أحدث الأخبار
الجمعة 17 أيار/مايو 2024
ضياع الطاسه الفلسطينيه وما هو المطلوب فلسطينيا!!؟

بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 23.6.07

هذا العرس الدموي الذي جرى في غزه ما هو الا نتيجة حتميه لتراكمات كل اشكال الظلم والفوضى الحاصله منذ امد في قطاع غزه ومناطق الضفه الغربيه, وهذه التراكمات القهريه فرضتها ظروف الاحتلال الاسرائيلي والفساد الفلسطيني والحصارالعربي والعالمي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ أُسقط هذا الشعب المثابر والصابر في شرك اوسلو وشرك الانتخابات الانتقائيه وشرك الفصائل والفوضى المدعومه داخليا وخارجيا, وشرك الجوع والتجويع المبرمج,,,, شرك الفصائل والميليشيات, وشرك الخيانه والغدر العربي, وشرك شاركت وتُشارك في حياكته كل القوى المتكالبه على الشعب الفلسطيني, وبالتالي يبدو ان الشعب الفلسطيني في غزه دُفع قسرا وقهرا الى حرب فصائليه واقتتال داخلي بغيض وخطير,, والاخطر من هذا كله عواقب وابعاد هذا الاقتتال على وحدة الشعب الفلسطيني حاضرا ومستقبلا!!
من الواضح اننا في وسط حمام دم فلسطيني فلسطيني ومن الواضح ان القضية الفلسطينية برمتها قد دخلت او اُدخلت في مهاترات ومتاهات ومخاطر لم تمر بها هذه القضية والشعب الفلسطيني في يوم من الايام منذ النكبة ومرورا بالنكسة ومشتقاتها واربعون ذكرى حزيرانات مرت وعشرات من المجازر التي حصلت بحق الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا، وحتى نكبة اوسلو وما بعد اوسلو وواقع الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن وعرس الدم الجاري في غزه. ويبدو للاسف أنَّ الفكر الفصائلي والفئوي والجهوي وهَول مُمارسات الإحتلال الآسرائيلي والطوق العربي المضروب على الشعب الفلسطيني، قد أفرَزَ حالة من الاحتقان الداخلي والحقد , وهي حاله فريدة في تاريخ الشعب الفلسطيني تتسم بالتعصب الفئوي والفصائلي والتعبيه على الحقد والتخبُط السياسي والوطني الذي يصول ويجول للاسف بوجهه القبيح وادائه الرديء في مناطق القطاع والضفة الفلسطينية ويَحُول دون تبلور قُوى فكرية وسياسية عقلانيه من خارج القوى الجهوية والفِئوية القائمة على الساحة السياسية الفلسطينية, لابل ان الشعب الفلسطيني الان في عين العاصفه والحرب الفصائليه الدمويه الجاريه في غزه لا تبشر بخير لكامل مستقبل القضيه الفلسطينيه!! بمعنى وبصورةٌ أوضَّح يبدو جَلياً أن السلطة والحكومة الفلسطينية و"حماس" و"فتح" مُنهَمِكتان حاليا فقط في نزاع دموي واعلامي وسياسي وعسكري لاثبات فقط ان "حماس" او "فتح" على حق, ويبدو ان الطاسه[ الطنجره] الفلسطينيه في طريقها الى الضياع او انها ضاعت بالفعل., وان ماهو جاري هو طبخه مطبوخة بالدم واللحم الفلسطيني, وهي من انتاج وتصميم ايادي خارجيه وداخليه قذره جعلت من " السلطه الفلسطينيه" طُعما لاقتتال فلسطيني حول وليمه وهميه تتمسك بوجودها اسرائيل وامريكا ومن لف لفهن من عرب وفلسطينيين يمتهنون مهنة الاتجار بالدم الفلسطيني,, والمؤسف في كل هذا ان عرس الدم الفلسطيني يذهب هدرا ومجانا من اجل سلطه يعرف القاصي والداني بكونها سلطه وهميه ولم تُبدل في الاحتلال ووضعية الاحتلال الاسرائيلي شئء يُذكر لابل ان الاحتلال زاد احتلالا وهمجيه في ظل وجود هذه الجيفه المُسماه " سلطه فلسطينيه!!.. ويبدو ايضا ان الحال الفلسطيني المحاصر في غزة والضفة قد بدأ في الاونه الاخيره بأخذ شكل ومنحى الميليشيات والعصابات المسلحة والعائلات والقبائل المسلحه التي هي في واد والقضية والفلسطينية في واد آخر، وبالتالي ما نراه في صورة حرب العصابات المسلحة وحرب المؤتمرات الصحافية والوجوه المُلثمه يوحي بكل وضوح اننا نعيش الصورة الفلسطينية المقلوبة بكل فحواها ومعانيها التي تتجلى في مسلكية عدم الانضباط الفصائلي والوطني الذي تحول من صراع سياسي بين "فتح" و"حماس" الى صراع يعتريه الحقد الاسود والحقد الفئوي والفصائلي والحقد الفوضوي والدموي الذي لايعرف احدا بالضبط مدى عواقبه الوخيمه على المجتمع الفلسطيني ذو التركيبه الاجتماعيه المصبوغه بالعائليه ومعرفة الناس لبعضها البعض, وبالتالي نخشى ما نخشاه ان تأتي مرحلة الثأر الشخصي والعائلي بعد مرحلة حرب الفصائل وهذا الكم الكبير من القتلى والجرحى في غزه!!... ماهو جاري في غزه هو سلاح " الفوضى المدمره" ونقطه تاريخيه مظلمه في تاريخ الشعب الفلسطيني, ولربما سيكون لها عواقب وخيمه على كامل مناحي ومفاصل القضية الفلسطينية وطنا ومهجرا!!
اننا اما م حالة اختزال سياسيه فريده من نوعها وتتمثل في اختزال كامل القضيه الفلسطينيه في جغرافيا وديموغرافيا والواقع السياسي الحاصل في غزه والنزاع الدموي الجاري بين"حماس" و"فتح" ومشتقاتهم من فصائل وميليشيات "حكومية وسلطوية" وهما بجامع جمعهُم وعددهُم لا يُكونا سوى رافد ومنحى من مناحي ومكونات القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي تجاوز عدده العشرة ملايين نسمه لهُم قضيتهم الواحدة وقضاياها وروافدها المتشعبة والمنبثقة من منبع تاريخ ونكبة الشعب الفلسطيني والتي تشكل بمجموع روافدها ومعطياتها المصب الرئيسي لصمام الأمان وصيانة الحقوق الفلسطينية والوجود الفلسطيني الوطني الذي يتعرض الى تسويف وتشويه تاريخي من قبل فصيلين فلسطينيين فقدا السيطرة على جزء من مكوناتهما السياسية والعسكرية, وها هُما يُقحما الشعب الفلسطيني في حرب دمويه في غزه يُقتل فيها خيرة الشباب الفلسطيني... ونخشى ما نخشاه ان تُضاف تسميه وتجزئه جديده الى القاموس التاريخي الفلسطيني::: فلسطينيي غزه!!,,, وفلسطينيي الضفه!! على وزن فلسطينيي الشتات والمخيمات وفلسطينيي ال 48,,, ومن يدري::: فلسطينيي المريخ ايضا!!!....تشتيت المعنى والاسم بهدف انكار الوجود والانتساب الفلسطيني لفلسطين من جهه وترسيخ وجود الاحتلال والاحلال الصهيوني في فلسطين من جهه ثانيه وبالتالي ما لم يدركه الكثيرون هو ان الحلم الصهيوني راهن ويراهن على الزمن في عملية محاولة تفتيت الشعب الفلسطيني الى مجموعات فصائليه واثنيه وجغرافيه تُطلق عليها اسماء ومُسميات بهدف تجريدها سياسيا من انتماءها الى فلسطين, وتجريدها جغرافيا من خلال طردها وتهجيرها من قلب الجغرافيا الفلسطينيه واحلال المستوطنين والمستوطنات اليهوديه في مكان الشعب الفلسطيني وخير مثال هو ماجرى للمدن الفلسطينيه التاريخيه اللتى اُحتلت عام 1948 واصبحت اليوم شبه اطلال وخراب يطلق عليها الاسرائيليون اسم المدن المختلطه بين اليهود والعرب الذين يعيشون في جيتوات بائسه في اطراف وعلى هامش مدنهم واوطانهم الاصليه...حيفا.. يافا...عكا .. الخ!!! والمقصود من ابراز هذا المثال هو: ان عزل غزه جغرافيا عن باقي الوطن الفلسطيني يندرج في اطر الاستراتيجيه الصهيونيه ,ويندمج مع مكونات المشروع الصهيوني الاحتلالي والاحلالي الذي استغل اتفاقية اوسلو الكارثيه وانتقل معها الى مرحلة الاحلال والاحتلال من خلال الاخلال بالواقع الفلسطيني الداخلي كما هو حاصل اليوم في غزه من حرب فصائليه فلسطينيه!!
يبدو ان فتح وحماس يجهلان او يتجاهلان مكونات وروافد الشعب الفلسطيني ومن بينها الواقع الفلسطيني في غزه الذي يزُجان به في حرب دمويه غير محسوبة وكارثية ويحرفان بوصلة الحقوق الفلسطينية نحو تيه فصائلي "عقائدي وسياسي" يُطيل طريق المركب الفلسطيني نحو شاطئ النظام والامان المرحلي [الا يكفي الفلسطينيون ما هُم عليه من حالة في ظل الاحتلال الاسرائيلي: فقدان الامان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والانساني؟!] من جهة ثانية، وبالتالي من الواضح اننا امام حاله ضياع الطاسه والمعايير والانضباط السياسي الذي يعكس نفسه على حال كامل القضيه الفلسطينيه بشكل عام والشعب الفلسطيني في مناطق الضفة والقطاع بشكل خاص...!!.... الجاري حقا وحقيقه هو تحول القضية الفلسطينية الى مجرد خطوط والوان من خطوط الهدنة ومرورا بالخط الاخضر حتى وصلنا الخط الاحمر والدم الفلسطيني الاحمر وتعديناه الى ما بعد بعد الخط الاحمر وهو خط الحقد الفصائلي العدمي والدمار الاسود الجاري في غزه ويلوح في افق الضفة الفلسطينيه!!
اننا امام حاله عدميه وانتحاريه تناحريه تُغذيها قوى فلسطينية عدمية فاقدة لمعنى المسؤولية الوطنية والتاريخية، وفاقدة حتى لمقومات اخلاق العمل الوطني الذي تحول الى حرب شوارع وعصابات مُقنعه واتهامات متبادلة توحي وتترك الانطباع عند الاخرين بكون القضية الفلسطينية اصبحت مجرد عراك شوارع وفضائيات بين حكومة "حماس" ومشتقاتها من فصائل وميليشيات وبين رئاسة عباس ومشتقاتها من فصائل وميليشيات مسلحة وبالتالي اصبحت "القضية المركزية" قضية المدح والردح واعلان الولاء لهذا الفصيل او تلك العصابة او الاعلان عن احتلال موقع من مواقع قوات الامن الفلسطينيه التابعه ل عباس والسلطه!!...نعم هنالك شكل من اشكال العصابات المسلحة في الضفة والقطاع همها الاول والاخير مصالح ذاتية وفرض نفوذ سيطرة في هذه المنطقة او تلك من مناطق الضفة والقطاع!! لا بل هنالك ايضا عصابات قبلية وعائلية تختبئ وراء انتسابها لـ"حماس" او "فتح" وفي هذا الاطار يطلقون النار على بعضهم البعض وعلى الناس في الشوارع!!... هل هذه هي الثورة؟ وهل هكذا تورد الابل وتعُود الخيل الى مرابطها والمياه الى مجاريها والاسود الى مرابضها؟... اي حكومة هذه واي سلطة تلك التي تدوس مشروع التحرر الوطني الفلسطيني، وتُضيِع الطاسه وتحرف البوصلة الفلسطينية وترمي بالقضية الفلسطينية في اتون حروب العصابات والفصائل من اجل جثة حية لا تُقدم ولا تؤخر تسمى "سلطة وحكومة اوسلو"!!.. للاسف ضاعت معالم القضية الفلسطينية بين حانا حكومة "حماس" ومانا الرئاسة الفلسطينية!! لا بل حلت ثقافة الراتب بدلا من ثقافة الوطن، وهناك من سعى الى تعويم القضيه الفلسطينيه وحصرها بين مساعدات يحصل عليها عباس من حلفائه وبين اموال يُهربها هنيه عبر معبر رفح!! والحقيقه ان التراشق الاعلامي الفلسطيني أخرج ثقافة الاتهامات البذيئة وسيئة النتائج من مقولات "رأس الفتنة" ومرورا بجماعة "ايران والبشمركة"، و"حماس" تتوعد دحلان، ودحلان يتوعد "حماس"، والصاع صاعين، والرطل رطلين، والنتيجة ان كل هؤلاء المهووسين والموبوئين من فلسطينيين تائهين يصبون الزيت على النار، ويخدموا فقط الاحتلال الاسرائيلي من جهة، ويساهمون اليوم الى جانب اسرائيل والى الى حين واجل بعيد المدى في تدمير معالم الهوية الفلسطينية المناضلة من جهة ثانية.... تَعَود الفلسطينيون على ثقافة التضحية والفداء والبطولات والثفافة والذاكرة الوطنية الشعبية، واليوم يقوم العدميون بخلق ثقافة العصابات والفضائيات والاتهامات والقتل والذبح، والبطولات المقلوبة التي تبث احتلال مواقع الامن الفلسطيني ,وكان هؤلاء ليست ابناء الشعب الفلسطيني ومن لحمه ودمه ولا يجوز باي حال من الاحوال اذلالهم وكأننا للاسف الشديد نُقلد اسرائيل ونعيد صورة سجن اريحا والاستسلام الفلسطيني بالمقلوب!!.. يجب التفريق بين الفاسدين والساقطين وبين جنود او موظفين عاديين لا ناقه ولا جمل لهم مع زمرة المُتامرين والفاسدين... وعد رجالك من الاقرع الى المصدي وركاض ورَمح الى مؤتمرات الفضائيات الفاضية والفارغة والمأزومة!!...هذا ما يجب اولا لجمه!! وقف هؤلاء المُهترون عقليا والمُعبأون حقدا عن عقد المؤتمرات وبث صور اعدام مُسيئه للهويه والاخلاق الوطنيه الفلسطينيه!!... هذه بدون مواربه: ظاهرة همجية وليست وطنية!!... ظاهرة فالته من عقالها!! ولا بد من تقنينها وتأطيرها في اطر العقلانية الوطنية!!... مهما كان جُرم هذا الفاسد او ذاك, ولكن لايجوز باي حال من الاحوال بث اشرطه في وسائل الاعلام على هذا المستوى من الهمجيه والساديه التي تضُر بالدرجه الاولى بصورة الشعب الفلسطيني, وتضُر بمن يبث هذه الصور المخزيه والبربريه!!
غزه هذه من لا يعرفها او تناسى تاريخها مسجونه منذ عقود مضت وا زداد سجنها شده في عصر السلطه وعصر الميليشيات,, ولا يوجد ميت[سلطة اوسلو] في هذه الحاله يستاهل هذا العدد من الضحايا و الجنازات الفلسطينيه!!... ولا حكومة ولا سلطة ولا شحار بين، ولا يوجد حتى ارض لزراعة الزرع الفلسطيني وتوفير الغلة والقوت للشعب المنكوب باسطورة الحكومة والسلطة، ولا يوجد حتى بحر في غزه يكفي لصيد السمك!!.... غزة تقع على البحر الابيض المتوسط ... بحر طويل عريض تحتله اسرائيل بفلسفة نزع السمكة من صنارة الصياد الفلسطيني الجائع!!... ناهيك طبعا عن ملاحقة الشجر والحجر الفلسطيني في غزه وفي مناطق الضفة الفلسطينية والتهام القدس والجدار العازل وبالتالي ما هو جاري ان المُتحاربين في الشوارع الفلسطينية يُبحرون بعيدا بالواقع المر الذي يمر به الوطن الفلسطيني، ويُحولون الامر الى مجرد صراع سلطة على قطع وجزر ارض موبوءة بالاحتلال و بالميليشيات والعصابات وسلطة تائهة ومفقودة ودولة وهمية وغير موجودة. وحقد اسود فصائلي ومسميات ""صهيو فتح" و"صهيو حماس" لابل ، بل ان شعب "الجبارين" صار مهزلة وفرجة اقليمية وعالمية، ويبدو ان الامر بسيطا ولا يحتاج رؤساء العصابات والميليشيات سوى بندقيه وذخيره وتعبئة حقد سوداء!!!
ما هو جاري ان احدا ما يلعب دور حامي وحارس "المشروع الوطني" وآخر يلعب دور حراسة "سلطة اوسلو" وبين هذا وذاك ضاعت طاسة و بوصلة المشروع الوطني الفلسطيني وفقد الفلسطينيون آنيا الاتجاه الوطني والطاسه والاتجاه، وتحول الامر الى هوس الحارس بـ"مشروعه الوطني" الخياني والمحروس هو مشروع اوسلو وسلطة اوسلو وحكومة اوسلو، والحارس والمحروس يدوران في هذا الفلك لا اكثر ولا اقل...مهووسون بالعار والهزيمه!!، والمؤسف انهما يحرفان بوصلة القضية الفلسطسينية مئة وثمانون درجه نحو الهاوية الوطنية!! والمطلوب اليوم بكل صراحه هو هبه جماهيريه فلسطينيه لوقف نزيف الدم الفلسطيني من جهه ولتعرية كل من ساهم في تأجيج الوضع الفلسطيني في غزه من جهه ثانيه!! الشعب الفلسطيني بحاجه الى انتفاضة تصحيح الوضع الداخلي وترتيب الامور والاوليات في اتجاه النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي وليست بالمقلوب كما هو جاري اليوم في غزة هاشم!!