أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
"برافر الجديد": مخططات تهجير النّقب تبتلع 400 ألف دونم!!!
بقلم : رأفت أبو عايش ... 24.10.2019

كشفت سلطة "توطين البدو" الأسابيع الماضية عن مخطط الـ"كرفانات"، الأول من نوعه، والّذي يقضي بتهجير قرابة 36 ألف عربيٍّ من قراهم التاريخية، مقسّمةً ضمن ثلاثة مخططات، تقضي الأولى بتهجير حيّز 6 قرى ثابتة، هي مخطّط شرقيّ النّقب، اللقية، كسيفة، حورة، تل السبع، شقيب السلام، وعرعرة النقب، فيما يضمّ المخطّط الثّاني المجلسين الإقليميّين واحة الصحراء والقيصوم، تحت ما يسمى بمخطط "أبو بسمة"، يضاف إلى هذين المخططين مخطط ثالث هو مخطط حي "بير الحمام".
يهدف مخطط "الكرفانات" لخلق مخيّمات لجوء وأحياء فقر لعرب النقب، وإلغاء دعاوى الملكيّة العربيّة في المحاكم الإسرائيلية، وتهجير العرب، وتظهر خطورة مخطط "الكرافانات - مخيمات اللاجئين لعرب النقب"، في إجابته على سؤال البديل لديهم، وفي تأثيره بعيد المدى على القضية، ولكن عند ربط المخطّط ببقية المخطّطات الّتي وضعت لسلب أراضي عرب النقب اليوم، تظهر أبعاده الأكثر كارثية على النقب منذ مخطط "برافر" الّذي سقط عام 2013 .
وعند حصر مخطّطات سلب الأراضي الموضوعة من قبل سلطة "توطين البدو" ووزارة الزراعة الإسرائيلية و"دائرة أراضي إسرائيل"، تظهر 7 مخططات حكومية كبيرة مقابلة لمخطط "الكرفانات - مخيمات اللاجئين لعرب النقب"، تهدف في محصّلتها إلى مصادرة أكثر من 400 ألف دونم من الأرض العربية، بالإضافة إلى مخطّطات أخرى أصغر حجمًا، تهدف لخلق خريطة جديدة للحضور العربي في النقب وتركيز العرب على أقل مساحة .
مخطّطات التّهجير
أوّلًا، مخطط شارع 6، أو مخطط استكمال شارع "عابر إسرائيل": والذي يهدد نحو خمسة آلاف شخص يعيشون في 9 قرى عربيّة في النّقب، وهي كلّ من المساعدية، القرين، خربة الوطن، بير الحمام، خشم زنة، الصواوين، الشهبي، وادي النعم ووادي المشاش، الهدف المعلن للمخطط يصادر 12 ألفا و466 دونم أرض، ولكن عند الخوض في المستقبل المخطط على المدد البعيد، فإنّ المخطط يصادر نحو 33 ألف دونم؛
ثانيًا، مخطط منطقة الصناعات العسكرية الكيماوية "رمات بيكع": يهدّد المخطط بتهجير نحو خمسة آلاف فرد يعيشون في كلّ من القرى أبو قرينات-أم متنان، وادي المشاش، وادي النعم، صواوين، وأبو تلول، وهو يهدّد نحو 730 مبنى قائمًا في قرية أبو قرينات-أم متنان، ونحو 248 مبنى في قرية وادي المشاش، و125 مبنى في قرية وادي النعم، و55 مبنى في قرية صواوين و28 مبنى في بلدة أبو تلول، بالإضافة إلى التّهديد الصّحّي والبيئي، عدا عن فرض تحديدات على البناء العربي في القرى وعلى المباني غير المخطط هدمها من خلال إقامة "رمات بيكع "، حيث يصادر المخطط نحو 114 ألفا و394 دونم أرض؛
ثالثًا، مخطّط "الخط الكهربائي- الضغط العالي": يهدّد بتهجير نحو 15 ألف مواطن عربيّ يعيشون في كل من قرى السرة، وادي النعم، ووادي المشاش، إذ يهدّد المخطّط في مرحلته الأولى بمصادرة نحو 50 ألف دونم أرض؛
رابعًا، مخطط مناجم الفوسفات "برير وزوهير": يهدّد المخطط بتهجير قرابة 11 ألف مواطن عربي، يعيشون في كلذ من القرى: الفرعة، الزعرورة، غزة وقطامات، بالإضافة إلى التّسبّب بالتلوّث، وتهديد حياة العرب في حيز وقرابة منطقة منجم الفوسفات، ويهدّد المخطط الحالي للمنجم بمصادرة 26 ألفا و354 دونم أرض؛
خامسًا، مخطّط منطقة التدريبات العسكريّة: يهدّد المخطّط بتهجير نحو ثلاثة آلاف مواطن عربي من قرية البقيعة والتّجمّعات السكنيّة المجاورة لها، ويهدف المخطط لمصادرة نحو 60 ألف دونم أرض؛
سادسًا، مخطط سكة القطار "عراد": يهدّد المخطّط بالتأثير على حياة 50 ألف عربيّ بعدّة طرق، منها حصار البلدات المخططة، كسيفة وعرعرة النقب، ومنعها من توسيع الخارطة الهيكلية مستقبلًا، كما يهدّد مئات المباني القائمة على مسار سكة الحديد، ومصادرة أراضي شاسعة من العرب، كذلك يغلق المخطط نحو 16 مدخلًا غير معبّدٍ إلى القرى مسلوبة الاعتراف، الفرعة، والزعرورة، وغزة، والمزرعة، وقطامات والبحيرة، كما يحاصر الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدارس قرية الفرعة، ويصادر المخطط حوالي 4 آلاف و700 دونم أرض؛
سابعًا، مخطط سكة قطار "ديمونة -يروحام": يتراوح تهديد المخطط بين الحصار والهدم لعشرات المباني في قرية رخمة في المرحلة الأولى والتهجير الكامل لجميع سكان القرية، وهم أكثر من ألف و400 مواطن عربي، والهدم الكامل للقرية بالمحصلة بعد بناء السكة، ويصادر المخطط 3 آلاف و600 دونم أرض.
عدا عن هذه المخططات، تضاف عدّة مخططات صغيرة تشكّل جميعها الصّورة الكلّيّة لشكل النقب القادم حسب رؤية ما تسمّى بسلطة "توطين البدو"، وهي مخطّطات تهدد بتهجير 500 عربيًا من قريتهم لتوسعة مدينة ديمونة اليهودية، ومخطّطات تهجير المئات من قرى، الباط الغربي، البقيعة ووادي سيالة، والّتي دخلت حيّز التنفيذ، ومخطط إزالة مقبرة خشم زنة، وآخرها مخطط قرية شباب نجوم الصحراء على أرض خربة زبالة المهجرة والمصادق على بنائها على 60 دونمًا.
"برافر الجديد" دخل حيز التنفيذ بلا قوننة
أشعلت محاولة تحويل مخطط برافر الاقتلاعي إلى قانون في الكنيست الإسرائيلي، غضب الشارع العربي في الداخل الفلسطيني، وتم تجميد المخطط في أعقاب المظاهرات الشعبية التي خرجت في جميع المناطق مطالبة بإلغاء المخطط الذي هدد بمصادرة من 600 حتى 800 ألف دونم.
وفي حساب بسيط وتدقيق المعطيات الرسمية، يظهر أن مخططات التهجير الحالية التي دخل بعضها حيز التنفيذ، ويكمل صورتها النهائية مخطط "الكرافانات - مخيمات اللاجئين لعرب النقب"، تهدد نحو 402 ألف دونم سوف تصادر في المرحلة القادمة من عرب النقب، وسوف يتم تهجير أهلها للسكن في "مخيمات لاجئين".
وعن استمرار مخططات التهجير في النقب قال الباحث في الجغرافيا السياسية ومركز مكتب مركز "عدالة" الحقوقي في النقب، مروان أبو فريح، في حديث لـ"عرب 48": "تماشيًا مع توصيات قديمة لطاقم „برافر“ وسياسة السلطات الإسرائيلية تجاه المواطنين البدو في النقب، تسعى السلطات من خلال هذه المخططات إلى تسوية ملكية البدو على أراضيهم بالقوة، دون طرح أي حلول سكنية دائمة، وإنما الاكتفاء بحلول مؤقتة في صيغة حل أحادي الجانب، وسيناريو ترانسفيري اقتلاعي".
وأوضح أنه "بعد دراسة شاملة لهذه المخططات على أرض الواقع، واضح كعين الشمس أن السلطات تستخدم هذه المخططات كأداة مساعدة لتهجير الأهالي من قراهم وأراضيهم تحت وطأة الضغوط وشتى الأساليب التي تستخدمها، مثل اقتحامات القرى وإلصاق أوامر الهدم بشكل شبه يومي، إلى جانب التحقيقات في وحدة „يوأب“ والمساس بالحقوق الأساسية الضرورية للحياة الكريمة".
وأضاف "كما قال لي شيخ تسعيني شارف المئة، يقطن في عمق الصحراء، في تجمع سكاني يواجه خطر التهجير القسري الوشيك، في إحدى الجولات الميدانية التي قمت بها مؤخرا: „إحنا البدو بنريد الحرية“ (...) والحرية هنا، هي الاعتراف بجهاز الملكية البدوي التقليدي، والتوصل إلى حل شامل يرتكز على احترام حقوق الإنسان للسكان البدو والاعتراف بجميع القرى „غير المعترف بها“".

** المصدر : عرب48
1