logo
بيروت..لبنان : الحريري يقدم تشكيلة حكومية لعون.. والقاهرة تطالبه بعدم الاعتذار وتَعِد بدعم لبنان!!
14.07.2021

قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم الأربعاء إنه قدم تشكيلة حكومية إلى الرئيس ميشال عون تضم 24 وزيرا وينتظر رده غدا الخميس، لإنهاء ما يقرب من تسعة أشهر من الجمود ووقف الانهيار الاقتصادي.وقال الحريري بعد اجتماع مع عون “بالنسبة لي هذه الحكومة قادرة على البدء بالنهوض، تقوم بالبلد، والبدء بالعمل على وقف الانهيار، وتمنيت جوابا من فخافة الرئيس غدا لكي نبني على الأمر مقتضاه”.ساعات حاسمة بامتياز تعيشها العاصمة اللبنانية لتبين الخيط الأبيض من الأسود على وقع ترقّب حركة الرئيس المكلّف سعد الحريري بين القاهرة وبيروت، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدداً من كبار المسؤولين المصريين قبل أن يزور قصر بعبدا ويلتقي الرئيس اللبناني ميشال عون لتقديم تشكيلة حكومية من 24 وزيراً تحمل ملامح مرونة في توزيع الحقائب. لكن هذه التشكيلة استبقها خصوم الحريري بالتشكيك بها وبالقول إن الرئيس المكلّف يعرف مسبقاً أنها مرفوضة من رئيس الجمهورية، وتمثّل الفصل الأخير من مسرحية الاعتذار.وقد سمع الحريري من الرئيس المصري دعماً لجهوده في تشكيل الحكومة وأهمية تكاتف المساعي في لبنان لتسوية أية خلافات، وأعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أن “الرئيس رحّب بالحريري في مصر، مؤكداً دعمها الكامل للمسار السياسي للرئيس الحريري الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة، مع أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أية خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني”.في المقابل، أشاد الحريري “بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة، في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي”، مؤكداً “اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل”.وكان الرئيس الحريري استهل لقاءاته في العاصمة المصرية باجتماع عقده مع وزير الخارجية سامح شكري في قصر التحرير تمّ خلاله عرض لآخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، فقد أكد الوزير المصري على دعم مصر للبنان الشقيق للخروج من الوضع الحالي. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ في تغريدة على”تويتر” أن “الوزير شكري شدّد خلال اللقاء على ضرورة تغليب كافة الأطراف اللبنانية للمصلحة العليا للبنان بمنأى عن أي مصالح ضيّقة”.وفي وقت يطلّ الرئيس المكلّف على قناة “الجديد” مساء الخميس في حلقة استثنائية تحت عنوان “الرئيس المكلّف من دون تكليف” للإعلان عن اعتذاره عن عدم التأليف في حال عدم التوافق مع رئيس الجمهورية على تشكيلة وزارية، ذكرت معلومات أن القاهرة طالبت الحريري بعدم الاعتذار، وأبلغته أن مصر “ستعمل على وضع خارطة طريق لحل الأزمة وستدعو دولاً عربية عدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان”. وكشفت مصادر لوسيلة إعلامية أن “القاهرة ستسعى إلى إنشاء مجموعة اقتصادية دولية لدعم لبنان، وأن وفداً مصرياً رفيع المستوى سيزور بيروت قريباً لدعم تشكيل الحكومة”. كذلك تمّ إبلاغ الحريري “أن مصر ستقود حواراً عربياً لدعم لبنان ومنع تصاعد الأمور، كما وأنها ستدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بشكل كامل، واتفقت مع الحريري على جدول زمني يتم التشاور فيه لتشكيل الحكومة”.على خط مواز، كان موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستشار شؤون شمالي أفريقيا والشرق الأوسط السفير باتريك دوريل يجول على عدد من القادة اللبنانيين وفي طليعتهم رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اعتبر “أن الجهود لا تزال قائمة لتأليف حكومة جديدة تعطي أهمية أولى لتحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد والمضي في التدقيق المالي الجنائي”. وعرض عون للموفد الفرنسي “الصعوبات والعراقيل الداخلية والخارجية التي واجهت ولادة الحكومة الجديدة”، معرباً عن أمله في أن “يحمل اللقاء مع الرئيس المكلّف مؤشرات إيجابية ولا سيما أن 9 أشهر مضت ولبنان من دون حكومة على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون على مختلف الأصعدة”. وفيما جدّد تأييده المبادرة الفرنسية، شكر للرئيس ماكرون “الجهود التي يبذلها لدعم لبنان والمساعدات العينية التي قدّمتها بلاده والمؤتمرات التي نظمها الرئيس الفرنسي لهذه الغاية، والمؤتمر الذي عقده في الرابع من آب/أغسطس المقبل دعماً للشعب اللبناني”. واعتبر الرئيس عون “أن زيارات المسؤولين الفرنسيين إلى لبنان تباعاً دليل على الاهتمام الذي توليه فرنسا للوضع اللبناني والصداقة العميقة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والفرنسي”.من جهته، أبدى السفير دوريل خلال اللقاء الذي شاركت فيه السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، حرص فرنسا على الاستمرار في دعم لبنان ومساعدته”، لافتاً إلى “أن مؤتمر الدعم الذي ينظمه الرئيس ماكرون بداية الشهر المقبل يدخل في هذا الإطار، مركزاً على أهمية الإسراع في تأليف حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”.وشملت جولة دوريل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.تزامناً، جرعة دعم تلقاها لبنان من صندوق النقد الدولي من خلال ممثل لبنان والمجموعة العربية في مجلس إدارة الصندوق محمد محيي الدين الذي أطلع رئيس الجمهورية على أن “صندوق النقد الدولي سيعمد إلى تخصيص لبنان بما يوازي 860 مليون دولار أمريكي من ضمن برنامج متكامل بوحدات حقوق السحب الخاصة تبلغ قيمته 650 مليار دولار تُوزَّع على 190 دولة وذلك خلال الشهرين المقبلين”.!!


www.deyaralnagab.com