أحدث الأخبار
الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 47280
طوباس: الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يدمِّر‭ ‬أحلام‭ ‬المزراعين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬والعائدين‭ ‬والمقيمين‭ ‬الفلسطينيين !!
27.08.2019

عندما‭ ‬عاد‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الأمريكي‭- ‬الفلسطيني‭ ‬عدنان‭ ‬مجلي‭ ‬إلى‭ ‬بلدته‭ ‬طوباس،‭ ‬شمال‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حقق‭ ‬نجاحا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬يخدم‭ ‬أهل‭ ‬بلدته‭ ‬الزراعية،‭ ‬فأشاروا‭ ‬عليه‭ ‬بحفر‭ ‬بئر‭ ‬ماء‭ ‬لري‭ ‬أراضيهم‭ ‬الواسعة‭ ‬الجافة،‭ ‬وتحويلها‭ ‬من‭ ‬الزراعة‭ ‬البعلية‭ ‬إلى‭ ‬الزراعة‭ ‬المروية‭ ‬الحديثة‭.‬لكن‭ ‬المشروع،‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬حلما‭ ‬لصغار‭ ‬المزارعين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلدة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتربع‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬سهل‭ ‬واسع‭ ‬تصل‭ ‬مساحته‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬الف‭ ‬دونم،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تحول‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬يانعة‭ ‬إلى‭ ‬خراب‭ ‬عندما‭ ‬قامت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬بهدمه‭ ‬وتجريفه‭ ‬بدعوى‭ ‬أنه‭ ‬مقام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬ج‮»‬‭ ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬الإدارة‭ ‬الإسرائيلية‭.‬وقال‭ ‬عدنان‭ ‬مجلي‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬أي‭ ‬تفسير‭ ‬لقيام‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بهدم‭ ‬خزان‭ ‬المياه‭ ‬الذي‭ ‬أقامه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلدة‭ ‬الزراعية‭ ‬سوى‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬هو‭: ‬ضرب‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي،‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬أهالي‭ ‬البلدة‭ ‬عمالا‭ ‬في‭ ‬المستوطنات‭ ‬والبلدات‭ ‬الزراعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المقامة‭ ‬على‭ ‬أراضيهم‭.‬وطوباس‭ ‬هي‭ ‬البلدة‭ ‬الزراعية‭ ‬الأكبر‭ ‬مساحة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬وتصل‭ ‬مساحتها‭ ‬إلى‭ ‬280‭ ‬كيلومترا‭ ‬مربعا‭. ‬وصادرت‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مساحات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬البلدة،‭ ‬وحفرت‭ ‬فيها‭ ‬آبار‭ ‬مياه‭ ‬كبيرة‭ ‬قادت‭ ‬إلى‭ ‬تجفيف‭ ‬الآبار‭ ‬المحلية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬المواطنون،‭ ‬وأقامت‭ ‬عليها‭ ‬مستوطنات‭ ‬زراعية‭ ‬ومعسكرات‭ ‬للجيش‭.‬وقال‭ ‬مجلي‭: ‬‮«‬المشروع‭ ‬الزراعي‭ ‬مقام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أ‭ ‬وفي‭ ‬المنطقة‭ ‬ب،‭ ‬وخزان‭ ‬المياه‭ ‬الذي‭ ‬أقمناه‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬المتنقل،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬نقله‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬لكن‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬لم‭ ‬تمهلنا،‭ ‬وقامت‭ ‬بهدمه‭ ‬وإزالته‭ ‬عن‭ ‬الوجود‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نعيد‭ ‬استخدامه‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭.‬وبدأ‭ ‬مجلي‭ ‬إقامة‭ ‬مشروعه‭ ‬الزراعي‭ ‬في‭ ‬طوباس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وقام‭ ‬بحفر‭ ‬بئر‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬شبه‭ ‬الجافة،‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬473‭ ‬مترا،‭ ‬ما‭ ‬ضاعف‭ ‬تكلفة‭ ‬المشروع،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حفر‭ ‬وأنابيب‭ ‬نقل،‭ ‬اضافة‭ ‬إلى‭ ‬تكلفة‭ ‬استخراج‭ ‬وضخ‭ ‬المياه‭.‬وفي‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬أخذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البلدة‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬الزراعة‭ ‬البعلية‭ ‬إلى‭ ‬الزراعة‭ ‬المروية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وأخذ‭ ‬آخرون‭ ‬يعدون‭ ‬أرضهم‭ ‬لعمل‭ ‬الشيء‭ ‬ذاته‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنقض‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬وتقوم‭ ‬بهدمه‭ ‬وهدم‭ ‬آمالهم‭ ‬معه‭.‬وقال‭ ‬المحامي‭ ‬زياد‭ ‬النجار،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬فلسطينيي‭ ‬الداخل،‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬تمثيل‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬إن‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬كانت‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬لهدم‭ ‬خزان‭ ‬المياه‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬في‭ ‬البداية‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬المشروع‭ ‬مقام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أثرية،‭ ‬وعندما‭ ‬اقترحنا‭ ‬تغيير‭ ‬موقع‭ ‬الخزان‭ ‬قالوا‭ ‬إنه‭ ‬مقام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬ج‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬قاموا‭ ‬بإزالته‭ ‬بدون‭ ‬إعطائنا‭ ‬أي‭ ‬مهلة‭ ‬كافية‭ ‬لنقله‮»‬‭.‬‭ ‬ويرى‭ ‬مجلي‭ ‬في‭ ‬هدم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬دليلا‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬عصب‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ودفع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬للهجرة،‭ ‬أو‭ ‬الإبقاء‭ ‬عليهم‭ ‬عمالا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الأسود‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬عملية‭ ‬الهدم‭ ‬تبدد‭ ‬أوهام‭ ‬البعض‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬السلام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬مشروع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭. ‬وأضاف‭ ‬مجلي،‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وسجل‭ ‬مشروعه‭ ‬في‭ ‬القنصيلة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬بصفته‭ ‬مواطنا‭ ‬أمريكيا‭: ‬‮«‬ترامب‭ ‬وفريقه،‭ ‬ومعهم‭ ‬نتنياهو‭ ‬يروجون‭ ‬لأوهام‭ ‬صفقة‭ ‬القرن‭ ‬والسلام‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬هم‭ ‬يخدعون‭ ‬العرب،‭ ‬فالاحتلال‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أمام‭ ‬نظر‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬تصفق‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬عمليه‭ ‬هدم‭ ‬وكل‭ ‬عملية‭ ‬تدمير‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬لمنشآتنا‭ ‬وبيوتنا‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أدنى‭ ‬نية‭ ‬لدى‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للسماح‭ ‬لنا‭ ‬ببناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬فلسطيني‭ ‬لما‭ ‬قامت‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بهدم‭ ‬بيوت‭ ‬المزارعين‭ ‬ومزراعهم‭ ‬ومدارس‭ ‬أطفالهم‭ ‬في‭ ‬الأغوار،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬يريدون‭ ‬تخليد‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتهجير‭ ‬الفلسطينين‭ ‬وبناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬في‭ ‬أرضهم،‭ ‬وإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬السلام‭ ‬الوهمي‮»‬‭.‬ويتعرض‭ ‬المزارعون‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬طوباس‭ ‬إلى‭ ‬ملاحقات‭ ‬دائمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬المساحات‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬المحافظة‭ ‬للتدريبات‭ ‬العسكرية‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬قيام‭ ‬الدبابات‭ ‬بتخريب‭ ‬الأراضي‭ ‬المزروعة‭ ‬أثناء‭ ‬فترات‭ ‬التدريب،‭ ‬أو‭ ‬تعرض‭ ‬المزروعات‭ ‬للاحتراق‭ ‬جراء‭ ‬سقوط‭ ‬القذائف‭ ‬عليها‭.‬وتجري‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬عمليات‭ ‬هدم‭ ‬منظمة‭ ‬للخيام‭ ‬وبيوت‭ ‬الصفيح‭ ‬التي‭ ‬يقيمها‭ ‬مربو‭ ‬المواشي‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭.‬وقال‭ ‬مسؤول‭ ‬ملف‭ ‬الاستيطان‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬طوباس‭ ‬معتز‭ ‬بشارات‭ ‬إن‭ ‬هدم‭ ‬خزان‭ ‬المياة‭ ‬في‭ ‬البلدة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحملة‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬مزارعي‭ ‬المحافظة‭ ‬لدفعهم‭ ‬لهجرة‭ ‬أراضيهم‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬تقوم‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بملاحقة‭ ‬منظمة‭ ‬للمزراعين‭ ‬عبر‭ ‬هدم‭ ‬البيوت‭ ‬والدفيئات‭ ‬الزراعية‭ ‬وتخريب‭ ‬مصادر‭ ‬المياه‭ ‬بهدف‭ ‬دفعهم‭ ‬لهجرة‭ ‬أرضهم‭ ‬وتحويلها‭ ‬للمستوطنين‭ ‬ومعكسرات‭ ‬الجيش‮»!!

1