أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
تنويعات على قيثار تشرين!!
بقلم : نمر سعدي ... 25.10.2013

قصائد
*نهاياتُ حُمَّى
ما الذي قادني في شوارعِ أحلى المدُنْ
من يديَّ وعينيَّ.. من شفتيَّ وأنفي
بأزهارِ روميو وجولييتَ؟
هل لحنيني إلى أيِّ شيءٍ وطنْ؟
ما الذي قادني من دمي في الحدائقِ
أو في شقوقِ الأزقَّةِ.. أو في السهوبِ المطيرةِ
والنحلُ في قصَبِ الصدرِ يهتاجُ
أو ربَّما ينخبُ الغيمةَ الحجريَّةَ في اللا زمَنْ؟
كانَ يمكنُ ألَّا أكونَ إذنْ
كانَ يمكنُ ألَّا أراكِ وألَّا أحبَّكِ في زحمةِ الآخرينَ
وألَّا أدُلَّ صدى عطشي ورمادي على جمرةٍ
لمياهِ انحساراتِ صوتكِ عن شغفي مرَّةً
كانَ يُمكنُ ألَّا أرى
نجمةً تخبزُ الغيمَ للساهرينَ على شُرُفاتِ القُرى
ثمَّ ترجعُ في صخبِ النارِ قمصانُها القهقرى
كانَ يُمكنُ ألَّا أكونَ أنا
**ها هنا
أو أكونَ ظلالاً لمعناكِ فيما كتبتُ
وفيما احترقتُ...
أما لاحتراقي ثمَنْ
في قصائدَ ليليَّةٍ ليسَ يقرأها العابرونَ؟
أما لندى زهرةِ التينِ أو جذعِ صُبَّارةٍ
في الجبالِ البعيدة روحٌ تحسُّ؟
أما للورودِ الصغيرةِ نفسُ؟
أما لخطايَ الفقيرةِ همسُ؟
اقتفيتُ تلابيبَ طيرٍ مُدَمَّى
ولوَّحتُ للأرضِ من شاهقٍ ونهاياتِ حُمَّى
فها قلبُكِ المتوحِّدُ والمتعدِّدُ والمتشرِّدُ كالحبِّ أعمى
بلا كيفَ.. أينَ.. متى.. ولماذا.. وعمَّ.. ولمـَّا.
**حنينٌ سريالي
ألأنَّ قمحاً ليسَ يغفو فوقَ نافذتي
نسيتُ قصيدةً في القلبِ
آختْ بينَ خاصرتي وشمعِ أصابعٍ تبكي؟
أليسَ على فمي غيرُ انطفاءِ الماءِ
في جمرِ الظنونِ الرطبِ؟
هل كلُّ الذي أحشو بهِ رأسي مساءً
من دخانِ الأغنياتِ ومن رمادِ الوردِ والأنثى
هباءٌ لا يفيدُ وليسَ ينقصُ أو يزيدُ
من احتمالاتِ البكاءِ أو الخريفِ الهشِّ أو قلقِ الوجودِ؟
حقيقتي جسَدٌ تؤثِّثُ روحَهُ الناياتُ
بالقُبَلِ الشريدةِ والذنوبِ
ولعنةِ الطُرُقِ السريعةِ.. والحنينِ إلى الوصولِ.. وما الوصولُ
وكلَّما يمَّمتَ شطرَ غوايةٍ وجهي وقلبي الضائعينِ
كرغبةٍ في الريحِ أو في رقصةِ الأمطارِ
تُهتُ ولمْ أجدْ نفسي
ولم أشرَبْ سوى ما ذابَ من حدسي
على شفةِ الرمالِ
كوردةٍ مائيَّةٍ في القلبِ؟
لم أذهبْ سوى في شُبهةِ الأشياءِ
ثوبي غيمةٌ قمَريَّةٌ بيضاءُ ليسَ لغيبها رؤيا..
فمي شمسٌ مُسوَّرةٌ..
فهل شفتاكِ سنبلتانِ طافيتانِ فوقَ الريحِ يا امرأتي؟
غريبُكِ - حيثُ شئتِ - أنا
وحيثُ اغرورَقتْ قدماكِ بالأنخابِ أو بدمي هناكَ
وحيثما انطفَأتْ أصابعُكِ الرقيقةُ فوقَ جلدِ الماءِ
لا أسماءَ لي...
وخطايَ أوراقُ الشتاءِ الآخرِ الكُليِّ
هل في الأرضِ بقيا من فضاءاتِ الدمِ المطلولِ فيَّ وفيكِ؟
لا أدري...
ولكني سأهجسُ بالزنابقِ في الصباحِ الشاعريِّ
كأنَّما لغتي بلا قتلى ولا متنزِّهينَ على ضفافِ الموتِ
هل سمَّيتُ وجهَ الموتِ زهرَ سفرجَلٍ ذاوٍ؟
وهل أدمَنتُ عزفَ الموجِ والبحَّارةِ المتشرِّدينَ
وشقوةً ترِثُ الحنينَ؟
بمقلتيَّ أعانقُ العنقاءَ في النارِ البعيدةِ
أو بأجنحتي التي ليستْ تُرى في البرزخِ الأرضيِّ
يا لغبارها الأعمى
يُعمِّدُ بالسرابِ متيَّماً يَدمى
متى ستفيقُ من حلمِ الحياةِ.. متى؟
وهل كلُّ الذي ترويهِ في الأشعارِ لا تعنيهِ؟
هل كلُّ الذي تعنيهِ لا ترويهِ؟
تخجلُ أن تقولَ بأنَّ روحَكَ في سماءٍ ما تعيشُ مريضةً
أو أنَّ حُبَّاً ما عصيَّ الوردِ توَّجَ بالندى عينيكَ.. لا بالشوكِ
حينَ عن الصليبِ رميتَ قلبَكَ
للشياطينِ التي يختضُّ فيكَ عويلُها المجنونُ
أو يفتَضُّ حورياتكَ البيضاءَ في بحرِ الجسدْ.
**أثَرُ الاقحوانة
ما الذي كانَ يُمكنُ أن يتغيَّرَ لو أنني
منذُ عشرينَ عاماً تشرَّدتُ مثلَ العصافيرِ في الأرضِ؟
أو أنني لم أخفْ من دموعِ النساءِ اللواتي تغلغلنَ في الماءِ؟
لو كصديقي الذي ذابَ في لجَّةِ الهاويةْ
كنتُ ذبتُ كذرَّةِ ملحٍ وآخيتُ هذا الفضاء؟
ما الذي كانَ يُمكنُ يا سيَّداتي ويا سادتي أن يكونْ
لو تأبطتُ ريحَ البحارِ الحرونْ؟
وسافرتُ كالسندبادِ إلى اللا بلادْ؟
ما الذي كانَ يُمكنُ أن يتغيَّرَ لو أنني كنتُ لم أنتبهْ
للفراشةِ حولَ الشفاهِ وللقمَرِ المشتبهْ
بالسحابِ المكسَّرِ حولَ دمي؟
هل تُرى كنتُ أعشقُ هذي الحياةَ بكاملِ نقصانها الفظِّ؟
يا للحياةِ الرجيمةِ يا لشظايا الغناءِ المسَمَّرْ
على جسدي في سماءٍ من النارِ
يا لحنيني المُدَمَّرْ
أُفكِّرُ.. أهذي..أُخربشُ.. أكتبُ.. أشطب..
أصحو وأحلمُ.. أذكرُ.. أنسى..
أرى.. لا أرى..أقتفي أثرَ الأقحوانةِ في الطينِ
أو دمعةِ المجدليَّةِ
أمشي.. أطيرُ.. أخِفُّ.. أشِفُّ
سمائي مُرمَّمةٌ بالحروبِ وأرضي بوارُ
وأجنحتي أكلتها الصخورُ
ووجهي غبارُ.
**نظريَّة نسبيَّة
نزَقٌ خريفيٌّ أُدوِّنهُ بغيرِ إرادتي فوقَ الغبارِ
براءةٌ في الريحِ أو في القلبِ
غيمٌ فوقَ آنيةِ الزهورِ
قصيدةٌ في الماءِ
أسئلةٌ وأسماكٌ مشرَّدةٌ
نهارٌ لا أحبُّ بياضَهُ الأعمى
حفيفٌ موجعٌ ينسابُ في مجرى دمِ الكفَّينِ
يا عامورتي احترقي بعيداً عن شفاهي
لن أعودَ إليكِ بل لطفولةِ الأشياءِ
في نظريَّةِ اينشتاينَ النسبيَّةِ الأحلامِ
أفكاري يدجِّجها صهيلُ الوقتِ والقلقُ المفخَّخُ بالحنينِ
أقولُ إني قد وضعتُ على صفيحٍ ساخنٍ قلبي حياتي كلَّها لم يحترقْ
إلَّا بقبلتكِ الصغيرةِ في سماءِ الافتراضِ أو الحبقْ.
**أضغاثُ مرايا
لم يستقمْ قلبي بغيركِ
لم يتُبْ عن سرِّكِ الأزليِّ في طعمِ السَفرجَلِ
لم يغِبْ إلَّا ليظهرَ في انتباهكِ
بيدَ أني قمتُ من موتي الصغيرِ معذَّباً بالهاجسِ الآليِّ
كانتْ جمرةٌ عمياءُ هائلةٌ بحجمِ الأرضِ
غاضبةٌ بلا سببٍ
صباحَ اليومِ تأكلُ من دمي كالعنكبوتِ
وتقتفي وجعي من اللا شيءِ أو حزني على الشُبَّاكِ
أو فوقَ السريرِ وفي صريرِ البابِ
في خبزي وفي مائي وفي الكابوسِ والحلمِ السعيدِ
تُرى بماذا كنتُ أحلمُ حينما وبَّختُ راهبةَ الحياةِ بأرخصِ الألفاظِ؟
أم ماذا اعتراني فانهزَمتُ أمامَ نفسي؟
... ربَّما صدَّقتُ لو لهنيهةٍ في العمرِ أني فاشلٌ
........... لا
يا لأضغاثِ المرايا
ربَّما صدَّقتُ رغمَ عويلِ قيسٍ في حنايا الروحِ
.. أني لنْ أطالَكِ في الغدِ الوهميِّ يا ليلى
... أهُشُّ على الحديديِّينَ بالأشعارِ أو بهشاشتي
لا شيءَ في معنايَ
أو لا خمرَ في رؤيايَ
أينَ تقودُني عينايَ؟
غيمٌ حولَ قلبي أم يمامُ خطايَ؟
وجهكِ في الصباحِ فراشتي
... مهما أحبَّكِ في الحياةِ دمي فلن يبقى حياديَّاً أمامَ قصيدةٍ
والآنَ أهذي والصليبُ فمي وجسمُ حبيبتي ويدايَ
ليلى... آهِ لا أدري لماذا كانَ يأكلُ من شفاهي
طيرُها المجنونُ هذا الصبحَ
لا أدري لماذا كنتُ طولَ اليومِ غضباناً بلا سببٍ
وفي اليوتيوبِ أو في القلبِ أغنيةٌ مزنَّرةٌ بنارِ الحبِّ
لكني أسبُّ الفايروسَ العصبيَّ في الحاسوبِ
أو ليلى فأشتمها بقلبي...
آهِ من مرَضِ الحنينِ أو الحياهْ
. ورذاذُ وردتها الأخيرةِ في فمي الرمليِّ أو نارِ الشفاهْ
**سربروس
الخفافيشُ لن تحترقْ
في الظلامِ سوى بأشعَّةِ شمسي
سربروسُ الذي عضَّ قلبي صغيراً
تبخَّرَ مني سراباً وما قضَّ مضجعَ هجسي
سربروسُ انتهى واختنقْ
تلوِّحُ لي طُرُقٌ في كواكبَ أخرى
طرُقٌ لا تموتُ ولا تفترقْ
طرُقٌ من حفيفِ الندى في يدي غيرُ هذي الطرُقْ
وأنا لم أفقْ بعدُ من يقظتي أو عواءِ الكلابِ
. الذي يحبسُ النفسَ أن تنعتقْ
**قلقٌ آلي
غبارٌ على قلبي.. غبارٌ على دمي
أعانقُ من جسمي مسيحاً مُسمَّرا
أضيءُ فتاتَ الدمعِ فوقَ أصابعي
وألحقُ في الرملِ السرابيِّ قيصرا
وتلكَ التي في عهدةِ النارِ أنَّثتْ
عوائي الذي بالتينِ كانَ مُزَنَّرا
غبارٌ على عينيَّ.. طينٌ على دمي
يجسَّانها شبراً فشبراً.. ولا أرى
أُحرِّقُ بالصهدِ الأخيرِ شفاهَها
ونرجسَها المائيَّ بالشمسِ والثرى
فراشتها عمياءُ.. أفعى بريئةٌ
تفحُّ بعينيها.. رخامي لها جرى
يُفكِّرُ بالروحيِّ قلبي.. إلى متى
أُلملمُ فوقَ الريحِ جسمي المبعثرا؟
وهل قصبُ الأضلاعِ ما زالَ خائفاً
إذا احتضنَ الناياتَ أن تتكسَّرا؟
سيفلتُ طيرُ الوجهِ من أخطبوطها
وتهمي فراشاتُ الشتاءِ على الذرى
غبارٌ على أصفادِ شيطانها الذي
يجبُّ حنيني للسماءِ.. أو السرى
غبارٌ على روحي.. قطارٌ مفخَّخٌ
بصلصالهِ الثلجيِّ في عصَبِ القرى
بحارٌ.. غواياتٌ.. دماءٌ تناسلتْ
رؤىً كانَ أغواها البكاءُ ودمَّرا
وفي مشتهى فردوسها أو جحيمها
سوى قلقي الآليِّ لا شيءَ أقمرا.
**ذئبة
الذئبةُ البيضاءُ تبكي
دمعُها ندَمٌ هوائيٌّ رماديٌّ سماويٌّ
تحدِّثني بلا صوتٍ وتحكي بيدَ أني لستُ أسمعُها..
أحبُّ حنانَ عينيها يحملقُ بي بلا معنى..
أودِّعها على شغَفِ اللقاءِ ولعنةِ النسيانِ..
هل يا قلبُ صرتَ تحبُّها؟
أم أنَّ أنسنةَ الذئابِ بلحظةٍ أدمَتكَ
أو أغوَتكَ أو أنسَتكَ نفسَكَ في الطريقِ العامِّ؟
دعها.. آهِ.. أو دعْ مسكَها يغلي على شفتيكَ طولَ الليلِ
لكن لا تفكِّر مرَّةً أخرى بها
فخطيئةُ النسيانِ تبدأُ من أظافرها هنا والآنْ.
*************

1