أحدث الأخبار
الخميس 18 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41121
اطفال فرقة الكوفية يسافرون من عين الحلوة إلى العالم على خطوات الدبكة!!
02.01.2018

فرقة الكوفية من مخيم عين الحلوة تهدف إلى ترسيخ عقيدة التراث الفلسطيني في الجذور
بيروت - لا تشبه فرقة “الكوفية” للتراث الفلسطيني، في مخيّم “عين الحلوة” للاجئين بلبنان، أيّ فرقة “دبكة” أخرى، ليس لتخصصها بالفن الوطني فحسب، وإنما لاحتوائها على أطفال من أبناء المخيّم.
مؤسسة الفرقة، حورية الفار، كانت سابقا عضوا في فرقة فنون شعبية للدبكة، قبل أن تؤسس فرقتها الخاصة منذ عشرين سنة.
حورية تخرجت على يديها أجيال متعاقبة، ولا يزال البعض من تلامذتها يعملون معها، ويجولون العالم لتقديم لوحاتهم التراثية.
وكانت أبرز مشاركة للفرقة في برنامج اكتشاف المواهب العربية، “آرابز غوت تالنت”، وتأهلت إلى المراحل النهائية عام 2015.
عن البداية قالت مؤسسة “الكوفية”، انطلقت الفرقة من مطبخ صغير داخل منزلي المتواضع في المخيّم، قبل عشرين سنة، مع عدد بسيط من الأطفال، كنت أدربهم على رقصة الدبكة التراثية الفلسطينية الشهيرة، واليوم أصبح عدد أفراد الفرقة 130 فردا، بينهم راشدون كانوا أطفالا حين التحقوا بالفرقة”.
الإعلام اللبناني خاصة والعربي عامة يعتبر أن مخيّم عين الحلوة، في مدينة صيدا (43 كم جنوب العاصمة بيروت) بؤرةالانفلات الأمني.
هذه الصورة النمطية أضرّت كثيراً بأبناء المخيّم، الذي يتجاوز عدد سكانه 70 ألف نسمة، بينهم مثقفون وطلاب مدارس وجامعات، لكن الدولة اللبنانية لا تسمح لهم بالعمل أو التجول براحة.
تقول حورية “كان حلمي أن يكون عندي فرقة للأطفال، لأنني مؤمنة بأنّ الأطفال هم الذين يحملون التراث ويتناقلونه من جيل إلى جيل”، لذا كان هدفها “البحث عن أطفال مشرّدين في شوارع المخيّم، لدعمهم نفسيا وتحويلهم إلى شخصيات سيصبح لها شأن لاحقا، عبر الفن والثقافة اللذين يعلمان الإحساس والإنسانية”.
130 فردا ينادون حورية بـ”ماما”، وهي الكلمة الأحب إلى قلبها، وهم يلتقونها معظم أيام الأسبوع للتدرّب، حتى مع عدم وجود مهرجان أو حفلة يستعدون لها، فهم يتدربون للحفاظ على اللياقة، وعدم الشعور بالملل بعيدا عن جو الفرقة.
شاركت فرقة “الكوفية” في عدد من المهرجانات الدولية، بدعوة من وزارات الثقافة في الكثير من الدول، وبالتنسيق مع السفارة الفلسطينية في لبنان، وأبرز هذه الوجهات كانت البرازيل والجزائر وسلطنة عُمان والمغرب والأردن.
وقالت حورية إن “التنقل كان سهلا لنا، فالفرقة فنيّة، وهذا شيء عظيم في الخارج.. ساهمنا في نشر الثقافة الفلسطينية في الخارج، كون الثقافة جواز سفر إلى العالم”.
وعن الدعم المادي للفرقة أوضحت أنه “لا يوجد أيّ دعم من أي جهة.. بكل بساطة حين تطلبنا جهة من الخارج تدفع لنا مبالغ معيّنة، يتم توزيعها على الأعضاء المسافرين في الرحلة”.
وتابعت “وأحيانا يطلبنا أحد داخل المخيّم لإقامة حفل زفاف فنقبض منه شيئا رمزيا.. غير ذلك نعتمد في معظمنا على دخل آخر للعيش، مثل وظائف بالنسبة للراشدين، أما الأطفال فهم عند أهلهم، لكن أدفع لهم حين يشاركون في الحفلات”.
البعض من الشباب والفتيات الذين دخلوا فرقة الكوفية وهم أطفال ظلوا فيها لفترة طويلة، قبل أن يهاجروا من لبنان نحو أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
لكن يوجد قرابة العشرة من الشباب لا يزالون مستمرين في الفرقة، منذ 13 سنة، ولديهم عملهم الخاص، لكن ذلك لا يمنعهم من المواظبة على التمرينات أسبوعيا”.
يوسف عزام (26 سنة) بدأ مع حورية وهو في الـ13 من عمره، واليوم يعمل في مجال الكهرباء، لكن حبه للتراث الفلسطيني منذ طفولته وعشقه للدبكة دفعاه إلى البقاء كل هذه الفترة مع الفرقة، وهو اليوم يدرّب أطفالا، ويشرف على الفرقة.
وقال يوسف، إن هدف الفرقة هو “الحفاظ على التراث الفلسطيني جيلا بعد آخر، وإعطاء مساحة جميلة للأطفال المحرومين من وسائل الفرح واللهو الطفولية، فهم يلعبون في الشارع وسط الوحل والحصى”.
وختم بقوله إن “وجود الفرقة أعطى هؤلاء الأطفال أملاً بسيطاً في الفرح والتفكير في غد أفضل، وربما أصبح واحداً منهم فناناً مشهوراً، خاصة وأن الشعب الفلسطيني مثقف وليس إرهابيا”.
تكاد تحكي خطواتهم مسيرة درب بين أرض الشتات وأرض فلسطين، وبين الاثنتين كانت فرقة الكوفية التي تهدف إلى “ترسيخ عقيدة التراث الفلسطيني في الجذور”، حسب ما يقول فادي أحد راقصي الفرقة، ابن الـ14 ربيعا، الذي يرى أنه “عبر الدبكة يستحضر أرض الأجداد”، يضرب فادي بقوة على الأرض على وقع نشيد “عالكوفية يلا عالكوفية”.
بخطى واثقة تشق فرقة “الكوفية” طريقها نحو النجاح، فلا يتوانى فتية وصبايا وشباب الفرقة عن إخراج الشوق لأرض فلسطين على خشبة المسرح.

1