع النخيل !!
31.07.2015

على طول ضفاف البحر الميت تمتد المئات من أشجار النخيل التي توقفت عن الحياة، فلا بلح عليها ولا أوراق، في مشهد مؤسف حقا لمن يحسّ بالطبيعة وأنينها. وقبالة النخيل الميت، تنتشر الآبار الجافة التي يصل حجم بعضها إلى حجم ملعب لكرة السلة، مشكلة أزمة طبيعية وبيئية كبيرة.. كيف لا وقد تسببت تلك الآبار في موت النخيل وتصدع الطرقات وانهيار بعض المساكن.
عين جدي (فلسطين) - كان ظهور الآبار الجافة والتصدعات أمرا نادر الحدوث حتى وقت قريب، ولكنه أضحى مختلفا الآن بعد ظهور المئات من الآبار الجافة الجديدة كل عام، فيما يتوقع زيادة معدلات تكونها. ولم يعلن المسؤولون أرقاما بشأن حجم الأضرار التي تتسبب فيها هذه الآبار، في حين بدأت خطوط الأعمدة الكهربية بالانهيار، ناهيك عن ابتلاع الآبار للمقطورات السكنية المتنقلة والأكواخ. وحدث في إحدى المرات أن أصيب رواد المنطقة ممّن يتنزهون سيرا على الأقدام إثر سقوطهم في هذه الحفر.
والسبب الرئيسي وراء تراجع مياه البحر الميت هو أن مصادره الطبيعية من المياه -التي تنساب جنوبا عبر وادي غور الأردن من سوريا ولبنان- تم تحويلها لأغراض الزراعة والشرب على طول مسارها. وقالت جماعة بحثية إن أنشطة التعدين تمثل نسبة 30 بالمئة من تدهور الوضع.
ويرى خبراء بيئيون أن إعادة نقل البنية التحتية ليست سوى حل مؤقت. ولن يتوقف ظهور الآبار الجافة إلا بعودة تدفق مياه البحر الميت، وهو أمر يستلزم إعلان مبادرة دولية لأنه يتاخم في حدوده الأردن والضفة الغربية. وحتى إن عادت الأمور إلى سابق عهدها فستستغرق المسألة عقودا لإصلاح الأضرار البيئية التي لحقت بهذه البحيرة المالحة العتيقة التي تقع تحت مستوى سطح البحر بأكثر من 400 متر وهي أدنى نقطة على الأراضي الجافة في العالم وعبارة عن حوض مائي تلفحه الحرارة الشديدة.
وينهض البنك الدولي بمشروع “قتل بحثا” لتحلية مياه البحر الأحمر وضخ النواتج الثانوية للمياه المالحة إلى البحر الميت، لكن من غير الواضح إن كان هذا المشروع سينطلق فيما تقول جماعات للدفاع عن البيئة، إن المشروع لن يمثل سوى النزر اليسير ممّا هو مطلوب أصلا.
الطرقات لم تعد صالحة للاستعمال نتيجة جفاف الأرض وتشققها والبحر الميت نقطة جذب يقبل عليها السائحون ممّن يستمتعون بالطفو على سطح مياهه شديدة الملوحة دون بذل أي مجهود، كما يعالجون بشرتهم بطين البحر الغني بالأملاح المعدنية والذي ينتشر على شواطئ البحر الميت.
لكن تم غلق شاطئين شعبيين فيما يخشى مسؤولون من أن يبدأ تأثر الأنشطة السياحية جراء مشكلة الآبار الجافة. ويساعد البحر الميت أيضا في صناعة التعدين الضخمة، إذ تستخرج شركة "البوتاس" العربية الأردنية المعادن منه مثل البوتاس المستخدم في إنتاج الأسمدة الزراعية وغاز البروم المانع للحرائق لتصديرهما إلى شتى أنحاء العالم.
وفي عمق الأراضي التي تكشّفت حديثا توجد طبقة سمكها 30 مترا من الأملاح تكونت على مر العصور. ومع عدم وجود مياه في البحر الميت تحميها، فإن المياه العذبة الناتجة من الأمطار أو السيول القادمة من الصحراء تتسرب إلى جوف الأرض لتذيب الطبقة الملحية، ما يخلق تجويفا ينهار في نهاية المطاف ما يؤدي إلى ابتلاع الأرض.
ويستغرق الأمر أقل من ساعة واحدة لعبور مياه البحر الميت طولا بوسيلة نقل بحري وهو يتصل ببحيرة طبرية من خلال نهر الأردن، وقد كان النهر منذ 80 عاما مجرد بحيرة واحدة وأما اليوم فنضبت مياهه، وما تبقى منه تحتفظ به شركة "كيميكالز" صناعيا في شكل برك لتبخير مياهها. ﻭﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ 945 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘرا ﻣﺮﺑﻌﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻋﻤﻖ منطقة فيه ﻓتبلغ 401 من الأمتار.
وقد سمي بالبحر الميت لأن نسبة الملوحة فيه عالية جدا إلى درجة أنه من المستحيل أن يعيش في هذا البحر كائن حي، ويعتبر هذا البحر محط أنظار العديد من السياح الباحثين عن أماكن الاستشفاء والاستمتاع بالشمس، ورغم ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن أشعة الشمس لا تضر بالجسم نظرا لوجود بخار الماء بكثافة والذي يصفي تلك الأشعة من الضرر.

1