أحدث الأخبار
الخميس 18 نيسان/أبريل 2024
مصر : جمهورية نظام الاعدام والخوف!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 27.05.2015

لم يعد الامر خفي على احد لان الحاصل في العالم العربي بشكل عام وفي مصر بشكل خاص واضح المعالم والاسباب الى حد اصبح فيه القتل والاعدام روتين يومي يمارس في العالم العربي من المحيط الى الخليج ومن العراق ومرورا بسوريا وحتى اليمن وليبيا ومصر الدوله العربيه الاكبر السائره في اتجاه تأطير دولة الرعب وتدشين جمهورية الخوف والاعدام اللتي هي في واقع الامر عملية تدشين قتل وابادة لكل من يعارض النظام العسكري بقيادة السيسي البعيد كل البعد عن امكانية ان يصبح رئيس جمهورية الشعب والعداله في مصر ما بعد ثوره يناير 25 وهي الثوره اللتي تعرضت الى إختطاف واجهاظ مبرمج عبر اتقلاب عسكري متدرج ومتدحرج وصل قمته عبر الانقلاب على رئيس منتخب وتنصيب المشير السيسي مكانه كرئيس ترأس مصر قسرا وقهرا عبر تزييف ارادة الشعب وقمعه بقوة النار والحديد, والواضح اليوم ان مجزرة رابعه العدويه قد دشنت بداية حقبه مظلمه ودمويه في مصر قد تطول او تقصر بحسب المعطيات على الارض وموا زين القوه بين الشعب والنظام المصري الدكتاتوري المتوفره في بنيته وتركيبته كل المعطيات السياسيه والتاريخيه التي تنطبق على معنى ومفهوم الدكتاتوريه الدمويه!!
..مسلكية النظام المصري الحاكم تشبه الى حد بعيد تسلسل مسلكية الدكتاتور التشيلي بينوشيه الذي قاد الانقلاب الدموي العسكري عام 1973 وقام بقتل الرئيس التشيلي المنتخب سلفادور الليندي الذي اُنتخب ديموقراطيا عام 1970 واللافت للنظر ان نظام السيسي احتجز الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي منذ الانقلاب والان يريد قتله عبر الحكم عليه بالاعدام وحالة التشابه بين السيسي وبينوشيه تتجلى في قتل وإعتقال الاخير عشرات الالاف من التشيليين وهذا الامر جاري الان في مصر بطرق ووسائل اخرى على راسها الاعدامات الجماعيه اللتي يصدرها قضاة السيسي بحق المعارضه والشعب المصري ككل..واضح ان الجنرال السيسي قد انضم الى عضوية نادي الديكتاتوريات الغابره والحاضره كـ سالازار في البرتغال، وفرانكو في إسبانيا، وتشاوشيسكو في رومانيا ناهيك عن ان السيسي خرج من رحم الدكتاتوريه العربيه ؟!!
يخطأ من يظن ان نظام السيسي يعتقل ويعدم اعضاء وقيادات جماعة " الاخوان المسلمون" فقط لان هذا النظام ببساطه يعتقل ويرهب كامل الشعب المصري ويستهدف منظمات المجتمع المدني ويسيطر بالكامل على وسائل الاعلام التي اصبحت مجرد ورشات رخيصه توظف لخدمة الدعايه لنظام السيسي وهو النظام الذي حول مصر الى دوله دكتاتوريه اسوأ عليه مما كانت عليه في عهد حسسني مبارك...على عكس مايروج له الاعلام المصري فان النظام يعتمد على الجيش والشرطه والقضاء والدعم الخليجي في محاولته تثبيت اركان جمهورية القمع والخوف الى حد انه سلط القضاء والاعدام كسيف على رقاب معارضيه والحديث هنا يدور عن محاكمات و اعدامات جماعيه لا تخضع لاي معايير قانونيه وهدفها ردع الاخر وقمع اي حركه معارضه للنظام والحقيقه المره هي ان الربيع المصري تحول الى كابوس مرعب بعد ان قام العسكر باجهاظ الثوره وتدمير مبدا الانتخابات الحره ومن ثم الاستيلاء على السلطه والبطش بالشعب المصري الى حد ان النظام يستعمل الاسلحه الثقيله ضد القرى والمضارب البدويه المصريه في سيناء بحجة محاربة الارهاب ناهيك عن تدمير النظام الاف البيوت في مدينة رفح بحجة اقامة منطقه عازله والمفارقه ان الاحتلال الاسرائيلي طالب منذ سبعينات القرن الماضي بإقامة هذه المنطقه العازله ولم يتمكن من تنفيذ مخططه الى حين جاء نظام السيسي ونفذ هذا المخطط التدميري الذي استهدف مدينة رفح المصريه بهدف عزلها عن رفح الفلسطينيه وكامل قطاع غزه..!!؟
النظام الدكتاتوري في مصر يقوم مع سبق الاصرار بخنق قطاع غزه وتشديد الحصار عليه عبر تدمير الانفاق و الإغلاق الشبه مطلق لمعبر رفح لابل ان هذا النظام يعتبر حركة حماس حركه ارهابيه ومعاديه وعلى هذا الاساس وبشبهة الاتصال بحركة حماس قام بتقديم الرئيس محمد مرسي للمحاكمه وحكم عليه بالاعدام... السيسي يحكم بالاعدام على رئيس مصري مُنتخب ووسائل اعلامه تشوه القضيه الفلسطينيه في محاوله منها لدق سفين بين الشعبَين المصري والفلسطيني الجارين بحكم الجغرافيا والعروبه منذ قرون من الزمن..النظام يؤلب الراي العام المصري على الشعب الفلسطيني بحجة انتساب حركة حماس لحركة الاخوان المسلمون وفي نفس الوقت هو لا يقوم بحصار وافقار الشعب الفلسطيني في قطاع غزه فحسب لابل انه يقوم بإفقار الشعب المصري الفقير اصلا وخاصة ذوو الدخل المحدود الذين يعانون الويلات من ارتفاع وتضخم اسعار المواد التموينيه والاستهلاكيه في عصر البهلوان الكاذب المدعو السيسي الذي عقد قبل مده قمة نصب ونصابين في شرم الشيخ زعم انها جلبت معونات بالمليارات للمصريين الغلابه والمغلوب على امرهم..
..هذه المليارات لم تؤمن غذاء المواطن المصري الذي عليه ان يفرق بين الباميا والكوسه وبين الطماطم والصله والبطاطا عند الذهاب الى السوق...عليه شراء البضاعه الرخيصه وقليلة الجوده ومن ثم يحلم بمليارات عصابة السيسي؟؟...عصابه تافهه تتاجر بالجهل والفقر حتى تحافظ على نظام حكم دكتاتوري فاشل...غياب بوارق الامل في ظل استماتة وسائل اعلام النظام في تسويق انجا زاته الدونكشوتيه؟....السيسي يخاطب طياري شركة مصر للطيران الذين طالبوا بزيادة اجورهم بان "لا يأخذوا فلوس مصر وهي بتموت" بمعنى ان مصر تصارع الموت في ظل حكم هذا الدكتاتور والمطلوب عدم المطالبه باي شئ..كُن مع السيسي دوما ولا تطالبه بحقوقك حتى لوكنت جوعانا وجائعا واذا كان لايوجد هناك غاز للطهي روح حطب حطَّب؟. والمصيبه الكبرى ان كنت نجل او نجلة " عامل نظافه" فلا تحلم ان تصبح قاضيا قي ظل وجود نظام السيسي...يعني يا مصري: مش مهم اذا لم يوفر السيسي مقومات الحياه الاساسيه للشعب..المهم وجود وبقاء السيسي رئيسا وحديثه الدائم و المستديم عن الارهاب والاخوان ...ما يتعلق بخطة بناء مليون وحده سكنيه...ديه عيار ثقيل..انطر يا بعير حتى يأتيك الشعير ؟؟
واضح ان نظام السيسي عازم على تجويف وتزييف ما يسمى بالانتخابات البرلمانيه المصريه القادمه... النظام الانتخابي مُسيَّر وميسر لصالح النظام ويتيح له اكثريه مريحه من الاعضاء في البرلمان بمعنى ان نسبه ال99 بالمئه مضمونه لصالح هذا النظام الدكتاتوري المنبثق من رحم نظام حسني مبارك بمعنى واضح: نظام السيسي يسير في اتجاه واحد دون عوده وهو توطيد دكتاتورية العسكر والرهان على المساعدات الخارجيه لتسيير شؤون وامور هذا النظام الدكتاتوري الذي يوظف ايضا المساعدات العسكريه لصالح دعم نظامه!!
النظام المصري اصبح نظاما محدد الصفات والسمات وهو نظام دكتاتوري بإمتياز ويحظى بدعم الرجعيه العربيه والى حد بعيد الامبرياليه الغربيه والصهيونيه العالميه دون ان يكون له برنامج وطني او إقتصادي لانتشال مصر من محنتها المزمنه منذ عصر مبارك وحتى عصر السيسي الذي بدأ بمسرحية 30 يونيو 2013 وسينتهي بكارثه وطنيه...النظام المصري يحط من قدر دور مصر التاريخي والعربي ويستهتر بعقول الشعب المصري مفجر ثورة 25 يناير 2011 لابل انه يذهب بعيدا في استهتاره الى حد الحكم بالاعدام على الرئيس المنتخب محمد مرسي وهذا الامر ان حدث سيعجل بسقوط نظام السيسي ورغم اننا"كاتب هذه المقاله" لا ننتسب لحركة الاخوان ولا قريبون منها الا اننا نؤكد على ان مرسي بكل اجابياته وسلبياته كان وما زال رئيسا منتخبا من قبل الشعب المصري وقد مارس مهامه لفتره قصيره حتى انقلب عليه السيسي واطاح به وبكل منجزات ثورة 25 يناير..
.. لا نعتقد بتاتا ان محمد مرسي خائنا ولا يستحق الاعدام والخائن لثورة شعبه هو الجنرال عبد الفتاح السيسي وهو الذي يجب ان يكون مطلوب للعداله المصريه والعالميه لارتكابه جرائم بشعه بحق الشعب المصري وتدشينه لجمهورية الخوف والرعب والاعدام في مصر..الداعمون لنظام السيسي سيندمون على هذا الدعم يوما من الايام لانهم سيكتشفون لاحقا انه نظام دكتاتوري ودموي ناهيك عن انه نظام مقتنع بان قربه من الصهيونيه وتاييده لها هو الضمانه لبقاءه في الحكم وواجب الواجب هنا يحتم علينا القول ان الشعب الفلسطيني شعب عربي اصيل كماهو الشعب المصري وعليه ترتب القول ان الشعب الفلسطيني يفرق بين الشعب المصري العربي الابي وبين نظام دكتاتوري فاشي يؤمن بان حصار غزه وقتل اطفالها سيجلب له نقاط ايجابيه صهيونيه تؤمن له المساعدات الامريكيه....جمهورية القمع والاعدام والخوف والرعب ومعها الدكتاتور ستسقط في قمامة"مزبلة" التاريخ عاجلا ام اجلا وستبقى مصر..مصر العرب والعروبه وقبلة الاحرار وليس وكرا للرجعيه والدكتاتوريه..حاكما لا يعتمد ويرتكز على رصيد ودعم شعبي مصيره السقوط المدوي والسيسي سيلقى هذا المصير وفي نهاية المسار ستعود مصر لهتاف : الشعب يريد اسقاط النظام.. وانه لساقط لامحاله ؟!

1