logo
1 2 3 47303
جنين .. الاحتلال يستخدم “المستعربين” لاغتيال المقاومين او اختطافهم!!
16.10.2021

جنين- تقرير:علي سمودي-ما يجري على الأرض من ممارسات وسياسات الاحتلال ، يؤكد أنه يأخذ على محمل الجد التهديدات التي وجهتها المقاومة التي اطلقت على نفسها مسمى “غرفة العمليات العسكرية المشتركة للمقاومة “، معلنة التحدي للاحتلال ، والجاهزية الكاملة لخوض معركة جديدة على ساحة المخيم الذي شهد معارك شرسة خلال حملة السور الواقي التي اطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارئيل شارون ، وقتل فيها باعتراف الاحتلال 23 جندياً واصيب العشرات من الجنود الذين ارتكبوا مجزرة مخيم جنين الشهيرة واستشهد فيها 63 فلسطينيا بينهم 23 مقاوماً .فمنذ معركة “سيف القدس”في غزة، تغيرت المعادلة والمشهد في مدينة جنين ومخيمها ، وعادت المقاومة لتظهر بأقوى صورة من خلال المواجهات المسلحة والاشتباكات العنيفة بعدما اتخذت قراراَ بمنع الاحتلال من دخول المخيم والمدينة ومهما كان الثمن ، وعندما بدأ الاحتلال بالتحريض على المخيم والتهديد والتلويح بعملية كبيرة مشابهة للسور الواقي ، كان الرد بتشكيل غرفة العمليات المشتركة ، والتي تصاعدت وتيرة عملياتها بعد اغتيال عدد من القادة المدنيين ، بداءاً باغتيال القائد في “سرايا القدس” جميل العموري، وبعد اغتيال أربعة شهداء وصولا لهرب “فرسان الحرية” من سجن “جلبوع “، فاعلنت المقاومة، الجاهزية لاحتضانهم وحمايتهم، فانتقلت المواجهة المباشرة لحاجز الجلمة شمال جنين، والذي تحول الى مسرح مواجهة وبؤرة اشتباكات يومية تكررت فيها هجمات المقاومين على الحاجز حتى اصبحت بمعدل 3-4 يومياً .
الوحدات الخاصة
في ظل هذه الحالة، وبعد ظهور عدة عروض عسكرية كبيرة للمقاومة ، التي تحدت الاحتلال بالسلاح والعبوات الناسفة وبالفدائيين الذين ارتدوا الاكفان والقنابل المتفجرة ، لم تسجل منذ شهرين، أي محاولة اسرائيلية حتى للاقتراب نحو المخيم ، فبرز اعتماده على العمليات العسكرية في البلدات القريبة خاصة يعبد وبرقين وقباطية ، وتركيزه على استخدام وحدات المستعربين الخاصة ، التي نفذت عدة عمليات اعدام لمقاومين وتصفيتهم بعد اصابتهم،اضافة لتنفيذ عمليات اعتقال وخطف سريعة تفادياً لحصول مواجهة، في ظل النشاط الميداني البارز لمجموعات الارباك الليلي ووحدات الرصد الميداني، التي قادت مهمة كشف الوحدات الخاصة وافشالها دورها .
يوسف صبح
فجر تاريخ 26/9/ 2021 ، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة برقين بمحافظة جنين ، وشنت حملات دهم وتفتيش بمشاركة الوحدات الخاصة ، ورغم ذلك ، تحولت البلدة الى مسرح اشتباكات مسلحة عنيفة مع الاحتلال ، وكان بين المقاومين الفتى يوسف محمد صبح “15 عاما”، وحيد أسرته بين شقيقاته الاربع، والذي طالما تمنى الشهادة كما قالت والدته “رجاء”:” فدوما كان يقول لي اريد الشهادة .. وارجوا منك عدم البكاء عندما يصلك نبأ استشهادي .. ولم اتوقع ان امنيته ستتحقق بسرعة .”
هجوم واعدام
يروي والد يوسف ، أنه تمتع بالشجاعة والاقدام ، وعندما اقتحم الاحتلال برقين ورغم صغر سنه ، تقدم الصفوف في المقاومة ولم يهب الاحتلال رغم اطلاق النار الكثيف، وبحسب الشهود، فان يوسف، كان يلاحق مع الشبان دوريات الاحتلال ولم يتنبه لوجود الوحدات الخاصة التي نصبت الكمائن في كل مكان، وفي غمرة الاشتباكات ، تقدم مع رفيق له على دراجة نارية ، واطلق النار من مسافة قريبة جداً على الجيش والوحدات الخاصة ، فاصيب رفيقه ونجا من قبضتهم. ويقول والده”تمكنت الوحدات الخاصة من اصابته بعدة رصاصات في قدميه وكتفه، ووقع على الارض مضرجاً بالدماء، لم يعالجوه، واطلقوا عليه المزيد من الرصاص.” ويضيف”لم يكتفوا بجريمة اعدامه ، فقامت دورية عسكرية بدهسه، واختطف الاحتلال جثمانه الذي ما زال محتجزاً حتى اليوم.”، وتكمل والدة الشهيد “احتجاز الجثمان جريمة ، ووجع وألم مستمر، فصوره وذكرياته لا تفارقني لحظة ، ولكن اريد عناقه ووداعه ودفنه في مقابرنا “.
الشهيد أسامة صبح
في نفس العملية ، وبفارق زمني قليل ، قتلت الوحدات الخاصة الاسرائيلية، الأسير المحرر أسامة ياسر محمد صبح “22 عاماً” ، والذي اعتقل وهو في سن “13 عاماً” ، وأمضى خلف القضبان عدة شهور. وقبل العملية ، كانت عائلة أسامة وخطيبته، قد احتفلوا في عيد ميلاده ، وتحديد موعد زفافه في 27-10-2021 ، ويقول والده”لم نكن نعلم انها لحظات الوداع مع أبني الذي عاش لحظات فرح كبيرة عندما فاجأناه بحفلة عيد ميلاده وتحديد موعد زواجه ، لاحظنا جميعا ، مدى سعادته التي كانت غير طبيعية ، ثم قام بايصال خطيبته لمنزل عائلتها وعاد للمنزل ، لكنه فور سماع خبر اقتحام البلدة سارع للخروج لمواجهتهم.”، ويكمل”عندما علمت خطيبته ، بوجود الجيش في برقين ، اتصلت معه وطلبت منه عدم الخروج والبقاء في المنزل ، لكنه تمسك بموقفه، ولم تكن تعلم انها مكالمتها الأخيرة مع خطيبها.”
حادثة استشهاده
انضم أسامة الذي ينتمي ل”سرايا القدس”الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، للمقاومين من ابناء برقين ومخيم جنين الذين حضروا سريعا لمواجهة الاحتلال ، ويقول الشهود”استبسل أسامة في التصدي للاحتلال ، وعندما علم باصابة ودهس ابن عمه يوسف، حاول التقدم خطوة خطوة لمعرفة مصيره ومحاولة انقاذه ، لكنه لم يتنبه لوجود الوحدات الخاصة التي احتلت المنازل والمنطقة ونصبت فرق القناصة.” ويضيف والده”تمكنوا من رصده واطلقت الوحدات الخاصة النار عليه ، فاصيب بعيار ناري من نوع دمدم في الخاصرة ، واستشهد بعد 40 دقيقة في مشفى ابن سينا ، حيث فشلت محاولات انقاذ حياته بسسب اصابته بنزيف داخلي حاد.”، وتكمل والدته شروق صبح”عشنا صدمة كبيرة ، كانت فاجعتنا كبيرة وكأنه حلم ، لكن رصاصهم اصابنا جميعاً، وسيبقى جرحي نازفا بعدما استبدلنا عرسه على خطيبته بزفافه شهيداً لفلسطين ، فقد تمنى الشهادة ونالها.”
مقاومة وتحدي
في كل عملية توغل اسرائيلية في محافظة جنين، وفور انتشار الخبر، يسارع الشبان للتوجه لمناطق الاستهداف الاسرائيلية للمشاركة في المقاومة والتصدي بغض النظر عن المخاطر والمسافات، وهذا ما قام به، إبن”سرايا القدس”، المقاوم علاء ناصر محمد شفيق زيود “20 عاماً”،فعندما كان الاحتلال يقتحم بلدة برقين فجر 30-9-2021 ، غادر منزله في بلدة السيلة الحارثية وهب ليشارك في المقاومة ، فاعدمته الوحدات الخاصة الاسرائيلية بدم بارد .
الشهيد علاء زيود
يعتبر علاء الثالث في عائلته المكونة من 4 أفراد، وبشكل سري، تسلل من منزل عائلته وقطع المسافات حتى وصل لبلدة برقين التي تحولت الى ساحة اشتباكات مع الاحتلال ووحداته الخاصة التي استغلت حلكة الليل وانتشرت بشكل كبير في المنطقة متخفية بسيارات تحمل لوحة تسجيل فلسطينية .
وينقل الوالد زيود عن شهود العيان ، أن علاء تسلل بين أزقة برقين حاملاً سلاحاً ، وتقدم نحو منطقة العملية واطلق النار على جنود الاحتلال قرب المسجد الواقع في مدخل البلدة ، ويضيف”شريط الفيديو الذي نشر لاحقاً ، اظهر علاء يطلق النار على دوريات الجيش، دون أن يتنبه لوجود قوات خاصة بسيارات ميدانية على مقربة منه ، فاطلقوا الرصاص عليه ووقع على الارض جريحاً.” ويكمل”كان بامكان الوحدات الخاصة اعتقاله وعلاجه ، لكن الوحدات الخاصة اكملت جريمتها ، وتقدم منه ثلاثة من افرادها واطلقوا النار عليه من نقطة صفر واعدموه بدم بارد.” ويتابع”لم تنته الجريمة ، وقامت مجندة اسرائيلية باطلاق المزيد من الرصاص على علاء رغم استشهاده ، وتركوه غارقاً في الدم وانسحبوا ، وتبين ، انهم اصابوه في الرقبة والصدر والبطن وقدميه.” وتتابع والدته “الوحدات الخاصة ، اعدمت ابني ، فأين حقوق الانسان واي شريعة وقانون في العالم ، يجيز اطلاق الرصاص على جريح ومنع اسعافه؟ ، لماذا لا يحرك أحد ساكناً ، لوقف جرائم الاحتلال واغتيال أطفالنا وشبابنا ؟، الى متى سنبقى ندفع ثمن ظلم الاحتلال المستمر والذي يحرمنا أبناءنا ؟”.
اختطاف في وضح النهار
لم يعد يمر يوم ، دون نشاط وتحركات للوحدات الخاصة حول جنين وتحديدا في ساعات الليل، دون ان تنفذ أي عمليات مداهمة أو اقتراب من المناطق الساخنة والتي ترصدها مجموعة الارباك الليالي ، فتحول نشاطها للعمل المباغت والسريع خلال النهار ، فكانت عملية الوحدات الخاصة في وضح النهار بمدينة جنين ، باختطاف العامل في مستشفى الرازي الأسير المحرر إسلام جمال احمد قنبع “24 عاما” من مخيم جنين .ويقول والده”لم يكن يتدخل بالسياسة وليس له أي نشاط أو إنتماء حزبي ، درس وتخرج من الجامعة بشهادة البكالوريوس تخصص اللغة الانجليزية ، وعندما لم يحظ بوظيفة ، عمل كمساعد طباخ في مشفى الرازي .” ويضيف”عندما توجه لعمله بشكل طبيعي، هاجمته الوحدات الخاصة واختطفته ونقلته لجهة مجهولة، وحالياً يقبع في تحقيق سجن الجلمة، دون معرفة التهمة المنسوبة اليه.”
من جانبه ، اوضح مدير مستشفى الرازي الدكتور فواز حماد،أنه لم يتنبه أحد لوجود الوحدات الخاصة بتاريخ 6/10/2021 حتى انتهت عملية اختطاف إسلام ، وبحسب ما رصدته كاميرا المراقبة في المشفى، ذكر حماد، أن سيارة من نوع “ترانزيت” كبيرة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية ، توقفت على بعد 10 متر من المشفى ، ونزل منها شخصان ، احدهما شوهد على يده جبص كأنها مكسورة ، ووقفا أمام المبنى الثاني للمشفى. واضاف”في الساعة 1:35 دقيقة بعد الظهر ، وصلت للمنطقة سيارة سوبارو قديمة، وكان فيها اسلام ، وبعدما ترجل منها وحاول دخول المشفى ، باغته احدهم وبيده مسدس وقام الاخر بالهجوم عليه وتكتيفه.” ويكمل “في هذه الاثناء نزل مجندان آخران ومعهما اسلحة اشهراها في وجه الناس في الشارع، واجبرا احدهم على الجلوس على الارض ، حتى تقدمت السيارة التي يتخفى فيها أفراد الوحدات ، فتحوا الباب واقتادوا إسلام عنوة الى السيارة وغادروا المنطقة بسرعة ، وقد حدث ذلك خلال لمح البصر في الشارع الرئيس امام المرضى ومرافقيهم وبثوا الرعب والقلق بين المواطنين .”
اختطاف بهاء
بعد 4 أيام فقط ، تكررت عمليات اختطاف جديدة للوحدات الخاصة التي استغلت الازدحام في أسواق جنين، وعدم انتباه الناس ، لتحاصر الشاب بهاء ابراهيم محمود ابو الهيجاء “28 عاماً” ، وتختطفه في شارع أبو بكر وسط المدينة بتاريخ 10/10/2021 .ويقول شقيقه وسيم”علاء يعمل على بسطة بشكل منتظم ، وليس له نشاط سياسي أو انتماء حزبي ، وعندما كان يعمل بشكل طبيعي، تسللت وحدات خاصة متخفية بالزي المدني ، لمكان عمله وباغتوه باشهار اسلحتهم نحوه وارغامه على مرافقتهم.” ويضيف” في نفس الوقت ، توقفت بسرعة امام البسطة سيارة فلسطينية وكان بداخلها المستعربون دون أن يتنبه لهم احد ، وبسرعة القوا بهاء داخلها، وغادروا المنطقة.” ويكمل ” ما حدث جريمة واستمرار لعمليات التنكيل والقمع التي يستخدم فيها الاحتلال كل الطرق كعقاب وانتقام من كل فلسطيني ، لبث الرعب والخوف في قلوب أبناء شعبنا.”وذكر، ان شقيقه محتجز حاليا في تحقيق الجلمة، وتم عرضه على جلسة محكمة وتمديد توقيفه لغاية 20/10/ 2021 وهو ممنوع من زيارة المحامين .
عجز وخوف
واعتبرت المقاومة، عمليات الوحدات الخاصة، دليلا على الخوف والرعب المستمرين من دخول معركة حقيقية معها. وقال المطارد أبو جميل “الاحتلال يريد ان يغطي على عجزه وفشله واخفاقه وخوفه من دخول جنين ومخيمها في عمليات واقتحامات ستتحول لمواجهة ومعارك معه ، باستخدام الوحدات الخاصة التي فشلت في كل مهامها الأخيرة في الوصول للمقاومين والمطلوبين.” وأضاف”اختطاف المواطنين العزل وهم غير مطلوبين وليس لهم أي نشاط أو دور، محاولة للاستعراض وتضليل الرأي العام الاسرائيلي والتغطية على عجزه عن دخول المخيم، واغتيال واعدام المناضلين وأبناء شعبنا، دليل على اجرام الاحتلال الذي لن يتمكن من وقف المقاومة ، وسنبقى جاهزين لمواجهته في أي معركة حتى لو أرسل كل وحداته المختارة الى جنين ومخيمها “
*المصدر : القدس دوت كوم


www.deyaralnagab.com