logo
بيروت..لبنان: ثورة عارمة : عون يعد بحل… وجعجع يسحب وزراءه… والمحتجون يصرون على إسقاط “النظام” !!
20.10.2019

أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ليل السبت الأحد استقالة وزرائه الأربعة من الحكومة تحت ضغط الشارع، في خطوة رحب بها المعتصمون في وسط بيروت. فيما وعد الرئيس اللبناني ميشال عون بـ”حل مطمئن” للأزمة، فيما تمسك المحتجون بمطلب إسقاط النظام، وظهر جدل بشأن الذهاب إلى “حكم عسكري”.وقال جعجع في مؤتمر صحافي عقده شمال بيروت “توصلنا إلى قناعة أن الحكومة عاجزة عن اتخاذ الخطوات المطلوبة لإنقاذ الوضع (..) ومن هذا المنطلق قرر تكتل لبنان القوي الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة”.واحتفل المتظاهرون الذين لا زالوا يملأون الساحات في وسط بيروت وفي مناطق عدة في جبل لبنان وجنوبه وشماله وشرقه، بخبر استقالة وزراء “القوات اللبنانية” وهم: كميل أبو سليمان (وزير العمل)، مي شدياق (وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية)، غسان حاصباني (نائب رئيس حكومة)، ريشار كويومجيان وزير الشؤون الاجتماعية.وتواصلت الاحتجاجات السبت لليوم الثالث على التوالي في العاصمة بيروت وفي شمال لبنان وشرقه وجنوبه وفي عدد من المناطق في جبل لبنان وقطعت بعض الطرقات احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية. وغصت مدن صيدا وصور جنوب لبنان وبعلبك شرق لبنان بآلاف المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام كما تظاهر الآلاف في مناطق جل الديب وجبيل وجونية والذوق وعاليه في جبل لبنان وأكد العديد منهم الإصرار على “البقاء في الشارع حتى استقالة الحكومة، وسقوط النظام “. كما شهدت مدينة النبطية جنوب لبنان مظاهرة حاشدة.وتعرض المتظاهرون في مدينة صور لاعتداءات من قبل مناصري “حركة أمل” ظهر السبت، لكنهم عادوا واحتشدوا بالآلاف مساءً.وارتفعت أعداد المشاركين في المظاهرات مساء السبت وشهدت طرابلس عاصمة الشمال مظاهرة حاشدة احتشد خلالها المحتجون منذ الصباح وغصت بهم ساحة النور مساء السبت في طرابلس، كما شهدت مناطق أخرى في وادي خالد وفي المنية وعكار شمال لبنان مظاهرات مماثلة.وأقفلت المدارس والجامعات والمصارف أبوابها وكذلك المحال التجارية.وحمل المتظاهرون الأعلام اللبنانية وأنشدوا الأغاني الوطنية، وطالبوا بإسقاط السلطة بكل رموزها، وبإسقاط النظام السياسي وإسقاط الحكومة، ووجهوا الانتقادات لكل المسؤولين في الدولة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب وطالبوا باستقالتهم جميعا ورددوا عبارة ” كلن يعني كلن”.وامتلأت ساحتي الشهداء ورياض الصلح في وسط بيروت بالمحتجين مساء اليوم وشارك فيها مواطنون من كافة المناطق اللبنانية وطالب المحتجون بإسقاط الحكومة ومحاسبة من تسببوا بالديون وطالبوا من نهب الأموال وقالوا ” لن نغادر الساحات قبل أن يعيدوا الأموال المنهوبة” كما طالبوا بأن يقوم المسؤولون بتسديد الدين العام من ثرواتهم الخاصة”.وقطع المتظاهرون عددا من الطرقات في مختلف المناطق في لبنان بالإطارات المشتعلة، والأتربة، وفتحت الطرقات في الضاحية الجنوبية بعد كلمة الأمين العام لـ “حزب الله” ظهر السبت، وكانت الضاحية قد شهدت في اليومين الماضيين احتجاجات وقطع للطرقات.وأفرجت القوى الأمنية عن عدد من الأشخاص، كانت قد اعتقلتهم مساء الجمعة في مظاهرات ساحة رياض الصلح في وسط بيروت .وأعلنت وزيرة الداخلية ريا الحسن في تغريدة عبر موقع “تويتر” أنها “اتصلت بالمدعي العام لدى محكمة التمييز الذي أبلغها أن معظم الذين تم احتجازهم سيتم إخلاء سبيلهم بسند إقامة، وذلك لاستكمال التحقيقات لاحقاً للتثبت من مدى توافر الأدلة المادية حول إقدامهم عمداً على ارتكاب أعمال شغب وسرقة محال وحرق الممتلكات العامة والخاصة”.وقال الرئيس عون، عبر حساب الرئاسة على “تويتر” السبت، إنه سيكون هناك “حل مطمئن” للأزمة، دون مزيد بشأن التوقيت والتفاصيل.من جهة ثانية أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تصريح له مساء السبت على قناة “الجديد” المحلية أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أرسل له “الورقة الاقتصادية المقترحة ونحن بصدد الاجابة وسنحضّر ورقة معدّلة ومضادة فيها العناوين الاساسية لوضع حد للانهيار المالي”.وأضاف جنبلاط “نرفض أي ضريبة وأي رسم، نعم للضريبة التصاعدية الموحّدة والأملاك البحرية وإلغاء كل الملحقين العسكريين إلا للدول التي تساعد الجيش اللبناني ونعم لإلغاء معاشات النواب والوزراء الحاليين والسابقين”.وتابع جنبلاط “أعلم أن ما أقوله صعب وغير شعبي لكن الذهاب الى الفراغ المطلق أصعب وعلينا تفادي الفراغ والانهيار المالي”.وكان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قد أجرى السبت اتصالات مع عدد من الوزراء في إطار المشاورات التي يجريها مع مختلف القوى بشأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وسبل معالجتها، بعد الكلمة التي وجهها الجمعة الى اللبنانيين، على وقع استمرار الاحتجاجات.وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري إنه “في إطار الاتصالات والاجتماعات المكثفة التي يشهدها بيت الوسط للتشاور مع مختلف القوى بشأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسبل الممكنة لمعالجتها، بعد الكلمة التي وجهها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى اللبنانيين الجمعة، التقى الرئيس الحريري على التوالي كلا من وزير الصناعة وائل أبو فاعور، وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس ووزير المال علي حسن خليل”.كما التقى الحريري لهذه الغاية ” النائب نقولا صحناوي يرافقه الخبير الاقتصادي شربل قرداحي في حضور الوزير السابق غطاس خوري”.وكتب وزير المال اللبناني، علي خليل، على حسابه بـ”تويتر” السبت، إنه تم الاتفاق، خلال لقاء مع رئيس الحكومة، على إنجاز موازنة عام 2020 من دون فرض أية ضريبة أو رسم جديد.وأضاف أنه جرى الاتفاق أيضًا على إقرار خطوات إصلاحية جدية (لم يحددها)، مع مساهمة من القطاع المصرفي وغيره، بما لا يطال الناس بأي شكل، ولا يحملهم أية ضريبة مهما كانت صغيرة.وقال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، في خطاب متلفز السبت، إن “الناس لا يمكنهم تحمل رسوم وضرائب جديدة”، لكنه رأى أن “المشكلة ليست في الحكومة، بل في المنهجيّة المتبعة”.واعتبر أنه “إذا اتخذت الحكومة الحالية، وأي حكومة، إجراءات عمليّة، وعالجت الهدر والفساد، ودمجت مؤسّسات، ووفرت الكثير من النفقات، تنتهي الأزمة”.ويواجه الاقتصاد اللبناني تحديات اقتصادية تتمثل في ارتباك سوق الصرف المحلية، وتذبذب وفرة الدولار، وارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء فوق 1650 ليرة/ دولار، مقابل 1507 في السوق الرسمي.ومع تفاقم الاضطرابات السياسية التي تعصف بالبلد، بلغ إجمالي الدين العام 86.2 مليار دولار، في الربع الأول من 2019، بحسب وزارة المالية، في مايو/ أيار الماضي.ويتوزع نظام الحكم في لبنان بين ثلاث رئاسات، هي: رئاسة الجمهورية، ويتولاها مسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة، ويتولاها مسلم سُني، ورئاسة مجلس النواب (البرلمان)، ويتولاها مسلم شيعي.!!


www.deyaralnagab.com