logo
الشيخ شعيب الهذالين رحلة طويلة من الثبات والصمود في وجه الاحتلال!!
بقلم : الديار ... 21.02.2023

الخليل- - جهاد القواسمي - دفع الشيخ شعيب الهذالين، ثمن صموده ومقارعته الاستيطان والهدم والملاحقة، مسجلاً حروف اسمه برفقة الشيخ الشهيد سليمان الهذالين، في سفر النضال الفلسطيني، فارسًا متشبثًا بالأرض والعرض في مسافر يطا، بعد أن كان شاهدًا على نكبة 1948 ونكسة 1967م، في رحلة طويلة تجاوزت الأربعين عامًا.
بداية الحكاية
وقال الشيخ ابراهيم الهذالين، لقد بدأت الحكاية مع مطلع العقد الثامن من القرن الماضي، بعد أن أُقيمت أول مستعمرة استيطانية، على أرض المواطنين الفلسطينيين في جنوب الضفة والغربية، والتي تُعْتَبر ثاني مستعمرة استيطانية بعد كريات أربع، ومع مرور الأيام تبين أنها بداية مشروع استيطاني هائل يلتهم الأرض ويستهدف الإنسان، ويقتلع الوجود الفلسطيني ويلغي الحق التاريخي والديني لمن هم على هذه الأرض منذ عدة قرون، في سابقة لم يشهدها التاريخ الإنساني من قبل.
وأضاف، أمام هذا الخطر الداهم، انقسم الناس اصناف، منهم من أدرك خطورة المرحلة، واستشرف ما يختبئ خلف الأيام من أحداث، ومنهم الذي لم يرَ أبعد من أنفه، ولم يدرك خطورة هذا المشروع الداهم، حيث كان يَتَنّدر بالمرابطين الثابتين على أرضهم وهم يُنادون أصحاب الأراضي المجاورة أن هلموا إلينا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قدر أن تبدأ الأحداث من على أرض بلدة أم الخير إلى الجنوب الشرقي لمدينة الخليل على بعد 25 كم، والتي بدأت شرارتها بشق شارع استيطاني كبير انطلق من أم الخير وانتهى بمدينة بئر السبع الفلسطينية داخل الخط الأخضر، كما تبع ذلك إقامة عشرات البؤر الاستعمارية الاستيطانية التي فصلت جنوب الضفة الغربية عن المدن والقرى المجاورة لها، حيث حَجَزَت خلفها مساحة جغرافية هائلة تقدر بمئات الآلاف من الدنمات من أراضي البادية ومسافر يطا.
رأس الحربة
وتابع الهذالين، إن الله قدر أن تكون عائلة الهذالين في بلدة أم الخير هي رأس الحربة في مواجهة هذا التغول الغاشم الذي يستهدف الأرض والإنسان، والذي لم يكن أمامهم سوى خيار واحد ألا وهو خيار الثبات والصمود والتحدي والمواجهة، لأنهم إن ضَعُفوا أو تراجعوا سيكون بداية فتح لشهية المستوطنين على مزيد من الأراضي، سواء كان ذلك على أرض أم الخير أو في مناطق أخرى.
وأوضح أن العائلة قد نجحت في هذا السياق ولجمت شهية الاحتلال مع أنهم لم يجدوا السند والظهير الذي يقف معهم وبجانبهم في حماية بقية الأراضي من الاتجاهات الأخرى لمستوطنة كرمل، كما سجّلوا أروع الأمثلة التي يجب أن تُعَمّم على الوطن الفلسطيني كله، مؤكدًا أنه لم تُرهبهم سطوة المستوطنين ولا صلف حكومات الاحتلال المتعاقبة، وفي نفس الوقت لم تُغْرِهم العروض الكبيرة التي عُرِضَت عليهم من أجل التخلي عن أرضهم والتنازل عنها.
رحلة طويلة
وأشار، كان في مقدمة هؤلاء الرجال الحاج عيد يامين الهذالين، والحاج شعيب خليل الهذالين، والحاج سليمان عيد الهذالين وأبنائهم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا، موضحًا أن هذه الرحلة الطويلة التي تجاوزت الأربعين عامًا لا زالت مستمرة بكل ما فيها من آلام وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، واستهداف الآمنين، ومنع المراعي وسياسة الاحتلال المتواصلة من حرمان المواطنين من الخدمات الأساسية خاصة بناء المدارس، والعيادات الصحية، وإنشاء شبكات الكهرباء، وتعبيد الطرق هدف أساس لحكومة الاحتلال، بهدف تفريع الارض من مواطنيها الأصليين ضمن مشروع الترحيل القسري والذي يزداد يومًا بعد يوم.
وأوضح الهذالين، أنه لا غرابة وهذه الحال أن يتعرض المواطن إلى الأزمات القلبية والنفسية التي تُوْدِي بحياته أو تتركه يصارع العجز والضعف لسنوات طويلة، وهذا ما حصل مع الحاج شعيب خليل الهذالين الذي تعرض لمجموعة من الجلطات الدماغية منذ عِقْد من الزمان إلى أن انتقل إلى جوار ربه يوم الجمعة الماضي شاهدًا وشهيدًا على الأرض التي ذاد عنها بكل قواه متمسكًا بكل ذرة تراب.
*المصدر : القدس دوت كوم


www.deyaralnagab.com