logo
1 2 3 41309
شاب لبناني يحيي مهنة حلاقي أيام زمان على دراجة هوائية !!
01.06.2018

بيروت- يجوب أبوطويلة منطقة برج البراجنة في ضواحي بيروت بحثا عن زبائن يرغبون في تصفيف شعرهم، وقد صار هذا الحلّاق الجوال من معالم منطقته الشعبية الواقعة جنوب العاصمة.ويحمل أبوطويلة على دراجته كلّ ما يلزمه من أدوات لقصّ الشعر أو تصفيفه، على ناصية الشارع أو بمداخل المباني. قال أبوطويلة واسمه الحقيقي محمد خالد جحجاح “الفكرة جميلة لأنها قديمة جدا، وهذا ما يعجب الناس، أنا أحبّ كل شيء قديم، وفي حال سنحت لي الظروف أن أفتح صالونا للحلاقة سيكون على النمط القديم”.عمد شاب لبناني بإحدى القرى المتاخمة للعاصمة اللبنانية بيروت إلى إحياء مهنة الحلاق الجوال، متخذا مظهرا كلاسيكيا يتماشى مع هذه العادة القديمة المندثرة، ملبيا طلبات زبائنه على دراجة هوائية لا يقل جمالها وترتيبها عن حسن مظهره-وبهذه الفكرة أحيا جحجاح مهنة الحلاقين الجوالين التي اندثرت في لبنان، فمنذ سنوات طويلة أعجب أبوطويلة، بمهنة تصفيف الشعر، قائلا “كنت أرى الحلاق قرب بيت أهلي، كنت أحب أن أراقبه، صرت حين أعود من المدرسة أضع حقيبتي وأنزل إليه، قال لي تعال إلى الصالون بعد المدرسة إن كنت تحبّ هذه المهنة، لكنني قررت ترك المدرسة والعمل معه، وهو الذي علّمني المهنة وعرّف الناس عليّ”.وبعد إقفال الصالون، ينطلق أبوطويلة بمظهره الجذّاب على دراجته الهوائية المرتّبة، فيستوقفه الزبائن من هنا وهناك، إضافة إلى الراغبين في التعرّف عليه والحديث معه.وأفاد أبوسعيد أحد زبائنه “أنا مسرور لوجوده، هو ماهر وجاهز دائما، حين يكون لدي وقت أطلبه ويأتي على الفور، ولم أعد احتاج إلى ترك العمل للذهاب إلى الحلاق. لا أحتاج إلى الذهاب إلى صالون والانتظار في الصف، إضافة إلى أنه يذكّرنا بحلاقي أيام زمان”.لقد بدأت هذه الفكرة تراود جحجاح حين عثر على دراجة قديمة متهالكة لم يعرف ماذا يفعل بها. وقال “أصلحتها ولوّنتها، وطلبت من عمي النجّار أن يصنع لي صندوقا ثبتته عليها، ووضعت فيه كلّ أغراض الحلاقة، وبدأت أخرج إلى الشارع للعمل عليها”.يستيقظ أبوطويلة عند التاسعة من صباح كل يوم، يستحمّ وينزل إلى المقهى، يشرب القهوة ثم ينطلق إلى العمل في الصالون. وفي أوقات الفراغ وبعد انتهاء الدوام، ينطلق على دراجته لتلبية طلبات زبائنه أو زبون جديد يستوقفه في الشارع.ويراوح عدد زبائنه بين خمسة وعشرة في اليوم الواحد على الأقل، وقد يبلغ العدد العشرين والثلاثين في المناسبات. وأوضح جحجاح “تختلف الأمور بحسب الأيام، في الوقت الحالي العمل خفيف خلال شهر رمضان، لأن الناس ينتظرون العيد، وقبل العيد تمرّ علينا ثلاثة أيام لا ننام فيها من ضغط الزبائن”.ويبدي الشاب ذو القبعة الغربية والتسريحة المنمّقة وفاء عظيما لدراجته التي جعلته مشهورا في الحيّ، قائلا إن “فتحت صالون حلاقة، سأحافظ عليها، لأنها هي التي أوصلتني إلى هذه الدرجة”. وسبق أن ظهر جوني ميلان وهو شاب لبناني اشتهر في عام 2015 بتقديمه خدمة الصالون الجوال الأول من نوعه في لبنان والمنطقة.وعرف ميلان بعرض خدمة تصفيف الشعر في المنزل أو مكان العمل، بمجرد الاتصال به هاتفيا، حيث أقام صالونه الجوال داخل حافلة “فان” صغيرة مجهزة بكل المعدات المتوفرة في محال الحلاقة التقليدية، من المقصات إلى الفراشي والأمشاط ومجففات الشعر وغيرها.إلا أن ميلان يوفر أيضا أدوات ترفيهية وأجهزة إلكترونية مثل التلفزيون والبلاي ستايشن بما يسمح بـ”تجربة عائلية مميزة” للكبار والصغار على السواء، بحسب ميلان. ويبدو أن هذه الفكرة باتت تحقق انتشارا مطردا في لبنان، لا سيما وأنها تلقى إقبالا.!!


www.deyaralnagab.com