أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41122
"السامر" تقليد لتبادل المديح بين بدو الأردن في الأعراس!!
26.08.2016

تسعى العديد من القبائل العربية إلى الحفاظ على عاداتها وتقاليدها من باب التمسك بإرثها التاريخي والحضاري الذي ورثته عن أجدادها، وكعلامة فارقة تميّزها عن غيرها في أفراحها وأتراحها، حيث لا يزال الأردنيون يقيمون حفلات “السامر” التي تتميز بالمدح بين القبائل.
البتراء (الأردن) – يمارس بدو الأردن كغيرهم من القبائل العربية في مناسباتهم طقوسا اقترنت بهم منذ قديم الزمن وأضفت عليهم طابعا مميزا، حيث ميز “السَامر” أفراحهم وأضفى عليها رونقا فريدا ومميزا.
وبين جبال مدينة البتراء الشَاهقة، جنوب الأردن، وعلى بعد العشرات من الأميال داخل صحرائها، يجتمع المئات من بدو الجنوب (العمارين والسعيدين والبدول) في مخيمات سياحية لإقامة حفل “السامر” الذي يحاكي أصالة الحياة البدويَة، وجاءت تسميته نظرا إلى إقامته ليلا.
ويعد “السامر” أحد الفنون الشعبية المنتشرة في الأعراس بالمناطق الريفية والبدوية في الأردن.
وتأتي رقصة “السامر” في آخر فعاليات العرس الشعبي وفي وقت متأخر من الليل، وهو تقليد تراثي يجتذب السياح بشكل لافت جنوب الأردن.
وتكون كلمات الأشعار الملقاة في حفل “السامر” وليدة اللحظة، ويكون إيقاعه من أصوات الرجال، ومسرحه بيت حيكَ من شعر الماعز، وتضيء سقفه فوانيس تراثية استمدت طاقتها من مولدات كهربائية.
واصطف الشباب والشيوخ جنبا إلى جنب، وتلاصقت أكتافهم مع بعضها البعض لتكون تلك الحركة ميزانا يفرض تنسيق حركتهم، فبدأوا بالتمايل يمنة ويسرة يضربون الكف بالكف مرددين أشعارَهم الخاصة التي نظموها لحظة أدائهم لسامرهم، دونَ إعداد مُسبق.
ويُطلق البدو على ذلك النوع من الأشعار الارتجالية اسم “بدّاعة” نسبةً إلى الابتداع، يمدحون خلالها العشائر الحاضرة وقالوا فيها “اللَيلة ليلة أمزاح.. بلمَة ربعي عليَ، الله يمسيكم بالخير.. ضيوف مع محليَ (أهل المكان)، البدو تشيل (تحمل) من فوق الحيل (الإبل)، يا دولة خلَ (اترك) عنك البل (الإبل).. البل هلها (أهلها) وراها”.
و”الحاشي” فقرة أُخرى من “السامر” تقوم خلالها فتاة شابة بشد عزم الرجال المشاركين، من خلال أدائها لحركات تتمثل برفع يدها وطرف عباءتها، ولكن لعدم وجودها في مكان الاحتفال، اختار بدو الجنوب الأردني أن يحل مكانها رجل يرفع من معنوياتهم وتفاعلهم في غنائهم ورقصاتهم.
وتستمر رقصة “السامر” لفترة طويلة من الليل، حيث تتوقف أحيانا ثم تتجدد من خلال راقصين جدد وأهازيج شعبية جديدة تمتد حتى آخر ليلة من ليالي العرس الشعبي والذي يمتد على طول الأسبوع.
ويختتم “السَامر” فعالياته بـ“الوحوحيَة”، وهي أصوات يطلقها المتسامرون تشبه زئير الأسد وتدل في ذلكَ على خشونة الرجل البدوي وجسارته.
ويقول أحمد حسان (71 عاما)، أحد وجهاء العشائر البدوية، إن “للسّامر أنواعا مختلفة، منها الريحاني وهو بنغمة صوت مختلف وأنواع أخرى ترتبط بالمُناسبة، والسامر غير مرتبط بفترة زمنية معينة وقديم جدا تناقَله البدو من جيل إلى جيل”. أما معاذ العمارين، أحد وجهاء العشائر، فيقول إن المخيم الذي يحيون فيه حفلاتهم ومناسباتهم “تأسس عام 2000 ويعد مقصدا للسياح الذين يأتون إليه من كل بقاع الدنيا، لإحياء حفلاتهم والاسترخاء والاستمتاع بالسامر البدوي”.
ويضيف العمارين “شهد المخيم عام 2008 حفل تأبين مغني الأوبرا الإيطالي الشهير لوتشانو بافاروتي، كما أُقيم فيه مهرجان صَحارى عام 2005 كأول مهرجان بدوي متخصص في الشرق الأوسط”.

1