أحدث الأخبار
الخميس 18 نيسان/أبريل 2024
“نوى” الزيتون بديلاً للسولار والغاز في غزة!
بقلم : الديار ... 15.11.2013


لا يحتاج الفلسطيني “عمر حرب” لمادتي “السولار، والغاز″؛ لتشغيل مخبزه الآلي، ومحمص المكسرات، الذي يمتلكه في مدينة غزة، فهو يكتفي باستخدام “نوى الزيتون” كـ “وقود بديل” منذ أكثر من خمسة أعوام.ولم يتأثر عمل مخبز، ومحمص المكسرات اللذين يمتلكهما الفلسطيني حرب بأزمتي “الوقود، وغاز الطهي”، اللتين عطلتا عمل معظم المصانع في قطاع غزة، لأنه يعتمد في تشغيلهما على حرق كميات كبيرة من “نوى الزيتون”..وتقنّن السلطات الإسرائيلية من توريد المحروقات إلى قطاع غزة منذ سيطرة حركة “حماس″ عليه عام 2007، ومع بدء استخدام الأنفاق في تهريب احتياجات القطاع من الأراضي المصرية بدأ الغزيون يعتمدون بشكل شبه كلي على الوقود المهرب من مصر زهيد السعر مقارنة بالوقود القادم من إسرائيل.ولكن الحملة الأمنية المشددة التي شنها الجيش المصري على أنفاق التهريب عقب عزل قيادة الجيش للرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي، أدت إلى تجدد أزمة الوقود في غزة، واشتدادها؛ ما تسبب بتعطيل معظم نواحي الحياة.وراودت فكرة حرق “نوى الزيتون” الفلسطيني عمر حرب لتشغيل مخبزه، ومحمص المكسرات، الذي يمتلكه شمال مدينة غزة، إبان أزمة الوقود وغاز الطهي التي كان يعاني منها القطاع قبل خمسة أعوام.وصنع الفلسطيني حرب في مخبزه الآلي فرناً عملاقاً، يمتد طوله إلى سبعة أمتار، وعرضه ثلاثة أمتار ويرتفع ثلاثة أمتار أخرى، ويتم تزويد هذا الفرن على فترات متقاربة بطن واحد يومياً من “نوى الزيتون المبشور”، وجدران الفرن من الداخل مغطاة بحجارة تتحمل درجات الحرارة العالية لأن النيران الناتجة عن عملية الاحتراق “تذيب الحديد”..وتنتشر فتحات دقيقة في بيت الاحتراق داخل الفرن تتصل هذه الفتحات بأنابيب يتدفق عبرها الهواء لتسريع عملية اشتعال “نوى الزيتون”..وترتفع النيران فور اشتعالها إلى سقف “الفرن العملاق”؛ ليمر العجين المعد للخبز، عبر نافذة كبيرة في بداية الفرن، ويخرج من نافذة أخرى في نهايته جاهزاً للتعبئة والتوزيع.
ويتميز “نوى الزيتون” بطول الفترة التي يحتاجها؛ ليحترق بشكل كلي، كما أن نيرانه تتميز بشدة الالتهاب، ما يساعد بخبز العجين بسرعة، وجودة عالية تنافس المخابز الذي تستخدم مادتي “السولار وغاز الطهي”، وفق الفلسطيني عمر حرب.ويستخدم حرب ذات الفكرة في محمص المكسرات، الذي يمتلكه في مدينة غزة، ولكن الآلية تختلف فهناك صنع قمعاً حديدياً كبيراً، يحرق أسفله “نوى الزيتون”، ليسخن الهواء، الذي يمر عبر هذا القمع، ويستخدم بعد ذلك الهواء الساخن الذي يمرره عبر أنابيب في تحميص المكسرات، بدلاً من استخدام غاز “الطهي أو السولار”.ولا تقتصر فوائد استخدام “نوى الزيتون” في المخبز ومحمص المكسرات على تجاوز أزمتي الوقود والغاز فقط، فيوفر “الوقود الجديد” على الفلسطيني عمر حرب مبلغ (ما يقرب من 110 آلاف دولار أمريكي) أي ما يعادل 300 دولار يومياً، وذلك بسبب حصوله على “نوى الزيتون” بكميات ضخمة من المعصرة التي يمتلكها.وتنتج معصرة الزيتون قرابة 400 طن سنوياً من النوى المستخدم كبديل للسولار وغاز الطهي حيث يخلف كل ألف طن من الزيتون بعد عصره 200 طن من النوى الذي يتم تجفيفه وتخزينه لعام كامل قبل استخدامه.ويفكر حرب في تحويل “نوى الزيتون” إلى “فحم” عن طريق حرقه بشكل جزئي وإضافة مادة لاصقة غير ضارة إليه وتقطيعه إلى قطع صغيرة، موضحاً أن الفحم الذي سينتجه سيتميز بسعر زهيد وجودة عالية.ويصلح “الوقود الجديد”، وفقاً للفلسطيني حرب، لأن يستخدم كبديل عن الغاز والسولار لتدفئة مزارع الدواجن، كما يصلح لتسخين المياه بطريقة آلية غير ملوثة للبيئة وغير خطرة.وتتعرض مزارع الدواجن في قطاع غزة لخسائر كبيرة مع دخول فصل الشتاء؛ بسبب ارتفاع نسبة موت الدجاج؛ نتيجة لانخفاض درجة الحرارة بشكل كبير وعدم توفر الوقود والغاز اللازم لتدفئة هذه المزارع.وتبلغ احتياجات سكان قطاع غزة من الوقود يومياً 350 ألف لتر من البنزين، و150 ألف لتر من السولار، بخلاف شركة توليد الكهرباء التي تحتاج إلى 150 ألف لتر من السولار الصناعي بشكل يومي، وفق عبد الناصر مهنا، مدير عام الهيئة العامة للبترول في حكومة غزة المقالة التي تديرها حركة “حماس″.وتوقف تهريب الوقود من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة عبر الأنفاق بسبب إغلاقها وهدم معظمها من قبل قوات الجيش المصري في أعقاب عزل الرئيس المصري محمد مرسي، في 3 يوليو/تموز الماضي.ومنذ عزل مرسي، شنت قوات الجيش المصري حملة ضد الأنفاق تسببت بإغلاقها، كما باتت السلطات المصرية تفتح معبر رفح بشكل جزئي لعبور الحالات الإنسانية والطلبة وأصحاب الإقامات وحملة الجنسيات الأجنبية.ومع اشتداد وطأة الحصار على قطاع غزة والذي فرّضته إسرائيل في منتصف حزيران/ يونيو 2007 برزت على السطح ظاهرة الأنفاق على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية والفلسطينية.وشكلّت الأنفاق المتنفس والرئة للقطاع المحاصر، ومن خلالها دخلت الكثير من البضائع والمواد الغذائية، والوقود، وهو الأمر الذي مكّن السكان من البقاء على قيد الحياة.وإغلاق الأنفاق بشكل تام يعيد قطاع غزة إلى مربع الحصار في سنواته الخانقة الأولى، خاصة مع انعدام البدائل الاقتصادية الأخرى، وإغلاق إسرائيل للمعابر.

1