أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
13582 3583 3584 3585 3586 3587 35887240
الحاج الثمانيني نصار: تشريد ونكبة .. هُدم منزله مرتين وقدم شهيدين ولا يزال يأمل بالعودة!!
17.05.2020

يراود الحاج الثمانيني منسى نصار الحلم، ومفتاح بيت تحت وسادته، على أمل العودة الى قريته بيت دراس.يقول نصار لـ "ے" كان عمري حين النكبة عشر سنوات، أنا أعيها جيدا، وشاهدت قتل والدي بعيني من قبل العصابات الصهيونية قبل يوم واحد من النكبة، وهو يدافع عن القرية مع مجموعة من الرجال، وأضاف "ضربوا القرية بالقنابل والقذائف ما أجبر من بقي حيا على النجاة من الموت، مشاهد الشهداء والجرحى لا تزال عالقة في ذاكرتي".وتابع نصار البالغ من العمر 85 عاما "هجرونا بقوة السلاح والارهاب، وسرت مع إخوتي الأطفال ووالدتي في طرق وعرة لا نعرفها، وبين الأشواك والأشجار، كنا خائفين والرصاص يطاردنا، بل تمنينا الموت من شدة الرعب، كانت أياما سوداء".وقال لمراسل "ے" "قضينا أياما وليالي نهيم على وجوهنا، نبحث عن ملجأ آمن، وعن كسرة طعام، لا نعرف بدقة وجهتنا، لكننا بقينا نسير وبأقصى سرعة"، وأضاف "وفي أحد الأيام وقعنا في كمين نصبته إحدى العصابات الصهيونية، وبعد أن حاصرونا اختلفوا على تنفيذ عملية قتل الأطفال، ما سمح لنا بالهرب مجددا!!".تمكن الحاج نصار من الوصول الى المجدل (عسقلان)، وقال "قضينا في المجدل ستة أشهر نعيش مع القلق والخوف من مصير مجهول، فالروايات كانت تتوارد الى مسامعنا، حول ما تفعله العصابات الصهيونية بالمدنيين من مجازر وقتل، وكنا نتوقع أن نلقى ذات المصير في أية لحظة".وحادث أخرى في المجدل، غيرت مسار حياته، ويبدو أنها لا تغادر ذاكرة نصار، قائلا: "في أحد الايام سقطت قذيفة مدفعية على بعد أمتار قليلة مني، أصبت بالرعب ونجوت من الموت وهربت الى أمي التي قررت لاحقا الهجرة صوب غزة".وحتى في غزة، لاحق جيش الاحتلال الحاج نصار بعد احتلالها عام 1967، وهدم منزله مرتين، فيما ارتقى اثنين من أبنائه شهداء، عماد استشهد برصاص جيش الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة 1991، أما أكرم، فتم اغتياله في عملية اسرائيلية بالصواريخ عام 2004.يحاول الحاج نصار إخفاء عبرات ذرفتها عيونه ويستدرك بالقول "هذه دموع الشوق، نحن لا نيأس، أتذكر تفاصيل حارات، وبيوت بيت دراس كما أراك امامي، ومعي كواشين الأرض ومفتاح الدار وسأورثها لأبنائي وأحفادي وهم بالعشرات"، ويضيف "كل يوم بعد صلاة الفجر أتفقد المفتاح وأوراق الملكية وأحكي معهم، لازم ييجي يوم نعود للبلاد".ورغم كل سنوات المعاناة والتشرد، لا يزال الحاج نصار يعيش على الأمل، يقول "نحن لا يمكن لنا أن نعيش بلا أمل، والفلسطينيون منتصرون لا محالة، وسنعود اليوم أو غدا، إما نحن، أو أبناؤنا، أو أحفادنا، لقد علمناهم معنى الوطن والأرض والمقدسات، كما علمناهم دروس اللغة والحساب في المدارس".وختم حديثه بالقول "هل تعلم لو انهم خيّروني بقصر في أجمل مكان في العالم وملايين الدولارات، بدلا عن دارنا وبيت الطينة في بيت دراس، فوالله لن أقبل، الأرض كالعرض لا يفرط بها، واحنا راجعين يعني راجعين!!