logo
الإبل في عُمان .. مصدر اقتصادي هام وصفقات بيع مليونية
بقلم : الديار ... 26.08.2020

- ما فئة الإبل التي تحقق أكبر عائد مالي؟
هجن السباقات.
- من أكثر الدول إقبالاً على شراء الهجن؟
قطر والإمارات.
- ماذا عن هجن العرضة؟
لا تلقى رواجاً خليجياً، ولكن لها أهمية محلياً في عُمان.
تحقق الإبل مكاسب مادية لشريحة واسعة من المربين في سلطنة عُمان، حيث تشكل لهم مصدر دخل مادي كبيراً من خلال صفقات البيع لمختلف أنواع الإبل التي تتوزع على 5 أنواع وهي: هجن السباقات، وإبل المزاينة، وهجن ركض العرضة، وإبل إنتاج الحليب، والإبل المخصصة للحوم والأغذية.
ويأتي في مقدمة هذه الفئات من حيث المكسب المالي هجن السباقات، التي تباع بعد تحقيقها للإنجازات والفوز بالسباقات بما يتراوح بين 200 و400 ألف ريال عُماني (الريال= 2.6 دولار أمريكي)، وتعد الإمارات وقطر من أكثر الدول إقبالاً على شراء الهجن التي تحقق مراكز متقدمة، حيث يكثر الإقبال على شراء هذه الهجن للدخول بها في منافسات السباقات الكبيرة التي ترصد لها جوائز مليونية وسيارات فارهة، إضافة إلى سيوف وخناجر ذهبية يسعى كل مالك إلى الفوز والظفر بها.
*هجن السباقات
وبعد صفقات البيع المليونية، تأتي الجوائز الضخمة المرصودة في السباقات كجوائز للفائزين لتشكل مصدراً مادياً مهماً للملاك والمضمرين (المدربين)، ويسعى كل مالك ومدرب للهجن إلى المشاركة في أغلب السباقات الكبيرة لتحقيق هدفين؛ الأول: الحصول على عرض لشراء ناقته التي يشارك بها، والثاني للفوز والظفر بالجوائز المرصودة، وتجميع أكبر عدد من الأرقام المتقدمة، ومن ثم الحصول على جوائز نقدية قيمة أو الفوز بسيارات ضخمة تتنوع حسب الأشواط؛ بين سيارات رياضية فارهة، أو تلك الماركات الكلاسيكية مثل "البنتلي" أو "الروز رايز"، أو سيارات ذات الدفع الرباعي التي تصل قيمتها إلى ما يقارب 40 ألف ريال عماني.
أما في المرتبة الثانية من حيث المردود المادي فتأتي الإبل المخصصة للمزاينة، وهي الإبل التي تتمتع بصفات الجمال الجسماني، وفق معايير يتفق عليها ملاك ومربو الهجن والمهتمون بها، وتصل أسعار هذه الإبل إلى ما بين 30 و100 ألف ريال عماني تقريباً، حيث تقام لها مهرجانات خاصة، وترصد لها جوائز كبيرة، وتعقد صفقات بيع عملاقة بين الملاك، وهو ما ساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية في هذه الفئة خلال السنوات الـ10 الماضية.
كذلك يحرص عدد من العُمانيين على تربية الهجن الخاصة بركض العرضة؛ لما تشكله لهم من مصدر رزق هام، من خلال صفقات البيع.
وهجن العرضة عبارة عن هجن تكون المسابقة بها لمسافة قصيرة لا تتجاوز 500 متر، وتكون عبر الراكب الهجان الذي يركب على ظهر المطية، ويتسابق اثنان على ظهر ناقتين بخط متساوٍ.
ولا تلقى هذه النوعية من الهجن رواجاً خليجياً، إلا أن لها أهمية على المستوى المحلي بالسلطنة، حيث تحرص شريحة معينة من الأهالي على امتلاكها، ويصل سعر الناقة الواحدة من هجن العرضة إلى ما بين 10 و40 ألف ريال عُماني.
*الهجن
أما الإبل التي تتمتع بوفرة في إنتاج الحليب فهي أيضاً تشكل مصدر دخل مادي لملاكها، حيث تتراوح أسعارها بين 3 و20 ألف ريال عماني، وأيضاً تقام لهذا النوع من الإبل مسابقات خاصة وجوائز معينة، ولكن يبقى حب الناس لاقتنائها لوفرة حليبها والاستفادة منه في التغذية، لما له من فوائد صحية عديدة.
وبشأن نوعية الإبل المخصصة للحوم والأكل، فإن معظم سكان السلطنة يأكلونها؛ لما تحتوي عليه من فوائد، ولما لها من قيمة غذائية وعدم احتوائها على مادة الكولسترول، حيث يقبل الناس على أكل لحوم الإبل، وخصوصاً الصغيرة منها (الحوار)، وتتراوح أسعار هذه الأنواع بين 200 و600 ريال عماني، وعلى الرغم من انخفاض أسعارها فإنها تشكل مردوداً اقتصادياً لا بأس به لشريحة واسعة من العُمانيين.
40* ألف مالك للإبل
وبحسب إحصائية من الاتحاد العُماني لسباقات الهجن هناك قرابة 40 ألف مالك للإبل بالسلطنة، حيث يربي الأغلبية الهجن المخصصة للسباقات؛ لفائدتها الاقتصادية الكبيرة.
وحول المردود المادي والاقتصادي للهجن بالسلطنة قال المضمر (المدرب) حمد بن محمد بن سالم الوهيبي، الملقب بممثل السلطنة الدائم بالمحافل، وأحد أشهر مضمري وملاك هجن السباق بالسلطنة: "لله الحمد الهجن تعتبر المصدر الأساسي لكل ما نملكه الآن من عقارات وأبراج بولايات مختلفة في السلطنة، ومنها ما يقع بمحافظة مسقط".
وأضاف" الوهيبي"، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "حققنا صفقات بيع بالملايين، ففي موسم 2015 - 2016، عقدت قرابة 20 صفقة بيع حققت منها ما يقارب 6 ملايين ريال عماني، وهذا في موسم واحد"، معتبراً إياه من أفضل المواسم بالنسبة له.
وأشار ممثل السلطنة الدائم بالمحافل إلى أن صفقات الهجن التي تحققت ذات فائدة كبيرة، ولكن أيضاً لدينا عزب، وهي عبارة عن مؤسسة تستهلك من الأموال شهرياً، فهناك ما يُصرف على تغذية الهجن وعلاجها والفحوصات البيطرية، وكذلك هناك عمال وموظفون يستلمون مرتبات شهرية.
*الهجن في عُمان
وأوضح قائلاً: "إذا لم يوسع المضمر ومالك الهجن من صفقاته وتجديد العزبة؛ من خلال المشتريات من الهجن والمشاركة بالسباقات، فإنه سيتعرض للخسارة بشكل سريع، لذلك نحن نحرص على أن تتواصل الصفقات بشكل دائم".
وبيّن أن ذلك يأتي "مع الحرص أيضاً على المشاركة وإعداد الهجن بشكل جيد في كل المهرجانات والسباقات التي تقام بالسلطنة أو دول الخليج، فهناك جوائز قيمة ترصد، وإذا لم نظفر بالبيع فإننا نستفيد من الجوائز".
*أزمة كورونا
من جانبه قال الإعلامي حمود بن سالم القنوبي، إن الهجن هذا الموسم تأثرت بسبب انتشار فيروس كورونا وتوقف السباقات منذ ما قبل نهاية الموسم الماضي وإلى الآن.
وأعرب "القنوبي"، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، عن أمله في يُفتح المجال للسباقات بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا، متمنياً أن يستعيد قطاع الهجن نشاطه قريباً.
وأشار إلى أنه على الرغم من توقف السباقات الرسمية والكبيرة فإن هناك سباقات تدريبية تقام، وصفقات البيع تحصل بين حين وآخر، مؤكداً أن "الانتعاش الحقيقي لصفقات البيع سيأتي مع بدء فتح المجال للسباقات الكبيرة".
** المصدر : الخليج اونلاين


www.deyaralnagab.com