logo
الحاجة فاطمة العمور من قرية السرة.. ذكريات يحذوها الألم!!

بقلم : الديار ... 14.03.2013

امرأة صامدة في تجاعيد وجهها حكايات الأرض والانسان، هي امرأة شعلة في ظلمة البادية وظلام الاحتلال، عمرها مر علية مراحل التاريخ القاسية والتي خلفت لنا الواقع الاقسى في النقب ،زوجة الشيخ حسين الهواشلة رحمه الله مؤسس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب وقيادي شريف لم تنم عينه للحظة عن هم البدو.
ولدت الحاجة أم ابراهيم في كرنب التي هي أراضي بملكية عشائر بدوية في الجنوب وهي منطقة أثرية معروفه، ويقال عنهم بدو رحل الا أنهم لا يبتعدوا عن المنطقة. ففي فترة لاحقة انتقلوا إلى منطقة الشعيرية (نسبة إلى نمو الشعير بشكل كبير) اسمها الأخر (ام دمنه) هو الاسم العربي التاريخي "ديمونا اليوم" كانوا يزرعون أنواع من أشجار الفواكه مثل التين والعنب وعندما صادر اليهود الأراضي كانت طريقتهم بحرق المحاصيل، ومضايقتهم فرحلوا إلى قصر السر في الفترة هذه، فكان الشيخ فريج حسان الهواشلة والد صبيحة الهواشلة، كان الكرم والجود، كانت المعاناة كبيره لحرمانهم من الخدمات كافة، وقد شعروا بأن اليهود دخلاء عليهم ومن الصعب التأقلم مع وضعهم آنذاك، سكنوا في بيوت خيم انتقلوا لقصر السر حيث لا يوجد حياة كما كانت في منطقة ديمونا,عاشوا على تربية المواشي ولم تكن الحياة مستقره,لا يوجد عمل أو دخل سوى قطعان الغنم وبعد ذلك صارت الدوريات الخضراء تلاحقهم في المرعى, عانوا وصبروا كثيرا.
رفضوا يطلعوا وينتقلوا إلى أي دولة أخرى أو منطقة أخرى فعرب الهواشلة ظلوا صامدين على أرضهم ولم يوافقوا على الرحيل، فقسم كبير رحل إلى الأردن من العائلات ولكن ولا أحد من عائلتنا رحل إلى الأردن. مع عمليات المضايقة بسلب الأغنام وملاحقة الرعيان,لم تكن خدمات خنق وقمع من كل النواحي حتى من يحاول بناء بيت منعوه وهدموا له. الشيخ حسين الهواشلة كان من القياديين ومحبي الأرض وأبناء عشيرته، وفي احد المواقف كان نقاش بين الشيخ حسين وإحدى القوات انه قال له لن أعيش إلا إذا رحلتكم من هذه الأرض فأجابه لن ارحل حتى أموت . من هذه الموقف انطلق الشيخ حسين في مشواره لإقامة المجلس الإقليمي والاعتراف بقرية قصر السر، كان مريضاً بالسكر ويضحي بصحته ووقته من اجل أبناء عشيرته، ومن أقواله "أن المجتمع لن يتقدم إذا لم تتعلم المرأة فالمرأة المتعلمة هي أساس المجتمع الصالح" . منذ أن احتلوا اليهود ونحن مهددون بالترحيل والملاحقة، أنا لا اذكر الستين بالضبط ولكنني من مواليد الثلاثينات كنت واعية لعديد من الأحداث، أذكر فترة الجود وكرم الضيافة كان ابي يستقبل الضيوف في منتصف الليل يذبح ونحن نحطب ونطبخ ونكرم الضيف في منتصف الليل وعلى ضوء القمر، وفي اواخر فترة الانجليز بدات الحرب ودخل اليهود، كنا في منطقة ديمونا اليوم. وتسرد الحاجة صبيحة حكايتها للتاريخ: "كلها حرثتها بيدي على الجمل وانا عيل (صغيرة) منطقه شعيريه وكرنب وقصر السر كلها النا جدي قسمها وظل فيها زرعنا الارض وحصدناها يوم لما دخلت اسرائيل وانا واخوي كنا نحرث جاء يهودي يركض علينا ومعه بروده وانا خوافة (أخاف) شردت بالناقة واخوي كان على جمل يحرث وساله اليهودي ليش شردت قال ناقتها مش قوية وانا بحرث احسن منها معاي جمل اقوى، اختفيت بسرعة كنت قوية هذيك الايام مش زي اليوم، انا ما بريد طريق اليهود ونوبة شفت اليهود وهجيت عالبطين وبديت اصرخ اليهود أجونا ولاقوهم ولادنا وقالوا خذو وراق ملكيتنا كنا تابعين لابو رقيق، من الخوف ما بينت غير في الليل لما نادى علي أخوي وقلت له أحلفك بالله عندك يهود ولا عقدوا قد ما أنا خايفة منهم، كنت أورد عالمي وانا راكبة عالبل (على الابل) . كان ابوي شهم وقوي كان معاه سلاح حمانا فيه من الحرامية بتذكر مرة لما حاولوا الحرامية معهم بواريد يسرقوا الابل قدر عليهم واخذ سلاحهم وطخ عشان بنجو منهم وشردوا، كان له مواجهات كثيرة مع اليهود وبتذكر مرة قالوا انه سوا كمين لطيارة مع اصحابه، حطوا متفجرات وصارت معركة استشهد فيها واحد منهم-
اريد اسلم عليك يا يباه راعي النياق المباهيل يلي كلامك على مجراه مثل القلم في الدفاتيري
هذيك يا عرب فريج كلها شيوخ ومخاتير ملبوسها من جديد الجوخ وركابها يا الحناتيري
وحد الله لو كنت عقيل: ومدح نبيك لا سرت في المعايير
لا تبيع الزين بالشين:لو بعت الزين بالشين ما تكيل العيش بالقناطير ولا اباع المرجان بالدنانير .
وما عقد الجيش بالطوابير خذ الراي من أهل الراي لو كانت مره لو كانت الخيل تضرب في الخناتيق .
ما كل علام بعير عقيد غار الي ربعه كثيرة
وطغى القلوب لجثته زي المحامين ومشيه تراتيب زي الحبر في القراطيس وحد الله لا تكون عنيد .
الارض احسن شيء " بلادنا يا فلسطين حنا نحارب دونها ويا بنت ياللي بقص العينيه شوفي حالنا يا بنت يا زرقه وشامله لا توخذي اللي شرد خذي ابو رمح طويل ياللي على العربه يرد" .
الارض ملكنا حتى لو يحط لك الدنيا ما بعتها الارض ما نبيعها لما اخذوا الارض ادعقوا البيوت والارض وشيلونا منها وبعدين ثنينا وصار الحج يدافع احنا عيينا نشرد زي اللي شردوا، الشرف والارض احسن شيء عندنا وسمعنا في اليهود والدبابات كان معنا بارود ولكن ايش بسووا للدبابات قدروا علينا ورحلونا .
أرقص عليك يا جبل لما حصاك يلين واشوف درب الحبايب من وراك تبين
الربيع لمنا والزرع فرقنا وأحبابنا قوطروا والدمع حرقنا
حزب الربيع له ليالي والرفق زيه والناس الإقدام ترى نارهم حيه
الشيخ حسين الهواشلة الله يرحمه ما تنازل عن حقوقه حتى لما هدوا دار ابراهيم ابنا قام الشيخ حسين ودافع واخذ مسؤولية عن كل العرب، الشيخ حسين الهواشلة مؤسس المجلس الاقليمي .... كان الشيخ بيحب ناس كثير من راده الله رادوه الناس أصحابه كثار في كل المنطقة، كشف عن وضع البدو في النقب ودافع عنهم ولما توفى فتحو له كمان بيت عزا في الاردن كل الناس رادوه وشاوروه في كل شيء وبس يصير شيء مع الناس بقولوا الله يرحمك يا شيخ حسين، وقفت معاه لما يجوه ضيوف ما بقيت يوم من الوقفه ونحمد الله ونشكره .
لما اخذوا الارض اخذوا حياتنا تميت أباريك وأحط البلح في أيدك واليوم يا حلو لابايدك
حنان كتت مع العرقوب يا دمع عيني مباريها لو اوطت السوق مجلوبة لوطي ورائها وشتريها
حنان يا زينة المنطوق يا شمعة البيت والعيلة والقرن الاشقر حرير السوق والوجه يغوي قناديله .
يا هدى يا غزيل القمري لن جابت الريح زويته ياخدها يا بيض الرقدي يوهي على العش راميته
يا راكب ظهر تقول غزلان ركابهن كيف يعيشن يا ولد عضه عن الدومال تلقاهن شهبن حرافيشي
ردوا عشيرهن من الرعيان يا قذلته سفت الريشي يحرم علي عيشة الانذال لو لبسوه الدناديشي يا قلب والله لطولك لقطعك بالموس ورميك في البير ورجد عليك دموس .
انتو بني عمنا والبعد زاويكو وريدكوا تسلموا وعيش غاليكو وعيش حتى الطنيب الي مواليكو
يا مبهر بالله تسوقه على الي كل عدن تذوقه وتعديه ناس عن ناس وتعديه على الي فكاك ربعه ورياق يباس .
عشب له ليالي والرفق زيه والناس الاقدام تلقى نارهم حيه
عشب الربيع لمنا والزرع فرقنا واحبابنا قوطروا والدمع حرقنا
عيني ترعى خيال مزرفل العده احنا ارد السلام ورد ما ارده (سؤال)
كأنك مسافر وقاصد النيه رد السلام عندنا عندنا ما في مقفيه (جواب)
البدو صاروا ثلاث انصاف يا خانت الوقت جوالي فيهم حصاد وفيهم غماد وفيهم على الدرب شفيله
غزلان وادي تريبه ولعن قلبيه مزين ما جيت بلقاهن على قلبيه (بيت الشعر هذا يعود الى حنين الى ارض تريبه-منطقة خصبه للمرعى والان هي منطقة امنية)

المصدر : صحيفة سدره

www.deyaralnagab.com