logo
1 2 3 41120
عيادات متنقلة للإحاطة بالفئات المهمشة في غزة!!
05.10.2021

**العيادات المتنقلة تخفف الأعباء المالية على العائلات الفقيرة في القطاع لعدم وجود أي مراكز طبية في المناطق النائية.
غزة (فلسطين) - في حي الشجاعية شرق مدينة غزة اصطف عدد من الأطفال لإجراء فحوصات طبية داخل عيادة متنقلة وصلت للتو إلى منطقتهم ضمن حملة أطلقتها جمعية إغاثة طبية فلسطينية لمساعدة سكان المناطق النائية في القطاع.
وتضم العيادة طبيبا عاما وآخرين متخصصين للأطفال والنساء، إضافة إلى ناشط نفسي.
وعادة ما يواجه سكان المناطق المهمّشة الممتدة على الحدود الشرقية لقطاع غزة أزمة حقيقية في الحصول على الخدمات الصحية المقدمة من السلطات المحلية.
ويشتكي السكان في تلك المناطق الذين يعاني غالبيتهم من الفقر الشديد من عدم توفر مراكز طبية قريبة من أماكن سكناهم، مما يجعلهم عرضة لخطر تردي أوضاعهم الصحية قبيل وصولهم إلى أقرب مستشفى أو عيادة طبية.
وتشتد معاناة سكان المناطق القريبة من الحدود الفاصلة مع إسرائيل في أوقات التوترات العسكرية التي تندلع بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والجيش الإسرائيلي، حيث تكون حركة السكان حينها غير متاحة.
ودفع ذلك جمعية الإغاثة الطبية (منظمة غير حكومية) لإطلاق حملة من أجل مساعدة هؤلاء السكان عبر تسيير عيادتين متنقلتين وتقديم الخدمات الطبية لهم مجانا أملا في الحصول على المشورة الطبية.
وتتنقل العيادتان الطبيتان عبر باصين كبيرين مجهزين بكافة المعدات الطبية اللازمة لساعات طويلة ما بين التجمعات السكنية النائية لتشخيص وعلاج الحالات المرضية.
ويقول بسام زقوت مدير قسم المشاريع الطبية في الجمعية لوكالة أنباء (شينخوا) إن الهدف من إنشاء العيادتين تقديم الخدمات لسكانها وتسهيل قدرتهم للحصول على العلاج.
ويضيف زقوت أن أكثر المتضررين من غياب المراكز الصحية في تلك المناطق هم الأطفال والنساء، خاصة الحوامل والمصابين بمرض فايروس كورونا.
فريق نفسي مرافق للعيادة يقوم بتنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال المرضى أو الذين تصطحبهم أمهاتهم كنوع من العلاج من النفسي الناجم عن الضغوط الحياتية
وبدأ مشروع الجمعية في تقديم العلاج لقرابة نحو 24 تجمعا سكانيا مهمشا وفقيرا في محافظات القطاع الخمس من أقصى الشمال حتى جنوبه في وقت سابق من هذا الشهر على أن يستمر حتى فبراير 2022.
وتقول آلاء حجازي الطبيبة في الجمعية بينما تكشف على حالة طفل يعاني من طفح جلدي، إن مسؤوليات الكادر الطبي تشمل متابعة أوضاع المرضى الصحية وتزويدهم بالأدوية والتجهيزات اللازمة ومتابعة حالتهم في ما بعد.
وتضيف حجازي أن العيادة المتنقلة تلقى قبولا كبيرا من قبل سكان التجمعات المهمشة نظرا لصعوبة وضعهم الاقتصادي الذي يحرمهم من التوجه إلى العيادات الخاصة لتلقي العلاج أو إجراء فحوصات طبية.
وعلى مقربة من العيادة، وقفت خضرة عبيد (62 عاما)، من حي الشجاعية تنتظر دورها في تلقي العلاج كونها تعاني من عدة أمراض أبرزها ضغط الدم والسكري والقلب.
وتقول عبيد إن علاجها بحاجة إلى دواء بتكلفة 30 دولارا شهريا، ولكنها لا تملك المال اللازم، لذلك تضطر إلى انتظار قدوم العيادة المتنقلة لإجراء الفحوصات وتلقي العلاج داخلها مجانا.
وتضيف عبيد أن العيادات المتنقلة تخفف من الأعباء المالية عليها وعلى المئات من العائلات الفقيرة في القطاع، معربة عن أسفها لعدم وجود أي مراكز طبية لتلقي الخدمات الصحية في المنطقة البعيدة عن مراكز المدن.
وإلى جانب تقديم الخدمات الطبية، يقوم الفريق النفسي المرافق للعيادة بتنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال المرضى أو الذين تصطحبهم أمهاتهم كنوع من العلاج من النفسي الناجم عن الضغوط الحياتية.
ويقول محيي الحلو القائم على النشاط الترفيهي في الجمعية إن سكان القطاع خاصة الأطفال يعانون من ضغوط نفسية ناجمة عن الفقر والحروب المتكررة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل.
ويضيف الحلو بينما كان يتجهز لارتداء لباس المهرج أن “بعض النساء اللواتي يتلقين العلاج في العيادة المتنقلة يجلبن أطفالهن، لذا فإن مهمتي تنفيذ عروض ترفيهية لهؤلاء في محاولة لمساعدتهم على التخلص من الاكتئاب”.
ويتابع الشاب (33 عاما) أن الصراع طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين أثر سلبا على نفسية السكان الفلسطينيين في غزة سواء كانوا نساء أو أطفالا أو من كبار السن.
وأشادت وزارة الصحة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع بخطوة جمعية الإغاثة الطبية الهادفة لمساعدة المرضى وسكان المناطق الفقيرة في القطاع.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن الخطوة تأتي استكمالا لجهود وزارة الصحة في تقديم العلاج للمرضى داخل القطاع من خلال المراكز والمستشفيات الحكومية.


www.deyaralnagab.com