logo
واشنطن.. أمريكا : بلومبيرغ: في السعودية أصبح العدو هو الخائن لا الكافر.. وعقلية سعود القحطاني مستمرة !!
04.03.2019

في تقرير أعدته فيفيان نيرين لموقع “بلومبيرغ” الأمريكي تحت عنوان “خائن هو الكافر الجديد حيث تحكم القومية قبضتها على السعودية” وبدأته بالحديث عن منى أبو سليمان، الإعلامية السعودية ومقدمة البرامج التلفزيونية السابقة، حيث بدأت قصتها بتغريدة وصلت إلى حسابها تتحدث عن وفاة المفتي العام للسعودية. وعندما بحثت عن مصدر التغريدة وجدت أنها جاءت من مصدر رسمي. ولهذا قررت مشاركة 544.000 من متابعيها بالخبر. وكان قرارا خاطئا كلفها ليالي طويلة من القلق وكشف عن الكفاح العميق والبشع حول ما يعني أن تكون مواطنا في مملكة تقوم ببناء هوية جديدة لها في ظل ولي عهدها الجديد. وكانت القصة حول المفتي كاذبة ومع أنها حذفت الخبر واعتذرت إلا أن الضرر حدث.وراقبت وعلى مدى ليال طويلة الهجمات عليها باعتبارها “نجسة” و “حثالة” وأنها “خائنة” تتلقى الدعم من الأجانب ويجب والحالة هذه تجريدها من جنسيتها. ولاحظ التقرير أن الاتهامات والانتهاكات لم تشتمل على التهمة الجاهزة في المملكة المحافظة وهي “التكفير”، فبعد كل هذه تعد هذه المذيعة من أول مقدمات البرامج على التلفزيون السعودي اللاتي ظهرن بوجه سافر. وكانت أبو سليمان المفعمة بالحياة والبالغة من العمر 45 عاما أول من تحدي القيود التي فرضتها المؤسسة الدينية.التطورات الجديدة في المملكة والتحول القاسي نحو الوطنية والتقليل من البعد الديني المتقشف المرتبط في الخارج بالإرهاب، والتركيز على تمجيد الحاكم الفعلي ولي العهد محمد بن سلمان.وتشير الكاتبة إلى التطورات الجديدة في المملكة والتحول القاسي نحو الوطنية والتقليل من البعد الديني المتقشف المرتبط في الخارج بالإرهاب، والتركيز على تمجيد الحاكم الفعلي ولي العهد محمد بن سلمان الذي يقوم بعملة إصلاح الاقتصاد في البلاد. وفي ضوء إعادة تصميم العلاقة بين الدولة والمواطن أصبح العدو هم “الخونة” لا “الكفرة”. ويبدو أن الكثير من السعوديين يعتمدون على الخطاب الرسمي في البلاد. ويتم توجيه اتهامات الخيانة على الإنترنت وتكتب على أوراق تهديد ويتم الاحتفاء بها بالخط العريض الأحمر على الصفحات الرئيسية للصحف. ويتم استهداف أي شخص يتهم بمحاولة تشويه المملكة وحتى الكوميديين الذين يطلقون النكات البريئة عن التصرفات الخاصة بالمملكة. وفي كلام لاذع قدمه عبد الله الفوزان، عضو مجلس الشورى وتم تداوله بشكل واسع على منابر التواصل الاجتماعي جاء فيه: “لو كان الشخص محايدا أو يقف مع العدو فمن حقنا اعتباره خائنا”. وتعلق الكاتبة أن المخاطر من إغراء المواطنين لملاحقة أبناء بلدهم تحت شعار الدفاع عن الوطنية قد يؤدي لخرق في مجتمع يعاني من الضغوط التي جلبتها إصلاحات محمد بن سلمان و”رؤية 2030″ وقد تمنع المستثمرين من المشاركة في عمليات الاستثمار التي تحتاجها البلاد بشكل ماس. وفي مقابلة مع أبو سليمان في فيلتها بالرياض قالت” يجب على الحكومة أن تتحرك وتمنع حملة الكراهية من تدمير نسيج مجتمعنا”، مشيرة إلى التنمر والملاحقة ستؤدي إلى تشويه التغييرات التي تفتخر بها. ويبدو أن الحكومة ليست متعجلة في الوقت الحالي للقضاء على مزاج الكراهية وعقلية إما معنا أو ضدنا” التي يرى بعض السعوديون أنها ضرورة لتوجيه البلاد نحو عملية تحول قاسية. ولي العهد قام بتخفيف الكثير من القيود الاجتماعية ورفع الحظر عن دور السينما وقيادة المرأة للسيارات، وفي الوقت نفسه قام بحملة اعتقالات لعشرات المعارضين السياسيين.فبناء على خطة التغيير سيتم انهاء عصر المواد الرئيسية المدعمة والتسوق المجاني بدون ضريبة وإلغاء عدد من الوظائف. وقام ولي العهد بتخفيف الكثير من القيود الاجتماعية ورفع الحظر عن دور السينما وقيادة المرأة للسيارات. وفي الوقت نفسه قام بحملة اعتقالات لعشرات المعارضين السياسيين. وتشير الكاتبة للدور الذي لعبه سعود القحطاني، أحد كبار مستشاري ولي العهد والذي بدأ بإثارة المخاوف لدى المواطنين وأن البلاد عرضة للخطر من الداخل والخارج في عام 2017. وقام بإعداد “قائمة سوداء” على وسائل التواصل الاجتماعي حث فيها السعوديين للمشاركة وتقديم معلومات وذكر اسماء وفضح “المرتزقة” ممن وقفوا مع قطر في الأزمة التي قادتها السعودية والإمارات. وحملت الصحف المحلية الراية العام الماضي عندما نشرت صورا للمعتقلات الناشطات في مجال الدفاع عن المرأة. ونشرت صحيفة “الجزيرة” صورا للنساء المعتقلات على صفحتها الأولى وعلى كل صورة كلمة “خائنة”. مما دعا الكثيرين للاستنتاج أن هذا التصرف لم يكن بدون مصادقة تكتيكية من المسؤولين. ورغم خسارة القحطاني وظيفته في تشرين الأول (أكتوبر) 2018 بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وتعرضه للتحقيق لدوره في الجريمة إلا أن عقلية الحصار التي قام ببنائها استمرت.وترى الكاتبة أن الصيغة المحلية والعقلية الانتصارية تشير لنفس الأصداء التي أثارها شعار دونالد ترامب ” أمريكا أولا” و “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” فهناك شعار “السعودية أولا” و “السعودية العظمى” ولكن بمذاق سعودي. وتقول إيمان الحسين، الباحثة السعودية والزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ” جاءت القومية إلى السعودية في وقت لا تحاول فيه فقط الحد من سلطة رجال الدين وبل وتبنت فيها سياسة خارجية حاسمة”. ويزعم الامير محمد بأنه يتبع الاعتدال ويريد الحد من تأثير رجال الدين إلا أنه عبأ السعوديين خلف قراره المشاركة في حرب اليمن وخلافه مع قطر. وقالت إن القمصان التي طبع عليها “رؤية 2030” تباع في سوق طيبة بـ 6.7 دولارا أما القلم المرسومة عليه صورة محمد بن سلمان فيباع بخمسين ريالا. وقال الأمير طلال الفيصل، 38 عاما رجل الأعمال “كان من المحرم أن يشعر الشخص بكونه سعوديا فقط” و”تسافر في أي وقت حول العالم وأول شيء تراه عندما تخرج من الطائرة والمطار هو عبارة “أحب فرنسا” أو باريس أو لندن، ونحن نمشي على الطريق”. وقال إن القوميين المتطرفين هم أقلية ويجب عدم خلطها بالغالبية التي تحب وطنها. إلا أن التحول لديه جانب يثير الضغينة ويختلف السعوديون حول من يحملونه المسؤولية. ويقول عبد العزيز، 25 عاما إن الدعوة للتعبير عن القومية يأتي من الأعلى. ويقول خالد العثمان، صاحب شركة تطوير محلي إن إثارة المشاعر القومية وحدها من أجل بناء جسور مع العالم قد يترك أثارا سلبية. وقال “أنا متأكد من عدم مصادقة المستوى الرسمي لا الملك أو محمد بن سلمان على هذه” و “هي ضد مصالحهم”. وأيا كان المسؤول عن هذا فقد غير سلوك السعوديين الذين توقفوا عن استخدام “تويتر” وعقد التجمعات العائلية لتجنب سؤال الولاء. وتختم الكاتبة بالإشارة للحملة التي تعرضت لها سفانة دحلان، المحامية البالغة من العمر 40 عاما ،بعدما نشرت فيديو العام الماضي لكلمة القتها عام 2013 عن التحديات التي تواجه المرأة السعودية، حيث بدأت حملة قدح واتهام لها بتشويه سمعة الدولة. ونشرت لها صور وهي تشارك في مؤتمر بقطر قبل سنوات عدة من الأزمة الحالية. واتصل بها شخص في مكتبها قائلا “توقعي جنازة” وتركت أوراق على سيارتها تهددها بالموت لأنها خائنة. **كتب..ابراهيم درويش*..المصدر : القدس العربي


www.deyaralnagab.com