أحدث الأخبار
الجمعة 26 نيسان/أبريل 2024
بهذا سأخبر الكائنات الفضائية!!
بقلم : سهيل كيوان ... 06.01.2022

استدعت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، رجال دين من المسلمين واليهود والمسيحيين، كي يكونوا على اطلاع مما قد يكشفه التلسكوب العملاق جيمس ويب من أسرار وبدايات كونية، والتي قد تؤثر على المفاهيم الدينية التي يؤمن بها أتباع هذه الديانات، وكذلك في حال وجود كائنات أخرى، أن يسهم هؤلاء في التفاهم معها.
يعتقد العلماء أنه من المستحيل أن لا تكون حياة أخرى غير هذه التي نعرفها على كوكبنا، وذلك لوجود مليارات الكواكب في مجرتنا ووجود مليارات المجرات التي تحوي كل واحدة منها مليارات الكواكب، ولهذا يرى العلماء أن إمكانية وجود حياة أخرى أمر جائز جداً، بل ومن الغريب وحتى شبه المستحيل أن لا تكون حياة إلا على هذا الكوكب الصغير. ويذهب البعض إلى أن الكرة الأرضية كلها، قد تكون من اختراع كائنات من عوالم أخرى قررت أن تجري تجارب وتصنع لها كرة فيها مركب من أحادي الأكسيد ثنائي الهيدروجين، وشمس وخلطة نيتروجين وأكسجين وغازات أخرى، وضرورات حياة للكائنات على أشكالها المختلفة.
أُطمئن علماء ناسا وغيرها بأنه لن تحدث أي مفاجآت بالنسبة للديانات، فأتباعها من المؤمنين يعتقدون بوجود كائنات أخرى غير الإنسان، ومصنوعة من مواد مختلفة، فالجن مثلا من نار، والملائكة من نور، وكذلك يؤمنون بوجود حياة أخرى غير التي نعرفها، وهي في جنة عرضها السموات والأرض خالية من التأكسد، يعني قد تكون الجنة بحجم مجرة وأكثر، حيث يعيش فيها الفائزون بلا نهاية، في كل الأحوال لن تكون مفاجآت بالنسبة للديانات السماوية.
وهذا ليس الموضوع الذي أردت طرحه.
لو كنت واحداً ممن يلتقون بالمخلوقات الفضائية، كنت سأسألهم إذا ما كان كوكبنا من صناعتهم بالفعل، وأن كل هذا عبارة عن تجربة علمية! سأطالبهم بتحمل المسؤولية والتدخل السريع، لأن البشر سيخربون الكوكب بغبائهم وجشعهم. سأحرّض الفضائيين ضد أمريكا أولا، فهي تدعم العدوان حيثما شمت رائحته وهي أكبر داعم للاحتلال والعنصرية والأبرتهايد، وتربطها علاقات وطيدة مع أنظمة القمع والجريمة، وتتحالف معها ضد الشعوب لأجل مصالحها.
أريد أن أقول لهم، انقذوا شعباً يقتل الاحتلال أبرياءه ويهدم بيوته وينهب أرضه ويسجن أبناءه ويعتقل حتى جثث شهدائه! سأطلب منهم أن يضعوا دستوراً جديداً ملزِماً لجميع البشر، وأن يُعرفوا مرةً وإلى الأبد من هو الإرهابي!
سوف أدعوهم إلى زيارة هشام أبو هواش في سريره في المستشفى أو في معتقله في الرملة.
أريدهم أن يروا كيف تمكن هذا الكائن من الصيام عن الطعام لمدة 140 يوماً، بلا شك أنهم سيُذهلون ولن يصدقوا هذه الحكاية، وسوف يدرسون بجدية سِر القوة النفسية والجسدية لهذا الكائن! وسوف يعجبون أكثر عندما يعلمون بأن كثيرين قد سبقوه من أبناء شعبه إلى مثل هذه التجربة، وسأحكي لهم أن هناك إيرلنديين ومصريين وسوريين وهنوداً صاموا حتى الموت.
سوف أُعْلِم الفضائيين بأن دولة الاحتلال اعتقلت حتى اليوم أكثر من مليون فلسطيني، وأن هؤلاء قضوا ملايين السنين من حيواتهم في السجون، وجريمتهم أنهم قاموا بعمل ما لأجل تحرر شعبهم من عبودية الاحتلال، أما إذا كان كل ما يحدث معروفاً للفضائيين وبأنه جزءٌ من تجاربهم على الكوكب وسكانه، فسوف أخبرهم بأن هذه جرائم، حتى ولو ارتكبت باسم العلم، لا تليق بكائنات فضائية ولا حتى أرضية تحترم نفسها.
أريد أن أحكي لهم عن ملايين المهجرين اضطراراً من مساكنهم وبلدانهم وما يتعرضون له بسبب تمسك بعض الكائنات البذيئة في بلادهم بمقوَد السلطة.
سأخبر الفضائيين أن مليوني إنسان يعيشون في مساحة يقطعها أحدهم برمشة عين اسمها قطاع غزة، وأنه المكان الأكثر اكتظاظا في العالم، ونصف القادرين فيه عاطلون عن العمل، وليس لهم مصادر لإعالة أسرهم، سوف أخبرهم بأن الماء رغم توفره على سطح هذا الكوكب الأزرق، فإن سكان قطاع غزة يضطرون لشرب المياه بنسبة عالية من الملوحة، وهذا سبب ارتفاع نسبة مرضى الكلى في هذه المنطقة من العالم.
سوف أخبرهم أن هناك مقاومة، هددت بجلد تل أبيب إذا ما مات هشام أبو هواش، وتل أبيب أغلى مدينة في العالم، لا تريد مواجهة الآن، وهي تتجاهل جوع غزة وتمنع عنها الدواء والعلاج وتحرم أهلها من أرزاقهم في البحر وفي البر.
أيها الفضائيون، إذا كنتم أرقى من سكان كوكبنا، فنريد أن نرى أفعالكم، نريد منكم تدخلا سريعاً لإعادة النظام إلى كوكبنا، وأن تعيدوا الكائنات المغرورة إلى أحجامها الطبيعية، إذ لا يعقل أن يتحكم بمصائر مليارات البشر والحيوانات والنباتات بعض الكائنات المنحطة التي تمارس جرائمها بصورة منهجية دون رادع أو محاكمة أو عقاب!!

1