أحدث الأخبار
الأحد 28 نيسان/أبريل 2024
فلسطين : مخيمات الضفة.. الأمطار تظهر حجم تدمير الاحتلال للبنية التحتية!!
بقلم : الديار ... 27.01.2024

منذ أشهر، لم تلتقط مخيمات اللاجئين في الضفة أنفاسها من وقع عمليات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المتتالية، والتي تتخذ يوما بعد آخر طابعا أكثر دموية وتدميرا.وأظهرت الأحوال الجوية السائدة، حجم الدمار الهائل، الذي ألحقته آليات قوات الاحتلال الإسرائيلي في البنى التحتية في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، خلال عمليات الاقتحام المتكررة.
وتظهر مقاطع فيديو مصورة من عدة مخيمات، اختفاء بعض الشوارع جراء تجريفها بشكل كامل، وأخرى مليئة بالحفر والطين ويصعب على المركبات السير فيها، ما فاقم معاناة المواطنين، الذين يضطر الكثير منهم للمشي سيرا على الأقدام للوصول إلى منزله أو مكان عمله.
وإلى جانب عمليات القتل والاعتقال والتنكيل، تتعمد قوات الاحتلال، تدمير البنى التحتية وإحداث أضرار بالغة في الشوارع الرئيسية والفرعية في المخيمات وبمحيطها وتحفر بعضها بعمق متر احيانا، ما يتسبب بإتلاف شبكات المياه، والصرف الصحي، والكهرباء، والاتصالات، وتدمير منازل المواطنين أو اجزاء منها، وتحطيم كل ما يأتي بطريقها من مركبات وممتلكات خاصة وعامة.ومن أبرز مظاهر التصعيد في مخيمات الضفة الغربية، القصف عبر الطائرات المسيرة، الذي بات سياسة رسمية لدى قوات الاحتلال، التي نفذت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نحو 40 عملية قصف جوية في الضفة، بينها اثنتان نفذتهما طائرتان حربيتان، واستهدفت مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وبلاطة ووادي برقين.
قبل أسبوع، كان مخيم طولكرم على موعد مع عملية اقتحام دموية وعنيفة استمرت لأكثر من يومين، وتضاف إلى سلسلة الاقتحامات المتتابعة التي باتت كابوسا يؤرق أهالي المخيم، واسفرت عن سبعة شهداء من أبنائه، وبالتزامن مع ذلك شهد مخيم نور شمس القريب عملية اقتحام أخرى، تشابهت فيها روايات المواطنين في المخيمين، عن ظروف الاقتحام ووحشيته.
رئيس لجنة الخدمات الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة، قال إن البنية التحتية للمخيم تعرضت لتدمير كامل، بعد تجريف وحفر الشوارع الرئيسة والفرعية المؤدية إلى المخيم، واتلاف شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والاتصالات.
لم تقتصر الأضرار على البنية التحتية في المخيم، فعدد كبير من منازل المواطنين تعرضت لأضرار بالغة، خاصة خلال الاقتحام الأخير، فلا يوجد منزل في مخيم طولكرم إلا وطالته الجرافات أو تعرض للتفجير أو لإطلاق النار او تحطيم محتوياته، بحسب سلامة.
ما جرى مؤخرا في مخيم طولكرم، يشبه ما يحدث بشكل متكرر في مخيم نور شمس المجاور، وفي مخيم جنين الذي لم يعرف مواطنوه الراحة منذ مدة طويلة.
محمد ضبايا من لجنة الخدمات الشعبية لمخيم جنين، قال إن المخيم يعاني ظروفا في غاية السوء جراء البنية التحتية المدمرة والمنازل المتضررة والتي يزداد واقعها سوءا مع كل اقتحام جديد.
وأضاف ما يجري في مخيم جنين وغيره من المخيمات، يؤكد أن الاحتلال ينفذ عقابا جماعيا لكسر إرادة وصمود المواطنين، الذين يعانون الأمرين ويتعرضون للقتل والاعتقال والتنكيل وتدمير منازلهم ومنشآتهم.
وبين أن تقديرات اللجنة تشير إلى أن ما لا يقل عن 70% من البنية التحتية ومنازل المواطنين، ونحو 90% من المحلات والمنشآت التجارية، خاصة الموجودة على مداخل المخيم، تعرضت لتدمير كامل أو جزئي، خلال الاقتحامات المتكررة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تتعمد في كل اقتحام اعادة تدمير ما أعيد إصلاحه وترميمه من شوارع وشبكة مياه وكهرباء.
ووفقا لإحصائيات لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، هدمت قوات الاحتلال 231 مبنى، بما في ذلك المنازل، خلال مداهمات وعمليات في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، في الفترة الواقعة بين 1 كانون الثاني/ يناير 2023، و22 كانون الثاني/ يناير 2024، منها 164 في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و22 كانون الثاني/ يناير 2024.
وبحسب "أوتشا"، تشير المعطيات ذاتها إلى أنه "منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى 22 كانون الثاني/ يناير 2024، تسبب تدمير 115 منزلاً خلال هذه العمليات، بتهجير 739 فلسطينيا، وتم الإبلاغ عن حوالي 95% من حالات النزوح في مخيمات اللاجئين في جنين ونور شمس وطولكرم.
ووفقا لـ"أوتشا" فإن العام المنصرم 2023 "سجل أعلى مستويات من العنف الذي تمارسه قوات الاحتلال والمستعمرون ضد الفلسطينيين، وتدمير ممتلكاتهم، فضلا عن التهجير القسري، مقارنة بالسنوات السابقة.
وبموجب القانون الإنساني الدولي، يقع على عاتق إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، الالتزام الأساسي بحماية السكان المدنيين الفلسطينيين وضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية".

1