أحدث الأخبار
الاثنين 15 كانون أول/ديسمبر 2025
1 2 3 4 5 68400
يافا تحتجّ على الاعتداء العنصريّ بحق عائلة عربية: إضراب شامل الإثنين..اعتقالات بعد مظاهرة السبت!!
15.12.2025

شنّت الشرطة الإسرائيلية، مساء الأحد، حملة اعتقالات شملت اعتقال 14 شخصا من أهالي مدينة يافا، وذلك عقب يوم واحد من اعتداء عنصريّ نفّذه مستوطنون واستهدف عربا، وهم امرأة حامل وحماتها وطفليها، هُوجموا أثناء تواجدهم داخل مركبة في المدينة، فيما تظاهر أهالي المدينة في وقفة ومسيرة احتجاجيتين، مُطالبين بتوفير الأمن والأمان بعد الاعتداء. كما أُعلن الإضراب العامّ والشامل في المدينة، الإثنين، كخطوة احتجاجية.وشارك الأهالي المدينة في الوقفة الاحتجاجية التي نُظِّمت في ساحة "الحاج كحيل"، وذلك للمطالبة بتوفير الأمان للأهالي.وتأتي هذه الوقفة ضمن سلسلة من الاحتجاجات التي ينظّمها أهالي يافا، رفضًا للاعتداءات المتكرّرة من قِبل المستوطنين على المواطنين العرب، فيما ستُنظَّم يوم الجمعة المقبل، مظاهرة احتجاجية في المدينة، رفضًا لاعتداءات، واحتجاجا على عدم كبحها.وبعد ذلك، سار الأهالي بمسيرة احتجاجية شارك فيها المئات، حتّى وصلوا إلى مقرّ "الرابطة" في المدينة، حيث اجتمعوا هناك، فيما أُلقيت بعض الكلمات التي سلّطت الضوء على الاعتداء، وخطورته.وعقد اجتماع في مقرّ الرابطة بعد انتهاء المسيرة الاحتجاجية، فيما طالب الأهالي بفرض العقوبات على المستوطنين المعتدين؛ كما تحدّث خلال الاجتماع عدد من الشخصيات القيادية في مدينة يافا.في أعقاب الوقفة الاحتجاجية التي نظمت مساء السبت في مدينة يافا، تواصل السلطات احتجاز 14 معتقلا، من بينهم شخصيات دينية وقيادية وناشطون شبان من أبناء المدينة.ويضم المعتقلون أعضاء في الهيئة الإسلامية المنتخبة (الدورة 17)، وأئمة مساجد، ورئيس لجنة الصيادين، إلى جانب نشطاء اجتماعيين.ومن بين المعتقلين كل من: الشيخ عصام سطل نائب رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة، والشيخ محمد محاميد عضو الهيئة وإمام مسجد النزهة، والأستاذ مجد راس، وعلي غرباوي، وعطية غرباوي، ومحمد صافي، وأحمد حاج، وعبد الله مشهراوي، والشيخ أيبك سطل عضو الهيئة الإسلامية المنتخبة، وعلي أبو غانم، والمحامي عبد الفتاح زبدة المتحدث الرسمي باسم الهيئة الإسلامية المنتخبة، ومحمد غوطي، وإبراهيم سوري رئيس لجنة الصيادين، إضافة إلى الشيخ محمد عايش إمام مسجد البحر.!!وقال رئيس الهيئة الإسلامية في يافا، عبد القادر أبو شحادة، إن "ما حصل مع حنان خيمل لن يتوقف عندها، إنما سيستمرّ من قِبل هؤلاء المتطرّفين الذين يروننا لسنا بشرا".وذكر أن "ما تعرّضت له حنان صعب، ويوضح عقلية هؤلاء المتطرفين، ويجب علينا في ظلّ هذا التطرّف، أن نكون يد واحدة، وهذا ما نراه في يافا اليوم".وأضاف أن "ما يحصل في يافا، بدأ قبل 20 عامًا، عندما بدأت ’النواة التوراتية’ تدخل إلى المدينة، وهذه الجماعات هي خطر على الجميع، وترى بالجميع أعداء، وغير بشر".وأشار أبو شحادة إلى الإضراب الذين ستشهده المدينة، الإثنين، وقال إن "المطلوب من الجميع غدًا، وقف كل الأعمال، والإضراب، وعدم إرسال الطلاب إلى مدارسهم، لأن ما يحصل في يافا خطر يتهدَّد الجميع، لذلك علينا أن نكون مُوحَّدين في ظلّ ما يحصل".
اعتداء قرب "أكثر مكان آمن"
وقالت المتظاهرة صبحيّة أبو شحادة، وهي شقيقة ضحيّة الاعتداء، حنان خيمل من مدينة يافا في حديث لـ"عرب 48": "نقف هنا لنطالب بحقّ حنان التي اعتُدي عليها في أكثر مكان آمن، وهو حارتها، وقرب ساحة منزلها، واحتجاجنا يأتي بعد الاعتداء من 3 مستوطنين عليها، وهم حتى اللحظة طلقاء من دون عقاب، ونقف هنا للمطالبة باعتقال هؤلاء المعتدين".وأضافت أن "وقع الصدمة من هؤلاء المتطرّفين لا يزال يسيطر على أطفال حنان، إذ إن الاعتداء عليهم صعب، ولذلك نحن نتظاهر من أجل المطالبة بفرض العقوبات على هؤلاء المتطرفين".من جانبها، قالت المتظاهرة إلهام سكسك من مدينة يافا لـ"عرب 48": "نتظاهر من أجل إلقاء القبض على هؤلاء المتطرفين الذين اعتدوا على سيدة وأطفالها وهي حامل، ونطالب بفرض العقوبات عليهم، وليس اعتقال من يطالب بفرض العقوبات على المعتدين، كما فعلت الشرطة".وأشارت إلى اعتداءات أعضاء "النواة التوراتية" في يافا، وقالت إنها "تتطرف في يافا، وتخطّ العبارات المعادية للعرب، وقد توجّهنا للشرطة من أجل اعتقالهم (في وقت سابق)، ولكن لا حياة لمن تنادي".
وقالت سُميّة صافي، والدة المعتقل محمد صافي لـ"عرب 48"، إن "قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت منزلنا اليوم (الأحد)، في مدينة يافا، واعتقلت ابني محمد، وذلك لأنه شارك، أمس، في المظاهرة بالقرب من حديقة الغزازوة، والتي طالبت باعتقال المعتدين على العائلة العربية في يافا".وأضافت: "الشرطة اعتقلت ابني الذي كان يعتني بطفله البالغ من العمر شهرا واحدا، بينما كانت والدته في الحانوت تشتري أغراضا، ولم تقبل الشرطة أن تنتظر حتى تأتي والدته، وتركت الطفل لي على الرغم من أنني أعاني من كسور في يدي".
وتابعت صافي: "أريد إطلاق سراح ابني في أقرب وقت ممكن، إذ إننا منذ ساعات الصباح، لا نعرف عنه شيء، ونريد أن يُطلق سراحه فورًا، فهو لم يقم بأيّ عمل مخالف للقانون".وأشارت إلى المستوطنين بالقول: "كانت مجموعة من المستوطنين اليوم، تخطّ العبارات المعادية للعرب في مدينة يافا، وقمنا بالاتصال بالشرطة، ولكنها لم تقم بشيء من أجل إيقافهم، بينما العربي الذي يطالب بفرض القانون يتم سجنه".وشدّدت على أن "الأوضاع باتت صعبة ومخيفة في مدينة يافا في ظل انتشار المستوطنين في المدينة".
صدمة... المتطرّفون خطّطوا لمهاجمة أيّ عائلة عربيّة
هذا، ولا تزال السيدة حنان خيمل تعيش حالة من الصدمة، بعد اعتداء المستوطنين عليها وعلى طفليها ووالدة زوجها، وبخاصّة أن المستوطنين المُعتدين عليها، لا يزالون طُلقاء من دون اعتقال.وخضعت السيّدة حنان لعلاجات في مستشفى "فولسون" في تل أبيب، بعد اعتداء المستوطنين عليها، وهي وطفليها، ووالدة زوجها.وفي حديث لـ"عرب 48" مع السيدة حنان خيمل، قالت إنه "عندما حدث الاعتداء العنصريّ علينا، كنّا في حارة العجمي، وفي المنطقة التي يسكن بها أقاربي وأعمامي، وهي مكتظة بالمنازل".وأضافت: "خلال قيادتي للمركبة وبرفقتي طفلاي ووالدة زوجي، قام 3 مستوطنين بالهجوم علينا، وباشروا بالبصق، وتوجيه الكلمات البذيئة إلينا".وتابعت: "كنت أظنّ أن حارة عائلتي في يافا، المكان الأكثر أمنًا في العالم، ولكن هؤلاء المستوطنين وصلوا إلى حارتنا الضيّقة، وخطّطوا للهجوم على أيّ عائلة عربية في المدينة، وعندما رأوا أننا سيدتين ونرتدي الحجاب، باشروا بالاعتداء، واعتدوا أيضًا على الطفلين اللذين يبلغان من العمر 5 و 7 أعوام".وذكرت السيدة حنان أن "هؤلاء المستوطنين لم يكترثوا لكوني امرأة، ويوجد أطفال معي في السيارة، بل على العكس، هذا ما أرادوه حتى يحققوا مبتغاهم بالاعتداء علينا، وباشروا بالاعتداء، وحتى اللحظة لم أستوعب الذي حصل في هذا الاعتداء الهمجيّ".وقالت: "لم يكتفِ هؤلاء المستوطنين بالاعتداء علينا، بل بعد الاعتداء الجسدي، قاموا بإحضار غاز مسيل للدموع، وقاموا بإلقائه علينا، ونحن داخل السيارة، وبعد تلك اللحظة شعرت أن كل شيء قد انتهى".أما في ما يتعلّق بتعامل الشرطة، ذكرت خيمل: "اتصل الأهالي بالشرطة، وعندما قامت الشرطة بالرد، كان أول سؤال من قِبلها: ’من الذي المُعتدى عليه، هل يهودي أم عربي؟’،وردّها بهذه الطريقة دليل على عنصريّتها، ودليل على عدم اعتقال أي أحد من الضالعين حتى اللحظة، وأنا لن اتنازل عن حقّي حتى يتم الزجّ بهؤلاء في السجن، لأن اعتداءاتهم لن تتوقف علينا".
ومن بين المُعتقلين من أهالي يافا، أعضاء في الهيئة الإسلامية المُنتخبة في المدينة، وقد اعتُقلوا بادّعاء مخالفة النظام، بعد مشاركتهم في مظاهرة رفضًا للاعتداء العنصريّ بحقّ العائلة العربية.وجاء الاعتقال فيما يطالب أهالي المدينة منذ السبت، باعتقال المستوطنين المعتدين على العائلة العربية.ويخضع المعتقلون لتحقيقات من قبل الشرطة الإسرائيلية، بادعاء إخلالهم بالنظام.وبشأن حملة الاعتقالات، قالت الشرطة في بيان، إنها "أوقفت الأحد 14 مشتبهًا بهم، للمشاركة في تظاهرة غير قانونية، أُقيمت مساء السبت في مدينة يافا، وتخلّلتها هتافات تحريضية".وذكرت أن "التوقيفات جاءت في أعقاب الإخلال بالنظام العامّ، والمساس بسلامة الجمهور، وتم توقيف المشتبهين، وإحالتهم للتحقيق في مركز الشرطة في يافا".وتعرّضت عائلة الشاب فادي خيمل من مدينة يافا، أمس السبت، لاعتداء عنصري نفذته مجموعة من المستوطنين في حيّ العجمي، حيث قام المعتدون برشّ أفراد العائلة بالغاز المُدمِع، والاعتداء عليهم بآلات حادة.ووقت الاعتداء العنصريّ، كانت داخل السيارة زوجة فادي خيمل، وهي حامل في شهرها التاسع، برفقة طفليهما البالغين من العمر 5 و7 سنوات، بالإضافة إلى والدته التي تجاوزت الستين من عمرها.ولا يزال بعض أفراد العائلة يتلقون العلاج في المستشفى، ويعاني الطفلان من آلام في جسديهما والعينين من جرّاء الاعتداء.وفي المقابل، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية قريب العائلة، قبل أن تفرج عنه لاحقا، فيما لا يزال المستوطنون المعتدون أحرارا من دون اعتقال، علما بأنّ توثيقا مصوّرا أظهر المعتدين، أثناء فرارهم بعد اعتدائهم على العائلة العربية.وفي أعقاب الاعتداء، عُقد أمس السبت، اجتماع شعبيّ حاشد في يافا، وتلته مظاهرة شارك فيها المئات من الأهالي، وصدر عن الاجتماع قرار بتنظيم وقفة احتجاجية ومسيرة في المدينة، رفضًا لاعتداء المستوطنين على العائلة العربية.وفي وقت سابق، الأحد، قرّرت المحكمة إطلاق سراح نائب رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا، الشيخ عصام سطل، الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية بسبب مشاركته في المظاهرة التي نُظّمت مساء أمس في المدينة، احتجاجًا على الاعتداء العنصريّ.وكانت الشرطة قد نسبت للشيخ سطل شبهة "التحريض على العنف". كما أنها أعلنت عقب قرار الإفراج عنه، نيّتها الاستئناف على قرار المحكمة، في محاولة لإبقائه رهن الاعتقال، ووفق ما أكّد أهال وناشطون أنه إجراء يعكس سياسة تمييز واضحة، ويؤكد على التعامل الانتقائي للشرطة مع الاحتجاجات العربية في يافا، في ظلّ تصاعد لانتهاكات بحقّ الأهالي.!!
*المصدر : عرب48