logo
جمهور في حضرة صوت الضمير!!
بقلم : مها صالح ... 14.05.2020

صوت الضمير.... في رحلة مضنية أنهكه طول المسافات, وعمق البحار, وتلاطم السفن, وريح السماء الشقية وقسوة الأرض البرية
صوت الضمير.... أنهكه تعب المشوار ليرسو على شاطىء بلا ماء, أو سلم بلا درجات, أو حدائق بلا أشجار, ثم يستفيق ليعاود الحلم على وسادة غجرية
صوت الضمير...غدا بلا صوت أو حتى تمتمات في حياة لا بشرية تخلو من الآدمية فتكثر فيها أصوات وأفعال نشاز وحشية
صوت الضمير...أبحث عنك متجهما, لذت بالفرار من واقع لا عروبي , كان موجودا بيننا صوتك, لكن هربت لتحتل مدنا أوروبية
صوت الضمير...بحثنا عنك بين أجساد أنهشها الجوع, رقاب أكلتها أنصال سكاكين, أرواح تعذبت وهي تنتظر الموت الرحيم ولا يكون حرقا بنار سادية
صوت الضمير...أين أنت؟ رحلت عنا بلا إستإذان أو حتى تنبيه برمقة عين أو عصا سحرية
صوت الضمير...رحيلك كان الميلاد لحقبة عجوز شمطاء فقدت كل جمالها وغدت قبيحة بملامح صحراوية وعينان لا تريا رأفة بالإنسانية
صوت الضمير...إرجع لا ترحل بعيدا وإلا لن يبقى من الجبال غير قسوتها, ولا من الغابات غير بربريتها, ولا من البحار غير مدفن لأحلام وردية
صوت الضمير...ما بالك لا تأبه بأنيني؟ أراك تبدلت ولبست أثوابا عنصرية!
صوت الضمير... يا لك من صوت أطربني في يوم كنت جالسا فطبطبت على كتفي فهزتني رعشات وطني المسلوب بالأزمنة العنقودية
صوت الضمير...عد إلىَ ولا تحقرني, فقد كنت بيوم من الأيام مرافقك إلى أن جاءت العجوز الشيطانية
صوت الضمير..أتذكر يوم منحتني وساما فخريا؟ لأني شاهدت عصفورا ينازع الحياة.فأعطيته رشفة ماء ومن ثم عاد للحياة العادية
صوت الضمير....فما بالك هذه الأيام... الموت بالمجان والجبال غدت جثث بشرية
صوت الضمير....أتغادرنا يوم إستحققناك ونريدك للإنسان درعا واقيا من الإنجلاء كندى على صفيح يقذف حمما بركانية
صوت الضمير...أعدك أن لا أسمع لك بالرحيل وإن سمّموا عقلي بأفكار قالت للزمان أنا هنا إلاهكم في هذه الحقبة الزمنية
صوت الضمير...تعبت وأنا أناديك وأنت لا تسمع صوت صراخ النساء وهم بحضرة النزاع إلى السماء الإلهية
صوت الضمير...ألم تصطدم بشيخ جليل يبكي كالأطفال؟ ألم تعلم أنه عندما يبكي الرجال يكون الشأن مزلزلا يفوق وصفا مجازيا؟
صوت الضمير....دنوت بعيدا, ودنوك ما هو إلا مأساة تضاف على عار البشرية
صوت الضمير...هجرتنا لتنفخ بالصور من مزمار علا صوته لينهي حياة عاصرت قرونا أبدية
صوت الضمير....إصحى قبل أن ينام ما تبقى من إنسان النومة الأبدية, والكون يغفو على طي صفحة الأرض الكونية...!!!


www.deyaralnagab.com