أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
القافلة تسير و......... تنبح!!
بقلم : مها صالح  ... 06.12.2019

عندما تجتمع الكراهية والحقد والغيرة في قلب إنسان فاعلم أن خيوط العنكبوت ستبدأ بالإعداد لمؤآمرة ضد كل من يتفوق عليه ولو بشيء عادي أو غير عادي ، فينقسم العالم بين الخير والشر، الحق والباطل، عندها اعلم فقط بأن مصيبة قد تحل من حيث يعلم الانسان ومن حيث لا يعلم، اعلم بأن الحياة الهادئة سيحولها أحد الحاقدين لبركان ثائر، اعلم بأن الكيدية وروح الانتقام ستنفث سمومها في مكان ما. ما أبشع ما تقترفه يداهم هؤلاء الحاقدين لذلك علاقة الانسان مع الكراهية علاقة عكسية، عندما يضعف الإنسان للكراهية يقوي عنده غريزة الانتقام لسبب ليس معلوم إلا عند صاحبه لإشاعة الفتن والفوضى وإطفاء أي نور وسط العتم. هل يعلم الانسان بأن الكراهية تكلف أكثر من الحب؟ ببساطة لأنها إحساس غير طبيعي، إحساس عكسي مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض، تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقوداً لذلك الحقد موجود داخل الانسان كوحش نائم فاذا اطعمه مرة طالب بالمزيد واشتد واشتد حتى يلتهم صاحبه ومن هنا تبدأ الحكاية !
اساب طرحي لهذا الموضوع كثيرة وأولاها عندما استوقفني خبر قبل فترة من الزمن عن عثور رجل على كيس في أحد المقابر في احدى الدول العربية وفيه مجموعة كبيرة من السحر والشعوذة والطلاسم، وعندما بدأ الرجل الذي عثر على هذا الكيس بفتح الطلاسم وقراءة ما فيه وكانت الصدمة بأن مكتوب عبارات تدل على تمني الموت والمرض والفقر لأسماء أشخاص مذكورين في طلاسم ورموز شيطانية بهدف القضاء عليهم أو تحويل حياتهم إلى جحيم، هذا بالإضافة لوجود أدوات السحر من قاذورات وحشرات وما إلى ذلك ...! يسمون هذا السحر "بالسحر الأسود" وهو فعلا أسود من كحل الليل ومن قلب من سعى له والذي فقد كل خصال الآدمية ،وتجرد من جميع الصفات الإنسانية وتعرى من كونه كائن بشري لأنه خطط بمساعدة السحرة المشعوذين للنيل من سلام عائلة أو أفراد وتشتيت شملهم بهدف إرضاء نفسه المريضة وغايته الوحشية لسبب لا يعلمه ألا هو. القلب هو المضغة التي إن صلحت صلح سائر الجسد والأعمال، وإن فسدت فسد كل شيء. فأقسى أهداف الحاسد زوال نعمة المحسود وتسخير جميع جهوده لهذه الغاية وليس بالضرورة تمنى زوال نعمة المال، قد يكون تمني زوال نعمة السعادة، الصحة، راحة البال، وحتى الضحكة.
لماذا تمشي هذه الطريق الوعرة والتي لن توصل الا إلى السقوط والانحدار؟ لماذا هانت عليك أن تحطم قلوب أناس مسالمين آمنين خطأهم أنهم أصحاب قلوب مستكينة وآمنة لا حول لهم ولا قوة. هل اصبح التميز خطيئة يعاقب عليها الحاقد؟ هل أصبح محور الخير أداة بين يدي الكاره ليحطم الحب الى ركام بفعل أعمال السحر والشعوذة؟ لماذا لا يبذل مجهودا في البناء بدل من التحطيم؟ في نشر الإخاء بدل وأد النجاح. قلت وأقول وسأظل أقول بأننا بشر لا نولد أشرار، بل نحن من نطوع انفسنا إما للخير وإما للشر. أن نكون أخيار هو قرار، أو نكون أشرار هو خيار، فلماذا طريق الحق خال ؟ هل لقلة سالكيه؟؟ أعود وأقول يجب أن نهذب أنفسنا بالقيم الإيجابية البناءة ونصون أعراضها بالفضيلة ونحصن ذاتنا ضد الضغائن بالحب بدل من المكائد والشعوذة التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل تحرق صاحبها وتحوله إلى رماد بلا روح ، بل أرواح شريرة سكنته وسكنها ويفقد حتى الأهلية في الدفاع عن نفسه أمام مارد ما اقترف من جرم حرمته الأديان السماوية مجتمعة ونبذت كل من يسلك هذا الطريق العقيم . لماذا استسهلت أيها الحاقد طريق الشر للوصول إلى مبتغاك البائس المفلس فقط لتفرغ جام غضبك على كل من يتفوق عليك سواء بالحياة الاجتماعية او العملية أو حتى قد لا يكون الضحية لا يتميز بشيء فقط وجوده في الحياة مزعج للحاقد، فقد وصلت اليابان إلى صنع روبوتات بشرية لخدمة المجتمع ونحن هنا في البلاد العربية وصلنا إلى الدرك الأسفل من الجهل والتخلف لغاية تحطيم بعضنا البعض بسبب الحقد الأعمى.
تساؤلات قد لا نجد لها إجابات، تعددت الأسباب والنتيجة واحدة في ظل ما نراه من أمراض اجتماعية ونفسية مزمنة منشرة مثل النار في الهشيم الان حتى وصلت حد الإفلاس والتخبط والهوس لتدمير الناس بعضهم البعض عن طريق وسائل بعيدة كل البعد عن الدين والمبادئ والأخلاق والأهم من هذا بعيدة عن الإنسانية كوننا بشر تحركنا المشاعر و العواطف الايجابية حتى لو تخلل هذا الشعور بعض الجوانب السلبية العادية التي تتماشى مع الطبيعة الإنسانية لأننا لسنا ملائكة ولا ندعي الملائكية بل لأننا بشر خطاؤون وخير الخطائين التوابين، لكن الامعان وعدم الاعتراف بهذا الجرم يحول هؤلاء الى كلاب ضالة تنهش وتتهرب وتنكر ولا تعترف أو تتوب وللأسف تجد الكثيرون من المحيطين لهؤلاء لا يحركون ساكن ضد هذا الظلم ولمنع هذا السلوك الشائن من التوغل أكثر في الشر ويقعون في مصيدة لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم...... لكن في النهاية قافلة عالم الخير ستسير رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين .... والآباء الضالة يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون!

1