أحدث الأخبار
الخميس 25 نيسان/أبريل 2024
عياش يحياوي يرصد مكانة الناقة عند البدوي الإماراتي!!
بقلم : رضاب نهار  ... 27.01.2015

الكاتب عياش يحياوي يخصص في إصداره الجديد مساحة لجمال الناقة وصفاتها التي تغنّى بها الشعراء النبطيون والتداخل المجازي بين جمال الناقة وجمال المرأة.
في كتابه “الناقة في الشعر النبطي بالإمارات: مقامات الأمومة ومسرات الجمال”، الصادر عن المجلس الوطني للإعلام في أبوظبي، يبحث الكاتب الجزائري عياش يحياوي، عن تمثيلات الناقة في الثقافة الإماراتية، منذ تاريخ التباريح الصحراوية العالية حيث كان الترحال النمط السائد في الوضع المعيشي عند الإماراتيين.يبرّر عياش يحياوي بحثه في توطئة الكتاب مشيرا إلى أن الاقتراب من الناقة هو اقتراب من الأمومة في أصفى حالاتها وأكثف معاني التضحية والعطاء من دون طلب لمقابل معلوم أو غير معلوم. وهو اقتراب من وجدان البدوي الذي تشكل الناقة مركزا وجوديا في تقلبات حياته. مبينا أنه وما إن تمّ تأسيس دعائم دولة الاتحاد حتى أصبح للإبل عموما وللناقة خصوصا موقع استراتيجي في مسار التنمية الاقتصادية والسياحية.ويقول: «يتناول الكتاب تحليلا للناقة الأم، المضحية في الشعر النبطي الإماراتي في سبيل الاستمرار الحيوي لمالكها وجماعته، بحوارها وحياتها وجهدها الخارق لإنقاذ راكبها من الموت في الصحراء عطشا وجوعا، ولتحويل عطاء جسدها من حليب ولحم ووبر إلى طاقة تمنح البدوي القدرة على الاستمرار. ويتناول الكتاب طبيعة العلاقة بين البدوي الإماراتي من صورتها المثالية إلى صورتها المتوترة، ويقف باحثا في أسباب ذلك التوتر خاصة بعد التحولات التي طرأت على حياة البدو عند ظهور البترول وقيام دولة الإمارات بمؤسساتها التنموية. ويخصص الكتاب مساحة لجمال الناقة وصفاتها التي تغنّى بها الشعراء النبطيون، والتداخل المجازي بين جمال الناقة وجمال المرأة».يحتوي البحث على عدة مداخل تبدأ من الناقة المقدسة وتنتهي بمزاينة بينونة للإبل 2014 وبأسماء وصفات النوق. لكنه يبحث ضمن فصل “الناقة ـ المرأة ـ الجمال” في كيفية ترويض العرب لهذا الكائن الوحشي الأسطوري ليصبح جميلا في نظره وجميلا في نظر أحفاده العرب من بعده. طارحا سؤال: لماذا اجتمعت النون وحرف العلة الألف والقاف وتاء التأنيث المربوطة لتشكل اسم هذا الكائن الأنثوي؟أما الأمثلة الشعرية التي تطرّق عياش يحياوي إليها، فهي كثيرة ومتنوعة تميزت جميعها باختلاف تناولاتها وباختلاف قائليها. مثلا جاء على لسان سالم الجمري الذي قال مؤكدا أن ناقته لا تنحني وهي ذات سلوك حسن.أيضا يحاول الكتاب أن يتطرق إلى دخول الناقة في فلسفة الهوية الوطنية الإماراتية. ما جعلها واحدة من أبرز معالم بيئة الإمارات، وقامت لأجلها العديد من المسابقات والمهرجانات كان أحدها مهرجان الظفرة الذي حاز على متابعة إعلامية عالمية، باعتباره يجسد الموروث الحي لواحد من الشعوب.

1