logo
تغريبة معتوه واشنطن و"الفوضى الخلاقه"!!

بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 16.9.06

منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001 ومرورا باحتلال افغانستان والعراق, واحداث كثيره اخرى وحتى يومنا هذا دخل العالم الى مرحلة ما يمكن تسميتها ب" تغريبة معتوه واشنطن" والثله اللتي تقود الدوله االعظمى والقويه من الناحيه العسكريه , والانحطاطيه والدونيه من الناحيه الاخلاقيه والسياسيه, وبالتالي ماجرى منذ خمسة اعوام مضت هو إنفلات الثله الحاكمه في و اشنطن من عقالها الاخلاقي والسياسي لتصبح ُمقارنة الهولاكيون الجدد بهولاكو القديم امر غير وارد وغير متوازي ومتساوي في قوة التدمير وزرع الخراب اللذي مارسه وما زال يمارسه معتوه واشنطن في العراق وافغانستان وفلسطين وكامل الوطن العربي!!
أخطأ من ظن ان الدافع الوحيد والمركزي لمسلكية معتوه ومعه همج واشنطن هو احداث الحادي عشر من سبتمبر, واخطأ من ظن ان تسمية " المحافظين الجدد" او " اليمين المتطرف" كافية لفهم عدوانية وهمجية حكام امريكا ومسلكيتهُم نحو العالم العربي والاسلامي, والحقيقه ان معتوه واشنطن غارق حتى اُذنيه في الفكر الفاشي والاجرامي من جهه ويختبئ وراء اكذوبة " الديموقراطيه" و" محاربة الارهاب" من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى وماهو جاري ان المُجرم والمُنفصم شخصيا يُحاول دوما الحديث عن " الخير" لتبرير مسلكية الاجرام اللتي يُمارسها نحو الاخرين!!, فما يُسمى برئيس امريكا يدعي انه يُحارب" الارهاب" في الوقت اللذي هو نفسه يُمارس اعتى اشكال الارهاب والاجرام وما تدمير العراق وزرع الخراب تحت حجج واهيه إلا خير دليل على مسلكية الاجرام والانفصام اللذي يُعاني [ المُعاناه تعني الاحساس بشئ ما, ولا اعتقد ان بوش يشعر بالمعاناه لانه فاقد الحد الادنى للاحساس] منها " رئيس" يملك قوه عسكريه هائله يوظفها بطريقه اجراميه بهدف اشباع غرائز الحقد والكراهيه الذي يحملها نحو العرب والمسلمين والبشرية جمعاء!!.... القوه في يد الحكيم والعاقل مصدر للأمن والسلام!!.. بينما القوه في يد الجبان الحاقد والمعتوه كانت دوما مصدرا للخراب والحروب!!.وهذا ماهو جاري حقا وحقيقه منذ ان انتخبت امريكا لها رئيسا معتوها بكل ماتعنيه الكلمه من مأساويه لم تُبلور مقوماتها احداث سبتمبر فقط كما يزعم المُضللين لابل ان عقلية المجرم والجاهل قد واكبت معتوه واشنطن منذ اللحظة الاولى من دخوله الى البيت الاسود حين كان اول ما قام به الغاء معاهدة الحد من التسلح و الصواريخ مع روسيا المبرمه مع الاتحاد السوفيتي سابقا , والهدف هنا واضح وهو عقلية الحرب التي تجلت في احتلال افغانستان وتدمير العراق ودعم اسرائيل في قمع الشعب الفلسطيني وتدمير مقومات حياته كما هو حاصل في الوقت الراهن,و والحجه والتبرير كانت دوما احداث سبتمبر ومكافحة "الارهاب"!!..... لايُصدق عاقل ان " محاربة الارهاب" تُحتم تدمير العراق وإبادة شعبه بالرغم من ان العراق كدوله وشعب لاناقه له ولا بعير في احداث سبتمبر!!.. لا يُصدق عاقل ايضا ان مُساندة اسرائيل في ذبحها اللشعب الفلسطيني تعني ايضا مُحاربة" الارهاب", في حين ان القضية الفلسطينيه والظلم بحق الشعب الفلسطيني قائم منذ قرن من الزمان ساهمت فيه امريكا في دعم اسرائيل ودعم الإمعان في سلب الحقوق الفلسطينيه لابل مُساندة اسرائيل وتوفير الحمايه لها[ في مجلس الامن وغيره] في إقترافها على مدى عقود من الزمن لابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني!!.. الغريب ان معتوه وارهابي واشنطن حاول ومازال يُحاول ربط النضال التحرري الفلسطيني ب " الارهاب " الى حد ان هذا المعتوه الامريكي والمجلوط الاسرائيلي قاموا بحصار عرفات[ رجل السلام!!] حتى الموت بالرغم من جنوح عرفات للسلام وتوقيعه معاهدة " اوسلو"!! ناهيك عن تدمير العراق دولة وشعبا بحجة امتلاكه" لسلاح دمار شامل" رغم إثبات وثبوت خلوه من هذا السلاح وكذب بوش وباول ورايس ورامسفيلد وكامل الثُله الارهابيه الحاكمه في واشنطن!! هل إعتذر معتوه واشنطن على الاقل عن كذبه الاجرامي وذبح شعب كامل وتدمير دوله عربيه وزرع الطائفيه فيها عنوه,,, ثُم يتساءل "الرئيس" الشاطر والساذج::لماذا يكرهوننا!!!!؟؟ عجيب هذا المنطق المقلوب!!.. عجيب ان يتساءل هؤلاء عن سبب الكراهيه"للغرب" ويدعمون علنيا العدوان الاسرائيلي على لبنان , وتدمير لبنان على هذه الشاكله الهمجيه والفاشيه!!!... يبدو ان غُربة " الرئيس" الامريكي عن معنى وفحوى الانسانيه تجعله لايفهم ان قتل الناس وذبحهُّم يؤدي للحقد والكراهيه !,, ولكن كما يبدو واضحا ان معتوه واشنطن ومعه وكلاءه من العُربان النافقه على قناعه ان العربي مصنوع من خشب ولا إحساس ومشاعر عنده!..., ولهذا بالامكان ضربه وتدميره ومن ثُم تقديم بعض من الفتات والمساعدات " الانسانيه" كما جرى في لبنان او فلسطين!!.... دِية العربي لقمة خبز او كيلو طحين مُعبأه في كيس من الخيش كُتب عليه" مساعده من الشعب الامريكي"!!... لاحظوا المفارقه: اولا ذبح وسلخ واباتشي وتقطيع وقنابل عنقوديه امريكيه ويورانيوم مُنضب تحصُد ارواح الالاف من العرب وتذبحهُم كالنعاج!!,,, ومن ثُم تأتي الدِيَّه في اطر مساعده بخيصه ورخيصه برُخص ذلك الفكر الاجرامي الحاكم في واشنطن!! لاحظوا يضا... كل من ينتقد الجزار يصبح "ارهابي" او مُتطرف وكما قال الرئيس الشاطر" إما معنا او علينا" في حرب " الخير ضد الشر".... مش معقول: عليك كعربي ان ترى وابل القتابل الامريكيه المُنهمر على العرب بمثابة غيث وخير ومطر يروي ارضنا العطشى والقاحله!!!... ارضنا اللذي ارواها معتوه واشنطن بسكب وهدرالدم العربي من المحيط الى الخليج ومن فلسطين ومرورا بلبنان وحتى العراق!!!.... اخر صيحه او اخر وصفه كانت وصف فاشي واشنطن الاخرين ب" الفاشيه الاسلامبه"!!! ليك وقف تأقولك::: الفاشيه والشوفينيه ظاهره امريكيه اوروبيه نشأت في الغرب ضمن مقومات تاريخيه وعنصريه غير مُتوفره في العالم العربي والاسلامي حتى نُطلق عليها " الفاشيه الاسلاميه" حتى لو كانت هنالك ظاهرة التطرف, ولكنها لا ترقى الى مستوى الفاشيه!! ولكنها ايضا ليست تطرف عرقي وفوقي كما جرى في اوروبا وجاري في الوقت الراهن في امريكا!!.........الفاشيه الحقيقيه تتجسد بكل بشاعتها في مسلكية الاداره الامريكيه الحاكمه في واشنطن!!
الفوضى كانت تعني دوما الفوضى وعدم الالتزام بالقوانين والقيم والاصول, ولكن حالة مصطلح " الفوضى الخلاقه" حاله مفهومه ومردوده لمصدرها الفاقد اصلا للقيم والاخلاق الانسانيه ويرى في العربي والمسلم مُجرد قضية ربح او خساره وصورة برميل نفط فقط ,, ولهذا لا حرج هنا على المجانين وفاقدي القيم والاخلاق ان يُروجوا لل" الفوضى الخلاقه" بعد ان فقدوا اخلاقهُم وغرقت مراكبهُم في الدم العربي وتحطمت احلامهُم على صخرة المقاومه العراقيه والعربيه!! والمقاومه لاتعني هنا المقاومه العسكريه فقط لابل المقاومه بكل اشكالها الثقافيه والسياسيه والحضاريه!!.. وشتان بين ثقافة الكاوبوي المبنيه على الذبح والدمار وبين ثقافة المقاومه الحضاريه المبنيه على اسس انسانيه وليست همجيه!!!... نتمنى ان يفهم معتوه واشنطن وثُلته من همج العصر اننا نفهم الاصول ونحترم البشريه جمعاء, ولكننا لا نحترم من هجرتهُم الانسانيه والاخلاق, ولا نحترم من يقلب الجلاد الى ضحيه والضحيه الى جلاد!!.. نحن العرب ورغم اننا كُنا وما زلنا دوما وعاى مدى عقود من الزمن ضحية هذا الغرب وهذا الامريكي والاسرائيلي الهمجي,..إلا اننا ما زلنا نتمتع بأخلاق عالية الجوده وصبر عجز عنه الصبر!!! وإن اراد همج العصر رؤية اثار جرائمهُم بحقنا عليهُم ان لا يتوجهوا الى بغداد وبيروت المدمرتان اولا لابل اولا الى بدايات الاجرام.. الى يافا وحيفا وعكا وعسقلان واثار طرد شعب كامل واحتلال ارضه وتهجيره!!....انظروا الى اثار شجر الصبار على عرض وطول فلسطين التاريخيه!!!هل كانت فعلا ارض خاليه حتى تطلقوا مقولة"" ارض بلا شعب لشعب بلا ارض"!!!... ما زلنا في تغريبة وشطحة معتوه واشنطن, وحتى لا نشطح بكم اكثر!!! لا عيب الا في العيب, والحقيقه ان تغريبة معتوه واشنطن تركت اثارها على عالمنا العربي, ولكنها كشفت عن اقبح واهمج وجوه التاريخ الانساني!!

باحث علم إجتماع ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب!!

www.deyaralnagab.com