أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
افتراضات إسرائيلية تكذبها الممارسات الفلسطينية!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 14.04.2019

سأفترض صحة الادعاء الإسرائيلي بأن لإسرائيل مصلحة في بقاء حماس مسيطرة على قطاع غزة، وأن الجيش الإسرائيلي لا يفكر في احتلالها لسببين:
السبب الأول: التأكيد على استمرار الفصل بين غزة والضفة الغربية، كمصلحة عليا إسرائيلية، تضعف السلطة الفلسطينية، وتحول دون الضغط الدولي على إسرائيل لقيام دولة فلسطينية.
السبب الثاني: عدم رغبة إسرائيل في إدارة قطاع غزة، وعدم وجود من يقبل تحمل مسؤولية غزة.
وسأفترض صحة ما يقال عن تساوق حركة حماس مع صفقة القرن، وأن التهدئة مع إسرائيل جزء من هذه الصفقة، وأن حركة حماس تعمل على فصل غزة عن الضفة الغربية، وسأفترض أن حماس جزء مؤسس للمؤامرة على القضية الفلسطينية!!
سأفترض أن كل ما يقال في هذا الشأن صحيح مئة بالمئة، ولا يشوبه الشك، فهل سلوك قيادة السلطة الفلسطينية يخالف هذا النهج، ويعادي النوايا الإسرائيلية المكشوفة.
فماذا فعلت قيادة السلطة الفلسطينية لإفشال المخطط الإسرائيلي الذي بدء بمحاصرة غزة؟
وإذا كان فصل غزة جزء من مؤامرة صفقة القرن، فهل معاقبة أهل غزة، وحرمانهم من الرواتب يعاند صفقة القرن، ويتصدى لها، ام العقاب الجماعي لأهل غزة جزء من صفقة القرن؟
لماذا لا تراجعوا سلوك القيادة الفلسطينية في السنوات الأخيرة؟ وهل ما قامت به من ممارسات ميدانية هنا وهناك يعزز فصل غزة أم يحقق تواصلها مع الضفة الغربية؟
فهل تواصلت القيادة الفلسطينية مع سكان غزة، وفتحت لهم آفاق العمل والرزق والحياة كي يواجهوا صفقة القرن موحدين مع إخوانهم في الضفة الغربية؟ هل شجعت مواجهتهم للاحتلال؟ هل ناصرت مقاومتهم للاحتلال؟ هل وقفت خلف مسيرات العودة؟ وهل قادت السلطة الفلسطينية أي شكل من أشكال المواجهة مع الاحتلال، كي تعيب على أهل غزة التهدئة؟
لقد حرصت القيادة الفلسطينية على تحريض أهل غزة على حركة حماس، فهل ثورة أهل غزة على حركة حماس تعني موافقة إسرائيل على عودة السلطة الفلسطينية إليها، وهل لإسرائيل مصلحة في عودة السلطة إلى غزة؟ أم أن إضعاف حركة حماس كان يهدف إلى أن تسيطر على غزة قوى أخرى غير السلطة الفلسطينية؟.
الأسئلة السابقة غير موجهة إلى أهالي قطاع غزة، فهم يعرفون الجواب، وهم يدركون الأهداف التي تتوخاها قيادة السلطة من فصل غزة، الأسئلة السابقة موجهة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية، كي يدكروا المعادلة الجديدة التي تستهدف بقاءهم، ووجودهم، فالأطماع الإسرائيلية محددة في ارض الضفة الغربية، وصفقة القرن تستهدف أرض الضفة الغربية، والذي يجب أن يتحرك مع أهل غزة، ويثور ويغضب وينفعل هم سكان الضفة الغربية، وهم الأقدر على إفساد معادلة الفصل والقطع والنحر للأقصى ولغزة.
وهل يشك عاقل بأن الهدوء على أرض الضفة الغربية هو الجسر الذي تمر من فوقه صفقة القرن، وأن انفجار الضفة الغربية وغزة هو اللغم الذي يبعثر صفقة القرن على أشواك المرحلة، ولا انفجار دون وحدة ميدانية، وعلى أسس وطنية، وشراكة سياسية، وهذا ما لا يتحقق مع بقاء القيادة الفلسطينية الراهنة، القيادة التي مارست فعل الفصل بدراية، وتمارس فعل التعاون الأمني بكفاءة، وتفرش الأرض هدوءً لتمرير صفقة القرن التي تعتمد على ما هو قائم على الأرض، وما هو قائم الأرض ما كان ليقوم لولا تلك الممارسة الواعية للقيادة الفلسطينية، والتي تنسجم بنتائجها مع السياسة الإسرائيلية.

1