logo
رحالة بولندي يقدم انطباعاته عن الشرق وشبه الجزيرة العربية !!
بقلم : الديار ... 14.02.2015

*مشروع كلمة يصدر انطباعات عن الشرق وشبه الجزيرة العربية والذي يوثّق أسماء القبائل العربية وأدق التفاصيل عن رؤسائها.
خصص المجلس الأدبي لجامعة السوربون في أبوظبي، الذي يعقد مرة كل شهر في حرم الجامعة، جلسته الأخيرة لمناقشة كتاب من إصدارات مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وهو كتاب “انطباعات عن الشرق وشبه الجزيرة العربية: خيال بولندي عند العرب 1817-1819” للمؤلف البولنديّ الكونت فاتسواف سيفيرين جفوسكي.قامت بترجمة كتاب “انطباعات عن الشرق وشبه الجزيرة العربية: خيال بولندي عند العرب 1817-1819” إلى العربية الباحثة العراقية هناء صبحي أستاذة اللغة والأدب الفرنسي في جامعة السوربون بأبوظبي.
وقدّمت صبحي نبذة عن موضوع الكتاب الذي كان في الأصل مخطوطة كتبها الرحالة البولندي فاتسواف سيفيرين جفوسكي، الذي عاش مع البدو بشبه الجزيرة العربية في بداية القرن التاسع عشر، وبقيت مخطوطته المكتوبة باللغة الفرنسية، والتي تتحدّث عن حياته بين البدو العرب، أسيرة رفوف المكتبات لمدة قرنين من الزمان، إلى أن اكتُشفت عن طريق الصدفة فقام فريق من المستشرقين بتحقيقها ونشرها، وظهرت للقراء للمرة الأولى في 2002، ففيها يقدّم الرحالة البولندي رؤية إيجابية، ولكن موضوعية عن العرب البدو الذين أحبّهم فأحبوه.
ويحكي جفوسكي حياة البدو، وكثيرا من المصادفات والمغامرات التي وقعت له، وقد كرّس ثلث المخطوطة للحديث عن الخيول العربية الأصيلة ووضع قوائم بأسمائها وأصولها وكيفية التعامل معها وفق ما شاهده عند العرب، ووثق كذلك لأسماء القبائل العربية التي عرف الكثير عنها مدوّنا أدق التفاصيل التي تتصل بأفخاذها ورؤسائها.
وأشادت هناء صبحي باللغة الفرنسية المتميزة التي كتبت بها المخطوطة وبالمعلومات الهامة التي تضمنتها، وكذلك بالرسوم الجميلة الملونة التي رسمها الرحالة البولندي عن العرب البدو وعن حياتهم اليومية، مما يجعلها وثيقة هامة ليس لهواة الخيل ومحبي الشرق فقط، بل كذلك للأكاديميين المعنيين بهذه المنطقة.
ولد مؤلف الكتاب جفوسكي سنة 1784 بمدينة لفوف في شرق بولندا، والتي تقع حاليّا في أوكرانيا، وهو ينتمي إلى عائلة عريقة وثرية من الطبقة الأرستقراطية النبيلة. كان جفوسكي مولعا بالخيول فدفعه شغفه هذا إلى السّفر إلى شبه الجزيرة العربية، في رحلة كان الهدف الأول منها استيراد الخيول إلى أوروبا، لكنها انتهت بعشقه لصحراء شبه الجزيرة العربية وخيولها وأناسها وتقاليدهم، وكان شاهدا أثناء رحلته هذه على الكثير من أحداث العصر وظروفها في منطقة شبه الجزيرة العربية.


www.deyaralnagab.com