أحدث الأخبار
الخميس 25 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 47293
نحاتة الرمل الأولى في فلسطين لا تستخدم غير رمل وعود رفيع لتجسد الأفكار والمشاعر !!
10.02.2019

كتبت حنان مطير..كانت الشابة رانا الرملاوي (23 عاما) شغوفة بالألعاب الطينية فتشكل منها أشكالا جميلة، حتى كبرت وكبر معها الشغف لتشكيل أشياء أكثر ضخامة، فانطلقت في ساحات الطبيعة تبحث عن طريقة لتوظيف طاقتها الإبداعية الكامنة.فكرَتْ في مادة الصلصال فكانت مكلفة، وفكرَتْ في الجبس لكنه يحتاج لقوة ووقت وجهد كبير، فوجدت نفسها تقرفص على الرمال وتعبث به فترسم خطوطا ونحتيات عشوائية.تقول لـ”القدس العربي”: “تشكل معي حينها تمثال رملي كامل، أدهش أهلي وخاصة أمي، وباتوا يشجعونني على الاستمرار، ومن هنا انطلقت في النحت على الرمل رغم أنني لم أتلق أي تعليم له علاقة بالفن”.وتضيف: “لم أتعلم النحت من أي جهة تعليمية، فكان الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة للنحت بالإحساس فقط”.في البداية كانت التماثيل التي تشكلها شكلية لا تظهر بها أي تفاصيل، وفيما بعد أضافت الحركات إليها، ثم اتجهت لنحت الأفكار والمشاعر.وتروي: “أصيب أخي في ساقِه برصاص صهيوني متفجر حتى كادت تبتَر لولا كرامة من الله، وذلك خلال مشاركاته في مسيرات العودة الكبرى، فانطلقت أبوح بمشاعري بنحت تمثال لأخي على الرمل وكان حينها يحتضن طفلته”.وتتابع: “وفي تمثال آخر شكلت رجلا مشلولا وهو يحتضن طفلة، إنها أنا وهو والدي الذي تمنيت أن أحضنه كثيرا، لكن ظرفه الصحي لا يسمح”.هذان التمثلان وفق الرملاوي، من أكثر الأشكال التي تأثرت مشاعرها بنحتِها على الرمل، وكانا من أوائل المنحوتات الرملية التي عبرت فيها عن مشاعرها العميقة قبل أن تنطلق لتجسيد الحياة الفلسطينية وما تعانيه فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد الكثير من القضايا المجتمعية أيضا.تعلق: “أحرص أن يكون في كل منحوتة من منحوتاتي الرملية رسالة، فبالنحت أستطيع محاربة الوجود الصهيوني، وما يقوم به من جرائم بشعة في حق الشعب الفلسطيني”.ومن بين تلك اللوحات تمثال للمرأة الفلسطينية التي جلست على الأرض ومن حولها تماثيل لعشرات الأطفال، في رسالة مفادها أن فلسطين ولادة للمجاهدين المدافعين عن حقهم.الرملاوي الفنانة بالرسم بالقلم منذ طفولتها تجسد أيضا الحقيقة على أرض الواقع بأبسط الإمكانيات، فهي لا تستخدم غير الرمل الرطب وعود خشبي لتخرج بلوحات مميزة، في حين أنها تملك حلما كبيرا بحياة كريمة حرة وآمنة تدفعها للنحت على الرمل منذ شروق الشمس وحتى الغروب.وتقول: “لا أمل من الاستمرار في تشكيل الرمل يوما بأكمله وساعات متواصلة، تتخللها بعض الدقائق من الراحة، إنها المتعة التي لا تفارقني رغم الجهد الكبير المبذول والآلام الشديدة التي أشعر بها في الظهر والصدر والساقين نتيجة الانحناء لمدة طويلة”.فالرمل هو الصديق العزيز لنحاتة الرمل الأولى في فلسطين، إنه المكان الأعظم والأقرب لتجسيد مشاعرها وأحاسيسها وأفكارها، لكنها تتمنى وجود حاضنة لموهبتها وتدريبا وتطويرا احترافيا، كما وتطمح للسفر خارج غزة والمشاركة مع الفنانين العالميين والاستفادة من خبراتهم.!!

1