في تحد جديد للاحتلال، أحيت حشود ضخمة من سكان قطاع غزة «مليونية القدس» في مناطق «مخيمات العودة الخمسة» المقامة على الحدود الشرقية للقطاع، ودخلوا رغم أجواء الصيام وارتفاع الحرارة، في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي نشرت المزيد من الوحدات الخاصة والقناصة، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين بينهم طفل، وإصابة المئات بجراح، بينهم إصابات خطيرة.وقالت وزارة الصحة إن كلا من زياد جاد الله البريم، والطفل هيثم محمد الجمل «14 عاما»، ارتقا برصاص الاحتلال شرق مدينة خانيونس، فيما استشهد الشاب عماد أو درابي شرق بلدة جباليا.وقال الطبيب أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة، إن أكثر من 650 إصابة بالرصاص الحي والاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وقعت في صفوف المتظاهرين، منها عدد من الإصابات الخطيرة بقمع قوات الاحتلال لـ «مليونية القدس».وتمكن عدد من الشبان عند أكثر من منطقة حدودية جنوب ووسط وشمال غزة، من الوصول إلى منطقة السباج الفاصل رغم نيران القناصة الإسرائيلية، وقطعوا أجزاء من ذلك السياج، خاصة وأن المئات من المشاركين أدوا صلاة الجمعة في العراء، في مناطق «مخيمات العودة».وأشعل الشبان النار في إطارات السيارات البالية، ضمن خططهم الخاصة بحجب الرؤية أمام جنود القناصة الإسرائيلية، فيما نجح آخرون في إسقاط طائرة مسيرة صغيرة كانت تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين شرق مدينة غزة.واستهدفت قوات الاحتلال كعادة أيام الجمع الماضية، الطواقم الطبية والصحافية، حيث استهدفت طاقم فضائية «فلسطين اليوم» بقنابل الغاز شرق جباليا، فيما أصيب الصحافي محمد البابا، مصور وكالة الصحافة الفرنسية بطلق ناري في القدم.وقال، الناطق باسم وزارة الصحة، إن الاحتلال استهدف سيارات الإسعاف بقنابل الغاز المباشرة شرق خان يونس، ما أدى إلى تهشم زجاج إحدى السيارات.وبدأت فعاليات يوم أمس بعد أداء صلاة الظهر مباشرة، رغم ارتفاع درجات الحرارة في شهر رمضان، وأثبتت الفعالية على استمرار نهج «المقاومة الشعبية»، في إطار المشاركات في فعاليات «مسيرات العودة» التي انطلقت منذ يوم 30 مارس/ آذار الماضي، في رسالة تحد جديدة لإسرائيل.وتقيم اللجنة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، خمسة مخيمات على حدود غزة الشرقية، اثنان منها على الحدود الشرقية لمدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع، وواحد على الحدود الشرقية لمخيم البريج ووسط، وآخر على حدود مدينة غزة والخامس على الحدود الشرقية لبلدة جباليا شمال القطاع، ولم تنقطع الفعاليات الشعبية في هذه المخيمات منذ انطلاقها.وفي السياق أطلق شبان فلسطينيون ردا على القوة المفرطة التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عشرات «الطائرات الورقية الحارقة»، و»البالونات الحارقة»، على المناطق الإسرائيلية القريبة من حدود قطاع غزة، ما أدى إلى إشعال النيران في مناطق الأحراش والحقول الزراعية، رغم الاستعدادات الإسرائيلية الكبيرة لمواجهة الحرائق، ونشر الكثير من طائرات الإطفاء وفرق الإنقاذ على طول حدود غزة. وأسفرت العملية عن إصابة جندي إسرائيلي بصورة طفيفة، من جراء استنشاقه الدخان في حريق شب بالقرب من معبر كريم أبو سالم، جنوب القطاع بفعل طائرة حارقة.واستبق جيش الاحتلال انطلاق فعالية «مليونية القدس»، فهاجم بالطائرات المسيرة «مخيم العودة» الواقع إلى الشرق من مدينة رفح، من خلال إلقاء كتل نارية على الخيام وإطارات السيارات التي كان النشطاء يتحضرون لإشعالها وقت الظهيرة، ما أدى إلى حرق جزء من ذلك المخيم، وقال شهود عيان من المنطقة، إن فرق الدفاع المدني وصلت للمكان وعملت على إخماد الحريق الذي شب في المكان.وأكدت الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، أن اقدام الاحتلال على حرق بعض الخيام وإطارات السيارات التي تستخدم في الاحتجاج «دليل على تخبطه وخوفه من الجماهير الفلسطينية المنتفضة التي ستخرج اليوم في مليونيه القدس».ودفع جيش الاحتلال بالمزيد من قواته صباح أمس على حدود غزة، شملت فرقا من القناصة والوحدات الخاصة، ضمن الخطة التي وضعت سابقا لمواجهة المتظاهرين المشاركين في «مليونية القدس». وذكرت تقارير صحافية أن عملية نشر جنود القناصة بدأت منذ ساعات الليل، إضافة إلى كتائب القوات البرية من الألوية «401» و»غولاني».كما شملت الاستعدادات نشر قوات الاحتلال في وقت سابق في منطقة الجنوب القريبة من حدود غزة، بطاريات «القبة الحديدية»، المضادة لصواريخ المقاومة، وذلك لمواجهة إمكانية صواريخ أو قذائف هاون.وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي «حالة التأهب القصوى»، صباح يوم أمس، لمواجهة المليونية، والأعداد الكبيرة من المتظاهرين التي نزلت للحدود، ومن أجل إخافة المتظاهرين ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية، منشورات في كافة أنحاء المناطق الحدودية في قطاع غزة، حذرت فيها من الاقتراب من السياج الحدودي، أو المس به، أو محاولة تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.وكتب جيش الاحتلال في تلك المنشورات مهددا سكان غزة «لا للاشتراك في المظاهرات»، وأنذر كل من يقترب من الحدود بتعريض نفسه للخطر.في المقابل ومن باب التحشيد، دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار كافة جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة الواسعة في «مليونية القدس»، والانتفاض في وجه الاحتلال الإسرائيلي. وتقرر إطلاق اسم «مليونية القدس» على هذه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، لتزامنها مع «يوم القدس العالمي»، التي تأتي أيضا مع ذكرى احتلال الجيش الإسرائيلي لمدينة القدس بشكل كامل عقب «نكسة» حزيران/ يونيو عام 1967.وفي ختام فعالية الأمس، دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار اعتبار يوم الجمعة المقبل، الذي يصادف أول أيام عيد الفطر، يوما للتراحم والمواساة وزيارة بيوت الشهداء والجرحى، مع إقامة صلاة العيد في مخيمات العودة الخمسة شرق قطاع غزة.وقالت الهيئة في مؤتمر صحافي شرق مدينة غزة «إن مسيرات العودة للجمعة الـ11 تسجل مزيدا من الإنجازات رغم أنف العدو الإسرائيلي». وشددت على استمرار الفعاليات السلمية، ورفض مخططات «تصفية القضية الفلسطينية»، داعية إلى أن تشمل تلك الفعاليات مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين والداخل المحتل.وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد قال إن مسيرة العودة وكسر الحصار «أحدثت نقلات نوعية على طريق إدارة الصراع مع العدو وعلى طريق التحرير والعودة»، ودعا إلى المحافظة على طول النفس في مواصلة النضال والمقاومة الشعبية.يشار إلى أن الجامعة العربية قالت قبل انطلاق فعاليات الأمس، إن نيكولاي ميلادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، استعرض خلال لقائه بالأمين العام أحمد أبو الغيط، التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية، خاصة ما يجري في غزة. وأشار بيان صادر عن الجامعة، إلى ان ميلادينوف قال إن التطورات في غزة «أوجدت مناخاً سلبياً لا يخدم على الإطلاق هدف إحياء التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين"!!
4شهداء وأكثر من 650 جريحا في «مليونية القدس»!!
09.06.2018