logo
غزة.. فلسطينية :المولوتوف الطائر: «يوم الزحف» لاجتياز الحدود آت.. الطائرات الورقية سلاح بسيط يربك حسابات الاحتلال!!
22.04.2018

فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» التي انطلقت يوم 30 اذار/مارس الماضي تتصاعد، مع مرور ثلاثة أسابيع على انطلاق شرارتها الأولى عند خمس مناطق «تخييم» مقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتتجدد المشاركات الجماهيرية والأفكار المستخدمة في «المقاومة الشعبية» وتتنامى، تمهيدا للوصول إلى «يوم الزحف» لاجتياز الحدود، بالرغم من القمع الإسرائيلي العنيف، الذي يتجلى في استخدام الصواريخ والطائرات لحرف الفعالية عن طابعها الشعبي.فبالرغم من الرصاص الذي يطلق بشكل دقيق صوب المتظاهرين، موقعا خسائر بشرية كبيرة طول الأيام الماضية، وفي الأخص في أيام الجمع، إلا أن ذلك لم يمنع المتظاهرين شيوخا وشبابا وأطفالا ونساء من الوصول إلى «مخيمات العودة» للمشاركة في الفعاليات التي لم تنقطع، وأبرزها تلك الفعاليات الفلكلورية الشعبية، وحملات القراءة والزراعة وحتى اللعب واللهو.وللجمعة الرابعة التي سميت «جمعة الشهداء والأسرى» وصل آلاف المواطنين إلى مناطق «التخييم» الخمس، وتحدوا من جديد القوات الإسرائيلية، ورشقوا بالحجارة جنود القناصة، الذين ردوا بإطلاق نار كثيف أدى إلى سقوط شهداء وجرحى جدد، رفع العدد الإجمالي إلى 37 شهيدا.وفي آخر إحصائية لأعداد الضحايا أصدرتها وزارة الصحة، أشارت إلى أن من بين عدد الشهداء الإجمالي ثلاثة أطفال، بينما وصل عدد المصابين 4279 مواطنا، منهم 642 طفلا و243 سيدة. وأوضحت الإحصائية أن الإصابات تراوحت بين الخطيرة والمتوسطة والطفيفة، وكان من بينها إصابة 1539 مواطنا بالرصاص الحي، و388 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما بلغت حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع 1878.ولعل الأسبوع الماضي شهد تحديا جديدا لإسرائيل التي تعيش مرحلة ترقب شديد، لما بات يعرف باسم «يوم الزحف» من خلال تطوير المشاركين في الفعاليات سلاحا جديدا تمثل بـ«الطائرات الورقية المحترقة» التي سببت خسائر كبيرة لإسرائيل، عندما أتقن المشاركون استخدامها في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.والسلاح الشعبي الجديد يقوم على وضع زجاجة «مولوتوف» مشتعلة تحتوي على قطعة قماش ووقود، أسفل طائرة ورقية كبيرة، يجري إطلاقها عندما يكون اتجاه الريح غربيا، لحملها من حدود قطاع غزة القريبة من السياج الفاصل إلى مناطق البلدات الإسرائيلية الواقعة في «غلاف غزة» لتبدأ بعدها الخطوة التالية في استخدام السلاح الجديد.وبمجرد تحليق الطائرة الورقية على بعد قليل من الهدف المنشود، يجري إطلاق الحبل المثبت في مقدمتها ويصل نهايته في يد من أطلقها، لينتهي المطاف فيها داخل حقل أو منطقة حرجية، ما يسفر حينها عن اندلاع النيران في المكان.ومثل السلاح الجديد هاجس رعب كبير لدى القيادة الإسرائيلية، التي تتهيأ قبل نهاية العام الجاري للإعلان عن الانتهاء من السور الاسمنتي للقضاء على أنفاق المقاومة المشيدة في باطن الأرض، والتي يجتاز بعضها الحدود.جاء ذلك في الوقت الذي شرع فيه الفلسطينيون بتكرار استخدام «السلاح الجديد» الذي يعبر الحدود الإسرائيلية.وفي هذا السياق تقدم أعضاء المجلس الإقليمي «أشكول» القريب من حدود غزة، والذي تهدده «الطائرات الورقية المشتعلة» بشكوى رسمية للشرطة والجيش الإسرائيلي، حول زيادة ظاهرة سقوط هذه الطائرات الآتية من قطاع غزة، التي جعلت قوات الدفاع المدني في منطقة غلاف غزة في «حالة تأهب مستمرة».وحتى اللحظة لم يتمكن جنود القناصة الإسرائيلية الذين دفعت بهم قيادة الجيش بأعداد كبيرة منذ بداية فعاليات «مسيرة العودة» ولا القوات الخاصة الموجودة في مناطق الحدود أيضا، من إيجاد حل يوقف هذا السلاح الشعبي الجديد، وهو ما دفع إسرائيل لاعتبار مطلقي الطائرات هدفا لسلاحها الجوي، في مسعى لإيقاف السلاح المقلق.وأكد داوود شهاب، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وأحد المشرفين على «مسيرة العودة الكبرى» أن الأيام المقبلة التي تسبق يوم 15 أيار/مايو المحدد لأن يكون «يوم الزحف» واجتياز الحدود، ستشهد تكثيفا للنشاطات في «مخيمات العودة».<br />
وقال أن عملية نقل «مخيمات العودة» من مكانها القديم، وتقريبها مسافة 50 مترا من الحدود، تندرج في هذا السياق، لافتا إلى أن تلك الخيام ستنقل باتجاه الحدود بشكل أسبوعي، وسيجري نصب المزيد منها أيضا، استعدادا لعملية الاجتياز.وكان القائمون على فعاليات «مسيرة العودة» قاموا بتقديم الخيام عشرات الأمتار، في رسالة واضحة لإسرائيل، بأن مرحلة الزحف اقتربت، وأن النشاطات ستستمر ولن تتأثر بعمليات القمع العسكرية.وأكدت الهيئة الوطنية المشرفة على «مسيرة العودة» أن هذه الخطوة تعد «تعبيرا عن التقدم المنظم للتأكيد على الحق في العودة وتصديا لصفقة القرن ومؤامرة الوطن البديل».يشار إلى أن إسرائيل عاودت استخدام قوتها العسكرية الصاروخية من جديد ضد قطاع غزة، وقصفت أهدافا جديدة للمقاومة على الحدود الفاصلة، وأوقعت إصابات بينها خطيرة، في مسعى منها لـ «تسخين» الحدود عسكريا، من خلال الدخول في «مواجهة محدودة» تلغي الفعاليات الشعبية قبل الوصول إلى تاريخ 15 أيار/مايو. غير أن ذلك لم يؤثر على موقف الفصائل الفلسطينية ومن ضمنها المسلحة، التي اتخذت قرارا باستمرار النشاط السلمي في هذه المرحلة، لإقرار «حق العودة». وأجمع مشاركون بينهم سياسيون وكتاب خلال ندوة حملت اسم «مسيرة العودة رؤية تقييمية» على أن المسيرة أفشلت مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية وما تعرف باسم «صفقة القرن» التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية.
وقال الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس خلال الندوة، وهو عضو في الهيئة القيادية في «مسيرة العودة» أيضا أن «المقاومة الشعبية حق طبيعي وشرعي للشعب الفلسطيني» مؤكدا أن المسيرة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية عالمياً، وأنها في صدارة قضايا العالم واهتماماته وأولوياته الحالية.وقال «رغم القتل والإرهاب والتخويف الإسرائيلي بحق المشاركين السلميين في المسيرة، إلا أن شعبنا انتفض وخرج بالآلاف للمطالبة بحقه المشروع بالعودة إلى أراضيه المحتلة» مؤكدا أن الفعاليات المنظمة أظهرت جرائم الاحتلال الوحشية والهمجية بحق المتظاهرين السلميين، مشيرا إلى أن يوم 15 أيار/مايو سيكون حافلا بالفعاليات للمطالبة بالحقوق الفلسطينية!!


www.deyaralnagab.com