أحدث الأخبار
الجمعة 17 أيار/مايو 2024
دور سلطة "اوسلو" في تكريث الكارثه الوطنيه الفلسطينيه!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 16.6.07

مُنذ اتفاقية اوسلو وحتى يومنا هذا والقضية الفلسطينيه في حالة تراجع وانحدار نحو الاسوأ على جميع المستويات السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه لابل ان الواقع السياسي الفلسطيني الراهن اصبح في حاله يرثى لها الى حد دخول المشروع الوطني الفلسطيني نفق سياسي مظلم لايبدو فيه النور في اخر النفق ولا حتى اشاره مرور تشير الى طريق النور , , والحقيقه ان ماجرى بعد اوسلو هُو ان الاعلام الاسرائيلي والى حد كبير الاعلام الفلسطيني والعربي الرسمي قد تَناسى عَمدا وقصدا التاريخ الفلسطيني قبل اوسلو و بَدأ يُعطِي صُوره مشوهه ومزيفه عن الواقع والتاريخ الفلسطيني مع ألإيحاء بِان لُب وجذور القضيه الفلسطينيه ينحصر في تاريخ ومُسميات مابعد أوسلو من مُصنعات سياسيه زائفه وللمثال لا للحصر بَدأ ومازال الاعلام بعد عام 1993 يتناول مصطلح " السلطه ومناطق السلطه الفلسطينيه" دون أن يُحدِد صلاحيات ومساحة مناطق السلطه او حتى تحديد مهام هذه السلطه حتى يومنا هذا ضِمن أستراتيجيه اعلاميه وسياسيه جوهرها إختزال تاريخ القضيه الفلسطينيه في قالِب جديد ومُحدد تتحكم فيه اسرائيل ومشتقاتها من فلسطينيين وعرب ينحصر بين التفاوض على مساحة مناطق وصلاحيات سلطه فلسطينيه لا وجود لها اصلا الا في اطار الثلل الفاسده والعاجزه اللتي افرزتها كارثة اوسلو وقامت بتحويل القضيه الفلسطينيه الى ورشات مصالح وتجاره وقضية ربح وخساره من جهه وبؤر توتر بين فصائل وحمائل فلسطينيه من جهه ثانيه وبالتالي ما جرى ويجري هو ليست مجرد دعم مجاني ومدفوع للاحتلال الاسرائيلي لابل هو تكريث مبرمج للكارثه الوطنيه الفلسطينيه الحاصله كواقع يعيشه الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا.... التيه والشعور بالضياع وفقدان الامل والبوصله هو ما يصبغ الواقع الفلسطيني الراهن!!
من هنا لابد من التذكير والتنبيه الى ان اسلوب احياء ذكرى النكسه في الاعلام الفلسطيني والعربي الرسمي والفضائي المأجور قد اخذ منحى سياسي يتناسى فيه المُطبعون والانبطاحيون كون النكسه والنكبه تاريخان لا يفترقان وتوأمان لايمكن فصلهما وان الاحتلال الاسرائيلي لم يبدأ في عام 1967 لابل في عام 948 والسؤال البسيط المطروح هو: كيف يمكن ان تنشأ قضية اللاجئين وحق العوده لولا الاحتلال والاحلال اللذي جرى في عام 1948 وليست في عام 1967 فقط؟! وبالتالي ماهو جاري الان هو محو تواريخ ومحطات القضيه ال فلسطينيه وحصرها في اقل من اوسلو, واعتبار اوسلو كبدايه لِتاريخ القضيه الفلسطينه والصراع الفلسطيني الاسرائيلي, بِمعنى ماهو قبل 1993 وتحديدا عام 1948 وعام 1967 هو تاريخ وواقع اسرائيلي مفروض على الارض ولا علاقه لَهُ بالقضيه الفلسطينيه , والصراع بِتاريخه الجديد ينطلق من مَدى تَثبيت اسرائيل لوجودها وتواجدها وضمها لاراضي من مناطق الضفه والقطاع[ مناطق مُتنازع عليها وليست مُحتله] من جهه ومن مَدى قُدرة اسرائيل الإعلاميه في تَشويه صورة جُذور القضيه الفلسطينيه من خلال جَعِل الصراع يبدو بين فَرِيقين على أساس تاريخ عام 1993 ولا علاقه لَه بقيام دولة اسرائيل القائمه كواقع واللتي ُتفاوض على جُزء من اراضيها ! [في مناطق الضفه والقطاع] بِاعتبار هذا تنازُل "مُؤلم" من اجل "السلام" مع الفلسطينيين! من جهه ثانيه. والسؤال المطروح في هذا الشأن هو: الى اي مدى ساهم نهج السلطه الفلسطينيه العاجزه والفاسده في دعم اسرائيل في عملية تَشويه الواقع الفلسطيني وتزييف التاريخ الفلسطيني؟؟ والى اي مدى وصلت عملية تكريث الكارثه الوطنيه الفلسطينيه؟؟؟
من المؤسف القول ان القضيه الفلسطينيه اصبحت مريضه بمرض اخطر من خطير وتحتاج الى علاج جذري وليست لعملية تجميل او ترقيع, والقضيه اكبر بكثير من نقطة نظاميه او اطفاء بؤر التوتر هنا او هناك بين حماس وفتح [ كلاهما مشارك في السلطه الفلسطينيه] لابل ان الحاصل هو كارثه تسوناميه وطنيه فلسطينيه سائره في اتجاه عيون العواصف ان لم تكن نظريا وعمليا منذ زمن في عين العاصفه ومهب الرياح العاتيه, وهذا ما يقودنا في البدء للقول أن الفلسطينيين اللذين وَقَّعوا على اتفاقية اوسلو وشَكلوا فيمابعد السلطه الفلسطينيه قد سَلّمُوا[المعنى سياسيا] على المَعابِِرالاسرائيليه الاوراق الثُبوتيه الاصليه والتاريخيه لِميلاد القضيه الفلسطينيه,وإنتحلوا شخصيه سياسيه جديده وتاريخ "ميلاد" جديد ومُنتحَل للقضيه الفلسطينيه بِكُل مُقوماتها ومُكوناتها سواء الجغرافيه او الديموغرافيه او السياسيه او التاريخيه, بِمعنى أن تاريخ التوقيع على اوسلو كان من وجهة نظر اسرائيليه وامريكيه وفلسطينيه تفريطيه هو: التاريخ المُعتمد لِبداية التفاوض على حل القضيه الفلسطينيه إنطلاقا من المُعطيات الاسرائيليه على الارض في عام 1993ومابعد هذا التاريخ وليس بِاي حال من الاحوال من مُنطلق المُعطيات التاريخيه لِعام 1948 اوعام 1967 او حتى مايُسمى بقرارات الشرعيه الدوليه,وسواء شاء البعض أم لم يَشاء او اختبأ المنبطحون اولم يختباوا وراء كذبة " المصلحه الوطنيه والدوله الفلسطينيه" شاركت السلطه الفلسطينيه ومشتقاتها من فاسدين وعاجزين[ عمليا وموضوعيا] اسرائيل وامريكا وجهة النظر هذه وانسجمت الى حَد بعيد مع ما طرحته وفرضتهُ امريكا واسرائيل من تصورات وافكار سياسيه تتعلق بالوضع الديموغرافي والجغرافي في مناطق الضفه والقطاع لابل ان الفاسدين والتفريطيين قد مدوا اياديهُم واصابعهُم الى صلب القضيه الفلسطينيه وهو اللاجئين وحق العوده الذي لم تكن وثيقة جنيف واتفاق عبدربه بيلين[2003] سوى جزء من مخطط تفريطي يشمل البلاد والعباد والارض والشعب والقدس وكل ماهو فلسطيني!!
استغلت اسرائيل سياسيا واعلاميا الوضع القانوني والسياسي المُهلهل لاوسلو بالترويج "للسلام" كما هو كامن في مُخططاتها من خلال تَدجين قيادات السلطه وإقامة علاقات عامه وأمنيه وتجاريه مع الطبقه الفلسطينيه الحاكمه يتخللها شكليا مُفاوضات على الوضع النهائي واقامة " الدوله" الفلسطينيه وفي المُقابل أستمرت اسرائيل في فرض الوقائع على الارض بِتكثيف الاستيطان ومُصادرة الاراضي الفلسطينيه في الضفه التي تعتبرها اسرائيل جزء حيوي من " وجودها", وشق الطرق الالتفافيه, وبِناء حزام استيطاني مُحكم حول القدس واقامت جدار الفصل الذي دمر القرى الفلسطينيه والارض الفلسطينيه!!.والحقيقه أن ماجرى بعد وقبل اوسلو كان ومازال دعايه اسرائيليه اعلاميه مُكثفه عن "السلام" بينما الواقع على الارض كان ترسيخ للإحتلال وتوسيع مُبرمج لِحدود دولة "اسرائيل" من جهه وتَسلُط وسيطرة اسرائيل على السلطه الفلسطينيه نفسها اللتي تَحتاج الى مُوافقه اسرائيليه في اي نشاط او قرار سياسي او حتى تَحَرُك أعضاءها داخل وخارج مناطق السلطه من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى هو أن اسرائيل جَرَّت القياده الفلسطينيه الانبطاحيه الى ملعب مُخططاتها ,بتعريف وتأريخ القضيه الفلسطينيه كما تَشاء, وبسحب القضيه الفلسطينيه من عُمقها العربي[ كانت اوسلو بِمثابة الفرصه الذهبيه لِتَخلُص النظام العربي من القضيه الفلسطينيه وتَحميل المسؤوليه والنتائج للفلسطينيين],وسحب قرارات هيئة الامم المُتعلقه بالقضيه الفلسطينيه وإحلال مكانها المفاوضات والوساطه الامريكيه وما يتمخض عنها من نتائج بين الطرف الفلسطيني المُجَرَّد سياسيا وعربيا ووطنيا وبين الطرف الاسرائيلي المدعوم امريكيا,. وما جرى في النهايه وتحديدا بعد عام 1996 وحتى يومنا هذا هو نهج إعلامي امريكي واسرائيلي مُبرمج ومُتواصِل وهو "تَحميل السلطه" والفلسطينيين مسؤولية فشل جميع اللقاءات ومُفاوضات "السلام" تحت "الرعايه" الامريكيه من جهه واستمرار اسرائيل وبدعم امريكي في فرض الوقائع والاستيطان المُكثف في الضفه والقطاع من جهه ثانيه. وبالتالي ماجرى أن السلطه الفلسطينيه العاجزه والفاسده بمركباتها قد خضعت للإبتزاز الاسرائيلي والامريكي والعربي العميل[ ان لم تكن هي نفسها" السلطه" جزء من عرب واشنطن وتل ابيب!!] واصبح شُغلها الشاغل الحفاظ على بقاء السلطه والحفاظ على مصالح اعضاءها بينما اصبحت القضيه الفلسطينيه موضوع ثانوي ضمن برنامج سياسي عقيم ومُتخاذل ويدور في حلقة صراع المصالح والوزارات[التوزير] والتوظيق والمحسوبيه بين اجنحة السلطه المُرتبطه مصالحها الى حد كبير بِاسرائيل وامريكا وبين اجنحه أقل ارتباطا باسرائيل, ولكن ماهُو انكى أن رئاسة السلطه الفلسطينيه الغابره والحاضره ومن اجل ضمان الولاء لها قد مارست ومازالت تُمارس نهج قبلي مُتخلِف يرتكز على حصر المراكز والمناصب السياسيه بين ابناء القبيله والحاشيه المُلتفه حول رئيس القبيله "السلطه " الفلسطينيه اللتي قامت سياسيا بفرض "العُقم" السياسي على الشعب الفلسطيني لابل ماهو انكى دخول حماس على خط تقاطعات السلطه وزيادة الطين بله حيث من الواضح ان القضية الفلسطينية قد دخلت او اُدخلت في مهاترات ومتاهات لم تمر بها هذه القضية والشعب الفلسطيني في يوم من الايام منذ النكبة ومرورا بالنكسة ومشتقاتها من مجازر حصلت بحق الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا، وحتى اوسلو وما بعد اوسلو وواقع الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن. ويبدو لي أنَّ الفكر الفصائلي والفئوي والجهوي وهَول مُمارسات الإحتلال الآسرائيلي والطوق العربي المضروب على الشعب الفلسطيني، قد أفرَزَ حاله فريدة في تاريخ الشعب الفلسطيني تتسم بالتعصب الفئوي والفصائلي والتخبُط السياسي والوطني الذي يصول ويجول للاسف بوجهه القبيح وادائه الرديء في مناطق القطاع والضفة الفلسطينية ويَحُول دون تبلور قُوى فكرية وسياسية من خارج القوى الجهوية والفِئوية القائمة على الساحة السياسية الفلسطينية!! بمعنى وبصورةٌ أوضَّح يبدو جَلياً أن السلطة والحكومة الفلسطينية و"حماس" و"فتح" مُنهَمِكتان حاليا فقط في نزاع اعلامي وسياسي وعسكري لاثبات فقط ان "حماس" او "فتح" على حق!! ويبدو ايضا ورغم قسوة هذا الوصف ان حالنا الفلسطيني المحاصر في غزة والضفة قد بدأ يأخذ شكل ومنحى الميليشيات والعصابات المسلحة التي هي في واد والقضية والفلسطينية في واد آخر، وبالتالي ما نراه في صورة حرب العصابات والبيانات والتسميات وحرب المؤتمرات الصحافية على شاشات الفضائيات يوحي بكل وضوح اننا نعيش الصورة الفلسطينية المقلوبة بكل فحواها ومعانيها اللتي تتجلى في مسلكية عدم الانضباط الفصائلي والوطني الذي تحول من صراع سياسي بين "فتح" و"حماس" الى صراع فئوي وفصائلي فوضوي يرقى الى مستوى تسميته بسلاح الفوضى والدمار الشامل لكامل مناحي وروافد القضية الفلسطينية وطنا ومهجرا!
من هُنا لابُد من التذكير بورود فقره في اتفاقية اوسلو تَقضي وتنص"بأنه ليس بوسع أي جانب[الفلسطيني والاسرائيلي] إتخاذ مُبادرات تُغير من الوضع القائم في الضفه والقطاع وانتظار نتيجة المفاوضات حول الوضع النهائي", ولكن ماجرى هُو أن الاستيطان والاستيلاء على الارض في الضفه والقطاع قد بلغ ذروته في الفتره مابين عام 1993 وعام 1996 وهي الفتره اللتي كان فيها يتسحاق رابين "شريك" الفلسطينيين رئيس وزراء اسرائيل والمُفارقه هُنا لاتَكمُن في موت رابين ك" شريك في سلام الشُجعان" لابل المُشاركه الفلسطينيه في ا لتضليل الاعلامي الاسرائيلي والحديث المُفرط عن" الشريك والسلام" بينما الحقيقه هي ان " الشريك\الفقيد" ومن سَبَقهُ وخَلَفهُ في رئاسة الحكومات الاسرائيليه يَتفقون جميعا في الرؤيه والاستراتيجيه على شكل وفحوى " الحل النهائي" وهذا الحل وارِد بوضوح في النظريه الصهيونيه اللتي طُبقَت وتُطبق حَرفيا من خلال الاستيطان وفرض الوقائع على الارض الفلسطينيه مُنذ بداية المشروع الصهيوني وحتى يومنا هذا...اللذي تَغيَر حقا وحقيقه هو المشروع الوطني الفلسطيني وإنعدام الرؤيه والاستراتيجيه وحتى المرجعيه السياسيه, وقد شَكََّلَت الإرتوازيه والغوغائيه والانبطاحيه في الخطاب الرسمي الفلسطيني بالاضافه ل " معسكر "السلام" الفلسطيني" عامل مُساعد ومُهم في التضليل الاعلامي الاسرائيلي وعملية نُكران وتزييف الواقع الفلسطيني والسؤال المطروح حول إرتوازية وغوغائية العامل المُساعد الفلسطيني في التضليل الاسرائيلي : هل يُعقَّل استمرارية وجود السلطه وخطاب عملية السلام ودجل عباس ومشاركة هنيه وجوقة الهزّاعين من قبيلة فتح وحماس, وغزه اولا والدوله اولا.. واسرائيل وامريكا لا تَعترفا اصلا حتى بوجود شريك فلسطيني للسلام المزعوم!؟.... الانسحاب الاسرائيلي من غزه إعتمد نظرية الامن الاسرائيليه ولم يُنسقْ حتى مع مايُسمى بالسلطه الفلسطينيه؟؟ أين هي حدود غزه واين تقف الدبابات الاسرائيليه اليوم؟ واين تُحلق وتحوم طائرات الموت الاسرائيليه.. اليست في اجواء غزه الواقعه تحت سلطة اوسلو حكومة ورئاسه حكومتها, ومرمى النيران الاسرائيليه؟؟!. ... و اين هي الارض الفلسطينيه المتبقيه لبناء" الدوله الفلسطينيه"؟ في ظِل ماهو حاصِل على الارض من ذبح ودمار واستيطان اسرائيلي وحصار يُعاني فيه اكثر من ثُلثي الشعب الفلسطيني في الضفه والقطاع من الفقر والبطاله؟؟ وماذا تبقى حتى من ارض القدس الشريف؟؟ ولماذا لم تتمكن سلطه العجز والفساد والانتهازيين من ضبط حتى إيقاع الشارع الفلسطيني اللذي ينبت فيه كل يوم فصيل جديد!!...بعيدا عن العواطف والتصاقا بالحق والواقع الفلسطيني لابُد من القول ان الضرر اللذي الحقه الفاسدين والانتها زيين بالقضيه الفلسطينيه ضرر كارثي على جميع المستويات واهمها الحق التاريخي الفلسطيني اللذي قام الفاسدين والعاجزين والمتسلقين بضربه سياسيا واعلاميا الى حَد حصر هذا الحق المُقدس بين فَكي اجنحة مصالح اعضاء سلطه ورئيس حكومه ورئيس سلطه تَحولا الى تجار وزارات وتوزير ووكلاء لابشع فساد وعجز سياسي تُعايشه القضيه الفلسطينيه منذ نَشأتها وحتى يومنا هذا... جُزء من الجوع والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني سببه هو التمسك بالسلطه الفلسطينيه من قبل حماس وفتح لابل ان عدم حل السلطه الفلسطينيه يُعفي الاحتلال الاسرائيلي من مسؤوليته نحو ماهو جاري للشعب الفلسطيني!!
هُنا وفي إطار تَقَصِي عواقب نهج سلطه فلسطينيه عاجزه وللمثال وليست للحصر: نَرى إتسام حُقبة نتنياهو في اواحر التسعينات من القرن الماضي,, بسقوط القناع الاسرائيلي نِهائيا وتكثيف الدعايه الاسرائيليه ضد اوسلو والسلطه الفلسطينيه وفي المقابل نَدب الفلسطينيون فُقدانهُم لشريكَهُم "الراحل" في عملية السلام , ولكن ماحدث في اتفاق واي ريفر بين نتنياهو وعرفات [1998] كان ليست فقط الاعتراف بشرعية الاستيطان الاسرائيلي في الخليل لابل كان سابقه وبمثابة أرضيه سياسيه لِما طالب به باراك وكلينتون و شارون وبوش لاحقا واولمرت راهنا بضرورة اعتراف الفلسطينيين بالواقع والاستيطان الاسرائيلي في الضفه, وبالتالي يبدو التضليل هُنا تَضليل مُزدوج ويندرج في أُطر تَغيير قواعد اللعبه والحل النهائي و ما وَقَّعت عليه اسرائيل والسلطه عام 1993 " بعدم تَغيير الوضع على الارض حتى نتيجة المفاوضات النهائيه",بمعنى أن اسرائيل لم تُغيِر الواقع على الارض فَحسب لابل أنها نَجحت في تَحويل السلطه الفلسطينيه كَشريك في هذا التغيير والتضليل من جهه ونجحت في تحويل قضية الحل النهائي والدوله الفلسطينيه العتيده الى قضيه مَطاطِيه لا يَحكمها سقف زمني ولاسقف جُغرافي وسياسي كما هُو حاصِل اليوم!!,.. وبالمناسبه استبدال عباس وزمرته لكلمة "حق العوده" ب" الحل العادل" لقضية اللاجئين يَدُل على المدى الذي بلغه التضليل اللتي تمارسه سلطة اوسلو!!
ما هو مؤسف ومحزن في ان واحد هو ان اسرائيل مُستمره في مَشروعها الاستيطاني في ظِل سلطه فلسطينيه عاجزه وصامته وفاسده قام اعضاءها بالتأمر على اكبر انتفاضتين في التاريخ الفلسطيني وهما انتفاضة 1987 واللتي انتهت بتوقيع صفقة كارثة اوسلو 1993 , وانتفاضة الاقصى 2000 اللتي انتهت بكارثة صفقة الانتخابات والحكومه الفلسطينيه والحرب الفصائليه,, وقبل هذا وخلال انتفاضة الاقصى ظهر بوضوح مدى عجز وخذلان السلطه الفلسطينيه ومدى ارتباط الكثير من اعضاء السلطه الفلسطينيه بمشاريع تجاريه مُشتركه مع اسرائيل واعتى الصهاينه تَطرُفا واجراما بحق الشعب الفلسطيني, بمعنى واضح وصريح: لقد راى الكثيرون من هُم في السلطه وحول صحنها في اوسلو مدخلا لمشاريع تجاريه وتحقيق مارب ذاتيه ولم يكن هَمهُم الاول القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني والدليل النَشاة السريعه بعد اوسلو لطبقه من الاغنياء واللصوص الفلسطينيين وفي المُقابل تَدهور سريع ومأساوي في الحاله الاقتصاديه لاكثرية الشعب الفلسطيني داخل الضفه والقطاع ومخيمات الشتات الفلسطيني اللتي اُهملت الى حد بعيد من قبل زُلم سلطة الفساد والعجز!!.
لم تتوقف السلطه الفلسطينيه عن لعب دور العرَّاب والمُسوق لما تطرحه قواميس السياسه الاسرائيليه والامريكيه, وهؤلاءالفاسدين والعاجزين في هذه السلطه الفضيحه مازالوا يُمارسوا مهامهُم وحياة الرخاء, في الوقت الذي يقبع فيه الشعب الفلسطيني بشكل عام في سجن كبير والمعتقلين والاسرى الفلسطينييين بشكل خاص والاهمال المُشين اللتي اتبعتها السلطه الفلسطينيه نحو ملف الاسرى والمُعتقلين الفلسطينيين اللذين لولا نِضالَهُم لِما تواجد اصلا في فلسطين هؤلاء المُفسدين من سلطه واعضاء سلطه المُنهَمِكين بِالتَوزير الكاذب وحكومة غزه ورئاسة رام الله وجمع الاموال والثراء والسؤال المطروح: هل يُعقَّل ان يَتمَتَّع اعضاء سلطه فلسطينيه فاسده وعاجزه بِالحُريه والرخاء بينما يقبع الشعب الفلسطيني ككل والمناضلون الفلسطينيون بشكل خاص في سجون الاحتلال الاسرائيلي؟؟؟ ..في هذه المُفارقه يَكمُن جزء لاباس به من مأساة تكريث الكارثه الفلسطينيه!!
لم تكتفي بهلوانات السلطه الفلسطينيه ورموز الفساد بالزَج بالقضيه الفلسطينيه في مَتاهات اوسلو والفساد والحصار والحرب الفصائليه والميليشيات وترسيخ الاحتلال الاسرائيلي لابَل أشغَلت والهت الشعب الفلسطيني في توزيع المناصِب بين فتح وحماس في الوقت الذي كانت وما زالت فيه اسرائيل تُكمل بناء جِدارها العنصري وتُضَيِق الطوق والخِناق على رِقاب الشعب الفلسطيني, والمُفارقه تَكمُن في مهزلة اصلاح الفساد بِفساد والتواطئ بأشنَع تَواطئا ممِا أدى موضوعيا الى مَنح اسرائيل الوقت الكافي لِبناء الجدار العازل في الضفه وإلتهام افضل ارض فلسطينيه زراعيه, وتثبيت السجن الكبير الذي يقبع فيه اليوم الشعب الفلسطيني!! لابل ذهب سفير سلطة اوسلو في لبنان[ هذا السفير لم ينجح ولم يُنتخب في الانتخابات التشريعيه الفلسطينيه الاخيره, ولذا ارسلته السلطه سفيرا لها في لبنان!!!؟] الى حد دعم الجيش اللبناني في هجومه وقصفه لمخيم نهر البارد بحجة " فتح الاسلام" !!
من الواضح ان بوصلة النضال الفلسطيني واهدافه قد انحرفت وحُرفت في اتجاه فصائلي وميليشوي[ صراع على السلطه] قاصر ويقتصر على قصور نظر وطني ان لم يكن خيانه موضوعيه لا بل ان ما هو جار في مناطق الضفة والقطاع والتمسك بسلطة اوسلو هو اختطاف فعلي وموضوعي لمكونات ومركبات وروافد الحقوق الفلسطينية لكامل الشعب الفلسطيني بشكل عام والشعب الفلسطيني في مناطق الضفة والقطاع بشكل خاص...!! الخيانة في هذه الحالة تأخذ منحى خطيرا للغاية وتتمثل في حرف بوصلة النضال الفلسطيني من النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي الى اقتتال فلسطيني داخلي[ سياسي او عسكري] على مقومات سلطة اوسلو وحكومة "حماس" التي تشكل فيها "فتح" و"حماس" وجهان لعملة واحدة!!!، ومن الواضح ايضا اننا ليست بحاجه لاجتراح المعجزات حتى نفهم ونستوعب ماهو جاري على الآرض وللشعب الفلسطيني في مناطق الضفه والقطاع وفي كل مكان وطنا ومهجرا, وكما هو واضح اصبحت اللعبه مفضوحه وواضحه المعالم والعناصر وهي الوجه الأخر لمعادلة ولعبة " الغذاء مقابل النفط" اللتي فرضتها امريكا على العراق لفتره طويله , وهي المعادله اللتي لم تشفَع للعراق ولم تحميه لاحقا من الغزو والاحتلال الامريكي , وهاهي المعادله الامريكيه في العراق هي نفسها تمتشق ثوبا جديدا , وتظهر من جديد في فلسطين تحت اسم " الراتب مقابل الوطن"...الغذاء... الخبز!!!.. الفارق الوحيد بين معادلة النفط مقابل الغذاء في العراق, والراتب مقابل الوطن في فلسطين هو ان الفلسطينيين لايملكون نفطا يُساومون به تسعيرة الغذاء[ الراتب], ولكنهُم يملكون سلطه فاسده وعاجزه وحكومه قاصره والمطلوب هو المزيد من التنازل لاسرائيل والمساومه على الارض مقابل الغذاء!!
دوما وابدا حاول ويُحاول نهج الفساد الفلسطيني وخاصة عندما يشتد الطوق حول رقابهم الاختباء وراء شماعة منظمة التحرير الفلسطينيه بعد ما قام هؤلاء الاوسلويين أصلا بتهشيم مقومات وميثاق منظمة التحرير على مدى عقود من الزمن, مُختبئين وراء ما يسمى ب" السلطه الفلسطينيه" كبديل لمنظمة التحرير, والسؤال المطروح في هذه الجزئيه من هو الذي دمر مؤسسات منظمة التحرير ومقوماتها التي تقوم على تمثيل الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه:: الجواب بسيط وهو سلطة اوسلو والعاجزين والفاسدين من من تأمروا ويتأمروا على حقوق الشعب الفلسطيني!!
لطالَما عَلق البعض أخطاء وحقيقة الازمات الوطنية الفلسطينيه على شماعة العوامل الخارجية, ورغم فهمُنا العميق لهذه العوامل واخذها بالحسبان وأهداف الإحتلال الإسرائيلي والإنتداب السياسي الأمريكي المفروض على القضيه والسلطه الفلسطينية العاجزه والفاسده, إِلاَّ أنَّه لم يعُد تغطية الشمس بالرغيف ولا حل القضيه الفلسطينيه برغيف الخبز, والحقيقة المره هي ان الوضع الفلسطيني الداخلي والخارجي مزري وكارثي الى حد ابعد من الكارثه الوطنيه, وماهو مطلوب اليوم ليست حل السلطه الفلسطينيه فقط ورفع الغطاء والقناع عن وجه الاحتلال الاسرائيلي المجرم لابل المطلوب ترميم وتصحيح الوضع الفلسطيني وليست تطيين وزيادة الطين بله من خلال التمسك بسلطه عاجزه وفاسده وقاصره وطنيا!!! .. المطلوب اولا حركة جماهيريه تصحيحيه شامله لمسار القضيه الفلسطينيه بكل مقوماتها التاريخيه والسياسيه والجغرافيه والديموغرافيه والاقتصاديه, والاهم من هذا هو الاعتراف بوصول الامر الى حد الكارثه الوطنيه وبالتالي اعلان القضيه الفلسطينيه والارض الفلسطينيه كقضيه دخلت الى تخوم وحدود الكارثه الوطنيه اللتي تحتاج الى اغاثه سياسيه ووطنيه شامله!!!
الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحرير موقع ديار النقب.


اضف تعقيبا

جميع الحقوق محفوظه لديار النقب © رئيس التحرير: د.شكري الهزَّيِل

باحث علم إجتماع ورئيس تحرير موقع ديار النقب.